شملان: نحذر من التلاعب بالثروة السمگية في إطار الحرص الذي توليه القيادة السياسية والاهتمام بالقطاع السمكي وتشجيع الصيادين وتطوير نشاط الجمعيات والاتحادات السمكية، تنفذ وزارة الثروة السمكية هذه الأيام إجراء مسوحات تقييمية شاملة لتفقد أوضاع الاصطياد السمكي والإطلاع عن كثب على أحوال الصيادين ومتطلباتهم العملية والمعيشية.. حيث شرعت قيادة الوزارة ممثلة بالأخ محمد صالح شملان، وزير الثروة السمكية وبمعيته عدد من الوكلاء والوكلاء المساعدين والمختصين بالوزارة بالقيام بنزول ميداني لمواقع الاصطياد السمكي ومراكز الإنزال السمكي في محافظات (عدن لحج أبين الحديدة) وامتداداً لذلك قام الوزير والوفد المرافق له ومعهم الأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة تعز محمد أحمد الحاج وكذا وكيل المحافظة لشئون مديريات الساحل عارف أحمد مجور، ومدير عام مكتب الثروة السمكية بالمحافظة محمد الدهبلي؛ قاموا بجولة استطلاعية لمديريتي باب المندب والمخا بمحافظة تعز اطلعوا خلالها على احتياجات وأوضاع الصيادين والمشاكل التي يعانونها وسبل معالجتها. 650 مليوناً لمشروعين في باب المندب الأخ محمد الدهبلي مدير عام مكتب الثروة السمكية بمحافظة تعز قدم مشروعاً تفصيلياً حول النشاط السمكي والعراقيل التي تقف أمام تطويره وكذا أوضاع الجمعيات والاتحاد السمكي في المحافظة وحجم نشاط الاصطياد السمكي الأمر الذي جعل الوزير يثمن عالياً دور المكتب في معالجة أوضاع الصيادين والاهتمام بهذا القطاع الحيوي والهام. وأثناء اجتماع وزير الثروة السمكية وأمين محلي تعز ووكيل المحافظة لشئون الساحل ومدير مكتب الثروة السمكية والمسؤولين المرافقين بالصيادين في مواقع الإنزال السمكي في منطقة ذوباب في مديرية باب المندب استمعوا إلى همومهم؛ الأمر الجميل الذي عكس ارتياحاً لدى الصيادين خصوصاً ما وجّه به الوزير حول سرعة تنفيذ المشروع السمكي بالمنطقة والمقدرة كلفته بخمسة ملايين ريال بتمويل حكومي ومعالجة أوضاع الصيادين في المنطقة مثل إيجاد مركز تسويق وامدادهم بالخدمات الضرورية الخاصة بالبنى التحتية.. أما في مركزي الإنزال السمكي في منطقتي (العرضي وغريرة) في إطار مديرية باب المندب، فلم يكن الحال مغايراً عما سبق من طرح الهموم والإشكاليات وبالذات حول الاصطياد العشوائي الذي يستنزف الثروة السمكية بالمديرية ما جعل الوزير يوجّه بتنظيم عمليات الاصطياد في هذين المركزين، وعندما اتجهنا إلى مناطق (الجديد، المعقر، واحجة والكدحة) الواقعة في نطاق مديرية باب المندب لوحظ عدم وجود سوق يجمع المراكز السمكية في هذه المناطق؛ حينها تم التوجيه بسرعة تنفيذ مشروع الأسماك والذي سيتضمن إنشاء سوق حراج سمكي ومركز تسويق ومصانع ثلج في هذه المراكز السمكية، وتبلغ تكلفة هذا المشروع حوالي 600 مليون ريال بتمويل مشترك وضمن مشروع الأسماك الخامس ويحوي هذا المشروع مشروع أسماك متكاملاً لتحسين أوضاع الصيد والصيادين في باب المندب. تحذير وللأهمية الاستراتيجية قديماً وحديثاً لميناء المخا ومنطقة المخا بشكل خاص كان لزاماً على قيادة وزارة الثروة السمكية تفقد هذه المديرية (المخا) ومراكز الإنزال السمكي ومواقع تجمع الصيادين فيها في مركز سوق المخا وكذا مركز الزهاري ومركز يختل وجميعها في مديرية المخا، وهناك طالب بإيجاد سوق مركزي يجمع المراكز للإنزال السمكي بالمديرية وتوفر عليهم العناء، وتم أيضاً طرح مشكلة التلاعب ببعض عمليات الاصطياد. في اجتماعه بالصيادين حذر وزير الثروة السمكية بشدة من التلاعب بالاصطياد السمكي أو العبث بالثروة السمكية والمتاجرة بها بطرق غير شرعية، كما حذر من الاصطياد العشوائي وممارسة أعمال الاصطياد السمكي بطرق عشوائية أو غير شرعية الأمر الذي قد يسهم بإهدار الثروة السمكية في المنطقة. ميناء استراتيجي في المخا وكانت المفاجأة الكبيرة والمفرحة للصيادين في مديرية المخا هي أن أعلن الوزير عن التوجه لإنشاء أكبر ميناء سمكي نموذجي في المخا يحوي جميع مراكز الإنزال السمكي ويضع كواسر (حواجز) للأمواج وتنشأ فيه سوق للحراج ومصانع للثلج وخدمات أساسية وإدارة مستقلة وكل ما يترتب لإنجاح هذا المشروع الحيوي الهام الذي سيعود بالخيرات على أبناء مديرية المخا بشكل خاص وعلى أبناء الوطن عموماً، وفي مجمل كشفه عن خطوات هذا المشروع الهام جاء حديث شملان مع الصيادين في المديرية مثلجاً للصدر وهو يؤكد أن هذا المشروع السمكي يعد هدية من فخامة الأخ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية لأبناء محافظة تعز، والأجمل من هذا ما لفت له الوزير بأن مديرية المخا ستشهد في الأيام القادمة اهتماماً أكثر مما سبق فيما يتعلق بتحسين أوضاع الصيادين وتوفير متطلباتهم الضرورية سواء في العمل أو في ما يخص أوضاعهم المعيشية وتوفير مشاريع البنى التحتية لمناطقهم. زيارات ناجحة ولعل بيت القصيد في أن توصف مثل هذه الزيارات بالناجحة هي أنها لامست عن كثب أوضاع واحتياجات الشريحة المستهدفة (وهم الصيادون) كما أنه تم أخذ نماذج تقييمية عن مراكز الإنزال السمكي لدراستها وإعداد التصورات الهادفة لإنجاحها وتنشيطها بصورة ايجابية وعاجلة تعود بالنفع على أبناء المناطق التي يقطنها أو يعمل فيها أولئك الصيادون سواء في إطار مديرية المخا أو مديرية باب المندب. كما أنه ما ميز هذه الزيارة هو حرص وزير الثروة السمكية على الاستماع لمشاكل الصيادين واحتياجاتهم منهم أنفسهم وفي أماكن تواجد عملهم وكذا من مدير الثروة السمكية بمحافظة تعز وكذا من رؤساء المجالس المحلية بالمديريتين حيث استمع إلى شرح من مدير مديرية باب المندب الأخ عبدالله الصراري وكذا مدير مديرية المخا الأخ أحمد منصور الشوافي استعرضا من خلاله النشاط السمكي وهموم الصيادين في هاتين المديريتين. دراسة حديثة الجديد في هذا الإطار أيضاً هو ما صرح به مدير الثروة السمكية بالمحافظة محمد الدهبلي حول اعداد المجلس المحلي بمحافظة تعز بالتعاون مع مكتب الثروة السمكية بالمحافظة لدراسة انشاء خمسة مراكز للإنزال السمكي بالمحافظة وهي دراسة حديثة لاقت ارتياحاً كبيراً من قبل وزير الثروة السمكية كونها أتت كجهود ذاتية وملبية لآمال وتطلعات الصيادين في تطوير أوضاعهم والارتقاء بالقطاع السمكي إلى الأفضل. هدف مشترك ومن الصور الجمالية الرائعة التي رسمتها هذه الجولة الاستطلاعية هي إحساس الصيادين وكل من ينتمي إلى هذه الشريحة بالاهتمام الجاد والمسؤول لقضاياهم، ولعلّ تواجد المسؤولين في الوزارة وعلى رأسهم وزير الثروة السمكية وكذا قيادة المجلس المحلي بالمحافظة والمديريتين (باب المندب والمخا) وحتى ممثلي المجلس المحلي للمحافظة في المديريتين محمد علي عمر عسيلو (عن باب المندب) ومعتز سيلان (عن المخا) والمشائخ والأعيان؛ كل ذلك جسد أن الهدف واحد وعكس ارتياحاً كبيراً لدى الصيادين خصوصاً وهم يرون كل هؤلاء قد قدموا لتحسين أوضاعهم وحل مشاكلهم والارتقاء بأدائهم نحو الأفضل. وبقي أن تترجم هذه الآمال والتطلعات على أرض الواقع عملياً بما يحقق الهدف الواحد المرجر وهو تحسين أوضاع الصيادين وإنعاش القطاع السمكي في المحافظة خاصة والبلاد بصورة عامة، وحتماً هذا ما يهدف إليه وزير الثروة السمكية في جولاته التفقدية هذه خصوصاً أنه أكد مواصلة هذه الجولات التفقدية للصيادين أيضاً في المهرة وحضرموت وشبوة. والأمل كبير في أن تخطو وزارة الثروة السمكية بعد زياراتها الميدانية التقييمية هذه خطوات جادة في سبيل النهوض والارتقاء بقطاع الثروة السمكية في البلاد الذي لا شك أنه لم يستغل بعد بالطرق النموذجية والمثلى.