يتبدد الليلُ، فلا يأتيك إلا النور.. نور الفجر ونور الصبح، ونور النهار الذي يغمر الروح، روح الفداء وروح الوفاء وروح الترابات تسري بكل شرايينها دماءُ الحياة.. حياة الدروب التي فيك تمتدُّ ملء القلوب: طموحات أنتَ الذي تشتهيها: سنابل يزهو بها ناظراك في كل آفاق هذا الغد البكر.. سيد كل الرؤى الحالمات.. هو الحب أنت الذي كنت دوماً وما زلت- لون سحاباته التي تسكب الماء سيلاً يزف إلى كل حقل بشارات وعدك.. هو الحلم أنت الذي فيك شبت أماني صباهُ، ولما تنامى لقيناك فيه شاباً تفوح طيوب عطاياك من مقلتيه، وكم كان يكبر فينا بحجمك.. هو الوعد بين ذراعيك ينمو حتى غدا اليوم إنجازك «المحك» في سفر فارسك البطل، وتاريخ كل البطولات أنت الذي- عبر عمرك- أنجبت فرسانه المخلصين، وهذا الذي جاء يشبه مجدك. هو الحب والحلم والوعد جاءوك آمال أجيالك الطيبين.. يجدوا خطاها بعشق يقين: فارس هذا الزمان ووحدك: أنت الذي فيه تسري انتصاراً جديراً لروح الزمان الأجد.. وأنت الوطن.. تبوح الخيانات بأسرارها، وسرك يبقى الوفاء الأصيل، وكم باع فيك صغار النفوس، وما كنت إلا الذي لا يباع، وكم التقى فيك تجار نادي الكلام الوبيل فهل كانوا إلا فراغ الشعارات ملء المسافات لم يلحقوا الركب بل ضيعتهم أباطيلهم ووهماً يلوكون أوهامهم وأنت الشموخ الذي لا يلين.. هم الأغبياء أباحوا دماء هوياتهم لمن أنكروهم وجاءوا إليك بلا شيء فيهم يدل عليك..، هم الآن أبعد عن أعين الناس والرمل والبحر وكل الحقول وكل السهول وهام الجبال وكل التلال وأنت القريب كحبل الوريد تعطرُ أشذاؤك الطيباتُ نفوس الأنام لتبقى الحقيقة والحق والخير، وتبقى الجمال، وأما الوجوه التي خانت الحب.. خانتك.. خانت هوياتهم فقد عافها الشعب.. عافتها ذرات رملك.. أمواج بحرك.. وعافتها آفاق أيامك الواعدات.. وأنت الوطن.. نجوب سماوات أحلامنا فنلقاك في الأفق ملء الزمان وملء المكان شباباً كما أنت منذ المهاد، وما أن نحط رجال التمني حتى تراك على هيئة المجد مجداً جريرا.. ونأتيك يا موطن الخير جيلاً نحب الحياة أباة كراما.. ونجلس بين يديك هياماً يطارحك الحب عنا غراماً.. فتبدو بكل العيون نديماً ونبدو بعينيك أغلى مرامى.. ونشرب من سلسبيل هواناً كؤوساً عرفناها منك مداما.. ونصحو ونصحو ونسلو فما كان يوماً علينا الودادُ حراما.. وأنت الذي أنت منذ عرفناك: الوفاء، وطاءُ العطاء، ونون السكن.. لتبقى الهشاشات مسخ العراء عراء النفوس التي كالوباء وباء الخيانات والعملاء.. وتبقى الوطن.. سلامٌ عليك مدى الدهر تأبي المذلة عاراً، وتأبى الحياة هواناً وانكساراً سلامٌ عليك: - ياء: يسابق عقربة الوقت.. يطوي المسافات، يحقق الانتصار تلو الآخر رغم كل العوائق. - وميم: مع كل إشراق فجر جديد: معانيه تسمو، تحبلُ كالغيم خيراً كثيراً، وتولد بالمنجزات العظام. - ونون: هي قلب «صنعاء» وعنوان عشق «عدن»، لأنك في خاطر الحاضر اليوم: كبرياء مستقبل عنوانه أنت «يايمن». سلامٌ عليك.. وحادي المسيرة يشدو باسمك بصوتك الوفاء الكبير.. وفاء «المشير» لأغلى وطن.. سلامٌ عليك.. ولن يخذلوك ولن يكسروك سيفنى العميل والممهتن.. ويبقى الوفي لهذي «اليمن» وتبقى الوطن....