وأطلّ ((أيلول)) في عيد ميلاده الثامن والأربعين , مزهواً به الوطن.. وكيف لا؟ وهو ((سبتمبر)) الثورة المجيدة.. ثورة الأرض اليمنية الطيبة التي عافَتْ جدب الحياة الإنسانية الكريمة وعافَت الظلم والظلام وهزائم الاستبداد المريرة فأبت إلا أن تشتعل حقولها وسهولها وجبالها براكين انتصارٍ خالدِ الساعاتِ موصول الفخار ، وثورة الإنسان اليماني البطل الذي عاف جبروت القهر الإمامي البغيض فأبى إلا أن يكون الثائر الجسور , وبدمه المتوقد الفداء والإباء والتضحيات البطولية الجسيمة. أشعل فجر الحرية والعدالة والكرامة وأطاح بكل رؤوس الظلم والكهنوت المتسلط إلى غير رجعة في يوم عظيم الإرادة وصدق الوفاء تَسَطّر بلون البطولة والرجولة على هام الوطن شموخاً للأباة الأحرار صُناع السادس والعشرين من سبتمبر 62م وهم يزفونه في موكبٍ فدائي مهيب تحفه أشعة أنوار الانتصار.. تتقدمهم على الدرب الجليل جماجم الشهداء الأبرار.. من صنعوا من شمس ذلك اليوم الخالد العظيم عروساً للنهار.. نهار الثورة والجمهورية اللتين أضاءتا ربوع السعيدة وارتفعت ملء آفاق اليمن كل أصوات ثائريها البواسل أناشيد وزوامل وأهازيج ثورة انتصرت للحق ضد الباطل وللنور ضد الظلمات وللعدل ضد الظلم والظالمين وللحرية ضد الكبت والإذلال وللغد بكل ما تحمله أهداف الثورة من طموحات وتطلعات وضد الماضي المستبد , ولكل عشاق اليمن مضمخةً مشاعرهم الوطنية الصادقة برياحين الكرامة وحب الوطن. إنه (أيلولنا) العظيم في يومه المنقوش في ذاكرة الأجيال عيداً تزدان به الأرض والشعب وقد عبرا به ومعه دروب العطاء والنماء والمنجزات التنموية والديمقراطية العملاقة على مدى (48) عاماً من عمره المتجدد في سفر نضالات الوطن.. فألف مرحى بك يا أيلول في ذكرى عيدك الثامن والأربعين وقد شبت عن الطوق أهدافك العظيمة..أهلاً بك:((يوماً نقدسه ونرضعه أمانينا الكبارْ يماً سيبقى خالد الساعات موصول الفخارْ))(1). أهلاً بك يا سبتمبر الأمجاد والخلود.. ها أنت تزاور أجيالك الأصيلة وقد تبدى حاضرها مشرقاً بالوحدة اليمنية الخالدة وقد شب يومها الثاني والعشرين من مايو 90م وبلغ من العطاء المنجزات العظام في ظل صانع حدثه العظيم القائد الرُّبان فخامة الأخ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله. هاأنت تشاركنا في ربوع الوطن فرحة انتصار التحدي وبلوغ أهدافك الستة العظيمة مبلغ الازدهار.. لنعانق معاً في عيد ذكراك ال48 أفراحنا أرضاً وإنساناً بما تحقق لليمن الجمهوري الحر الذي ظل ولا يزال يقارع فلول الرجعية ودعاة الردة والانفصال وفي كل نزال يحقق النصر العظيم ليبقى اليمن ثابت الولاء الشعبي العام للثورة والجمهورية والوحدة اليمنية المجيدة, ويبقى اليمن مزهواً بك يا أيلول الإباء والكبرياء والشموخ اليماني الكبير رغم كل ما يتعرض له من زوابع وأعمال خارجة عن الشرع والقانون ولا تمت بصلة إلى صدق الانتماء لهذا الوطن المعطاء..أهلاً بك أيلول عيداً بعد عيدٍ , والمجد والخلود للوطن.