لقد طال الوقت لأتفهم ماتعنيه صداقتي الحقة مع الآخرين، وصار الأمر مبهماً تماماً، كلما هممت أن أفارق أعز صديق عاشرته في حياتي أغلقت الدينا أمامي كل أبوابها عدا باباً أخبركم به أنه لكل إنسان صديق مخصص بذاته يعزه على سائر الأصدقاء. مايعني في جوهر العنوان السابق قبل مسافة كم اسطر علوية في هذه المقالة، إن فن اكتساب الصداقة لايجيده إلا النبلاء الذين إن غابوا فالدعاء والسؤال وإن حضروا فالبشر والأنس. ولكن شر الصديق مااجتمع مع صديقه على الشر والعدوان حتى تتبدى لهم الحجب معلنة فراقهم إما على سوء أو كارثة. كما قال تعالى «الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين» حينها يدرك الصاحب أنه كان غارقاً في صحبة صديق خائن غدار محتكر ونصاب، تلك كانت هي الحلقة المفقودة من مسلسل بلغ بحلقاته سنين معدودة ومحسوبة على أنفسهم بالشر والعصيان. - الصديق الحق هو كالمرآة تقيس نفسك، أي مظهرك فيها دون أي عيب أو خلل، أي بمعنى آخر تظهر لك حقيقتك، وماأعظم حقيقتك مع صاحب وفيّ ومخلص في الله يقودك إلى الخير ويعدلك حتى لاتميل إلى الشر ودائماً هو ناصح لك أمين. في الحياة العامة وفي الإطار الاجتماعي بذاته، نشاهد الكثير من الأصدقاء يجتمعون وعلى أي عمل كان، فتمتد سيرتهم حتى... لا أدري كأنما وضع بعضهم يدل على شراسة أنفسهم ومن قبيح منظرهم وتناسق وتشابه ملابسهم المضغوطة وقصة الشعر المطورة إضافة إلى نوع الفن المزعج الذي يرغبونه. - إن الصداقة كنز لايفنى، وذكرى لاتنسى ووظيفة ليس كمثلها وظيفة في هذا الكون. ولعل أفضل خطاب حار أوجهه إلى كل الشباب أن يجتمعوا بأصدقائهم في مجلس خير عند طاعة مؤداة إلى رب العزة جل في علاه، وكذلك لعمل بحوثات ميدانية بقدر الإمكان ومقابلات توعوية كلها تهدف إلى صلاح معظم التغيرات التي يعاني منها مجتمعنا الوطني بشكل عام والشباب بشكل خاص حتى نستطيع التحدث عن يمن جديد ومستقبل أفضل. - إن دور الصداقة في إنشاء مهمات واعية لصد كل مايفسد صلاح العيش في الأوطان العربية أجمع، يعد مهماً تماماً طالما فيه إجتماع، تشاور، إنتماء وصلح، تأييد ونصرة، تماسك وتضامن اجتماعيين، حميمية ووطنية عظمى، ومن ذلك يخلق من الصداقة عناوين تسطر لها صحف في كتب الأمجاد. - علينا جميعاً أن نعي بحق الصداقة، وأن نحسب الواجب الذي يجب أن نطرحه سلوكاً واقعياً وملموساً مع الآخرين مع مراعاة واتباع كل الأسس الربانية المبينة في شريعتنا الإسلامية الغراء. وأن نعزز مبدأ الصداقة مع دول الجوار ونكسبها لغة عالمية تتناسب وطبيعة الوضع حالياً ومجريات العصور المتقدمة.