ما يزال الرياضيون في عدن يتداولون طرفة عن أحد الذين ترأسوا الاتحاد العام لكرة القدم خلال السنوات الماضية “بعد الأشول يرحمه الله” عندما زار أندية عدن فوجد ان صورة قد تكررت أمامه على جدران عدد من الأندية فدفعه فضوله ليسأل عن صاحب الصورة فقيل له: “هذا أبو الكباتن علي محسن المريسي” فلم يمنعه فضوله للسؤال مجدداً: ومن هو علي محسن المريسي؟! فتطوع أحدهم ليشرح له من هو المريسي شرحاً وافياً هز له ذلك الرئيس رأسه حينها تعبيراً عن الفهم، لكنه بالتأكيد لم يفهم من هو المريسي وإلا لكانت تغيرت كثيراً من مواقف اتحاد الكرة نحو ذلك التاريخ الكبير”المريسي” الذي نأسف لحال البطولة الوحيدة التي تحمل اسمه في عدن وهي تحتضر، ونتحسر كثيراً لفشل الاتحاد العام لكرة القدم حتى في رفع صورته على باب الملعب الذي يحمل اسمه في صنعاء. قصة سمعتها قد تكون حقيقة أو ربما هي طرفة قد ألفها أحدهم لكنها تعبر باختصار عن جهل عدد من القيادات الرياضية للتاريخ الرياضي ولمن كان لهم السبق في صنع الماضي الرياضي اليمني الذي لا نزال نتغنى به رغم فقره للانجازات الكبيرة، لكنه ما يزال يمثل لنا الأفضل بشخوصه وبما تحقق في ظله لأن حاضرنا فقير الانجازات والشخوص البارزة، وهي تدفعني اليوم وأنا أتابع بطولة المريسي في عدن وهي تحتضر إلى أن أسأل عن دور الاتحاد العام لكرة القدم المفترض نحو هذه البطولة التي لم يعرها أي اهتمام حتى الآن ليس لأنه يجهل من هو المريسي، ففي الاتحاد أناس يعرفون المريسي أكثر من غيرهم ومنهم من كان للمريسي الفضل الكبير في حياتهم الرياضية أبرزهم على الإطلاق الجوهرة أبوبكر الماس ولكن لأن الاتحاد لم يفهم بعد أهمية الانتصار للتاريخ والوفاء لمن كان لهم شرف السبق في الممارسة والتألق. المريسي بطولة عاشها جمهور الكرة في عدن خلال 14سنة مضت وكانت تشهد إقبالاً وزخماً تنافسياً جميلاً على ملعب الحبيشي بعدن، لكنه زخم قل وإقبال ضعف وتنافس في طريقه إلى الاندثار والسبب ليس لأن أندية عدن وصالاتها صارت مرتعا للخماسي “الطلفاسي” فقط ولكن لأن فرع الكرة بعدن يفكر بجني ثمار المريسي المادية فقط بعيداً عن أي اهتمام ببطولة يفترض أنها قد أصبحت اليوم من أعرق بطولات الوطن،والاتحاد العام لكرة القدم غير معترف بها وبدورها المنتظر. ومن هنا أوجه هذه الرسالة لمن أحبوا المريسي وعاشوا مرحلته ولمن عرفوا تاريخه ومجد تألقه وللأوفياء في الساحة الرياضية عامة في عموم الوطن اليمني أقول: “ألا تجدون ان علي محسن المريسي هو أفضل من مرّ على ملاعب كرة القدم اليمنية وان الوفاء لتاريخها وفاء لكل مبدع وانه ان لم نكن أوفياء للمريسي فلمن سنكون أوفياء”.همسة: ألف تحية للمحافظ الدكتور عدنان الجفري الذي أنقذ هذه النسخة من البطولة بتوجيهاته التي سمحت بإقامتها على ملعب 22مايو بعدن وشكراً للسنابل الذي عودنا على دعم البطولة التي يهتم فرع الكرة بعدد مبارياتها من غير الاهتمام بطريقة وأهمية تلك المباريات.