قرأت في مقالة نشرت على أحد المواقع الإلكترونية الإخبارية بعنوان “دراسة أردنية: %92 من المحجبات يعانين من فقدان فيتامين د” عن دراسة قام بها المركز الوطني للسكري في الأردن. المقالة نشرت بتاريخ 20 آب 2008 وتتحدّث عن الدراسة ذاكرة أن %87 من مجموع الأردنيات ممن تتراوح أعمارهن بين 18 - 70 سنة مصابات بنقص فيتامين د نتيجة عدم التعرّض لأشعة الشمس وتناول الحليب. أمّا غير المحجّبات - اللواتي سمتهنّ المقالة السافرات رغم أن التسمية تبدو قاسية وصادمة - فإن نسبة النقص لديهن تبلغ %64 - واضعين كلمة فقط قبل النسبة ، رغم أن النسبة ليست قليلة -. وتضيف المقالة أن %54 من الأردنيين لا يتناولون الحليب بعضهم بسبب عدم استساغته و21 % يشربون الحليب مرة واحدة أسبوعيا و25 % بشكل يومي. أما بالنسبة للتعرض للشمس فنسبة %52 لا يتعرضون للشمس أبدا و32 % نادرا و6 % أحيانا و10 % فقط يتعرضون لأشعة الشمس بشكل دوري ، وذلك كما ذكرت المقالة “وفقاً لجريدة الراية القطرية”. وتختم المقالة بأن الدراسة شملت 3861 شخصاً منهم %95 نساء و5 % رجال. المقالة استفزتني بشكل كبير. بدايةً لست متأكدة من معنى التعرض للشمس في هذه الدراسة ، لأن الأردن بلد مشمس في معظم شهور السنة ، وفي بعض الشهور يصاب البعض بضربات شمس ، ونحاول البحث عن الظلال كل الوقت. نخرج إلى أعمالنا صباحا والشمس مشرقة ، نخرج في وقت الاستراحة ظهرا والشمس مشرقة ونعود من أعمالنا والشمس مشرقة. أمّا بالنسبة للحديث عن الحجاب ونقص فيتامين د لدى المحجبات فهو أمرّ غريب حقاً، كون الوجه واليدين في معظم الحالات معرّضة للشمس ، كما أن نسبة %95 عالية جدا ومخيفة، والأمر ليس بسيطاً ، لأنّه في كثير من الحالات متعلّق بالدين ، والذي لا يمكن أن يفرض علينا شيئاً يمكن أن يؤذينا بشكل أو بآخر ، غير متناسين التسهيلات المقدّمة تبعاً للظرف أو الحالة. من جهة أخرى فإن مصطلح سافرات المستخدم يبدو قاسياً جداً كما ذكرت سابقا ولا ينتمي لسياق المقالة أو لطريقة السرد المستخدمة فيها. لم أشاهد الدراسة الأصلية ولا أعلم الهدف الأساسي منها ، ولست أهاجم المركز الوطني للسكري في الأردن، لكني أعتقد أنّ هذه الدراسة بحاجة إلى تمحيص أكثر، والنتائج المعلن عنها يجب أن تكون أكثر وضوحاً وتفسيراً ، إضافة إلى تعريف المصطلحات الأساسية في الدراسة ، وعتبي على الموقع كونه نشر الدراسة دون توضيح كافْ متناسياً الآثار الكبيرة التي يمكن أن تتركها مثل تلك الأرقام علينا وعلى قناعاتنا.