تبادلت الأطراف المتحاربة في الصومال قصف كل منها الآخر بالمدفعية في مقديشو أمس الجمعة بعد أن تحدت طائرة عسكرية تابعة للاتحاد الأفريقي حظر المتمردين الذي منع الطائرات من استخدام المطار الدولي بالعاصمة..وقال شهود عيان: إن 15 شخصاً على الأقل قتلوا.. وكان مطار المدينة الذي تعرض للقصف مهجوراً منذ الثلاثاء الماضي بعد أن تعهد مسلحون من حركة الشباب الصومالية المتشددة بإسقاط أية طائرة تحاول الهبوط هناك..وفي مظهر آخر لقوتهم المتزايدة قام الإسلاميون أيضاً بمطاردة ميليشيا مؤيدة للحكومة تحرس حواجز طرق في البلد الذي يقع في جنوب القرن الأفريقي والذي يغيب عنه القانون.. وأمس الجمعة تحدت طائرة تحمل قوات حفظ سلام تابعة للاتحاد الأفريقي تهديدات المتمردين وهبطت في مطار مقديشو، مما أدى إلى قيام المسلحين بإطلاق وابل من قذائف المورتر، وردّت القوات الحكومية وحلفاؤها الإثيوبيون بإطلاق صواريخ ونيران الأسلحة الثقيلة وقذائف المورتر. وقال متحدث باسم الاتحاد الأفريقي في المدينة: إن الطائرة كانت تحمل جنوداً من بوروندي لكن لم يصب أحد منهم بأذى. وكما هو المعتاد في الصومال يتحمل المدنيون عبء القتال، وتوفي أربعة سكان على الأقل، وأصيب سبعة عندما انفجرت قذيفة في منطقة الكيلومتر (4) بمقديشو. وقال الشاهد عبدالله فرح لرويترز: مجموعة من الشبان الصغار المحليين كانوا يجلسون يلعبون الورق هنا أسفل شجرة كبيرة. وأضاف: والآن أجسادهم مبعثرة في كل مكان... وقال سكان: إن ست جثث ترقد في منطقة أخرى، وإن منزلاً قريباً ضُرب واحترق مع ثلاث جثث بداخله. وقال مسئول في مستشفى المدينة الرئيسي: إنه تم نقل نحو 50 مدنياً جريحاً إلى المستشفى، وتوفي اثنان منهم، أحدهما طفل في الثانية من عمره في قت لاحق بسبب الإصابة. ومنذ أوائل عام 2007م يشن الإسلاميون تمرداً على النمط العراقي بقذائف المورتر وتفجيرات القنابل التي تزرع في جانب الطرق، ويقومون بعمليات اغتيال تستهدف الحكومة الموقتة المدعومة من الغرب والقوات الإثيوبية الحليفة. وهذا العام أدرجت واشنطن رسمياً حركة الشباب الصومالية في قائمة المنظمات الإرهابية التي لها علاقات وثيقة مع تنظيم القاعدة. وأدى القتال في الصومال إلى مقتل أكثر من 9500 مدني منذ بداية العام الماضي، وعدد غير معروف من المسلحين، ونزح أكثر من مليون صومالي من ديارهم. وفي وقت سابق من يوم أمس الجمعة، قال مدير إدارة الطيران المدني التابعة للحكومة: إن الإدارة ألغت تراخيص كل شركات الطيران التي أذعنت للتهديدات «غير المهمة التي لا تستند إلى أساس» من الإسلاميين، وأوقفت الطيران إلى مطار مقديشو.