أكدت مصادر اخبارية في العاصمة الصومالية مقديشو، إسقاط مروحية تابعة للقوات الإثيوبية، اليوم الجمعة بعد استهدافها بقذيفة مضادة للطيران. ونقلت شبكة "السي إن إن " الأمريكية عن شهود العيان قولهم :"إن المروحية التي تم إسقاطها، كانت إحدى مروحيتين إثيوبيتين، أطلقتا وابلاً من القنابل على مواقع يشتبه في أن المسلحين يتحصنون بها الخميس، شمالي مقديشو". بينما نقلت "البي بي سي " عن شهود عيان :" إن الطائرة بدت ككرة من نار ودخان قبل تحطمها قرب معسكر القوات الاوغندية المجاور لمطار العاصمة الصومالية". ويقول المراسلون إن المروحية - وهي من طراز MI-24 - اصيبت بصاروخ لدى قيامها بقصف مواقع للمسلحي . ويأتي ذلك في الوقت الذي تستمر فيه الاشتباكات في العاصمة الصومالية مقديشو الجمعة لليوم الثاني على التوالي بين القوات الحكومية والمتمردين . وقالت تقارير اخبارية :"إن 25 شخصا قتلوا وإصيب 92 آخرون في أعنف معارك تشهدها العاصمة الصومالية مقديشو بين القوات الإثيوبية ومسلحين, منذ الإطاحة بنظام المحاكم الإسلامية قبل أكثر من ثلاثة شهور"،ونقل عن شهود عيان قولهم : "إن 14 جنديا اثيوبيا لقوا مصرعهم في الاشتباكات". وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية " البي بي سي" ان قذيفة سقطت في منطقة سكنية في جنوب العاصمة مقديشو حسب ما أفاد به سكان محليون، وقال أحد السكان واسمه فيصل جماح :" لقد سقطت قذيفة في المنزل المجاور، وبامكاننا سماع البكاء ورؤية الدخان المتصاعد". وكانت معارك عنيفة قد اندلعت الخميس بين مسلحين صوماليين والقوات الحكومية الصومالية المدعومة بالقوات الإثيوبية استخدمت فيها المدفعية والمروحيات العسكرية والمدرعات الثقيلة. وتنهي هذه المعارك هدنة استمرت اسبوعا بين القوات الحكومية والإثيوبية من جانب والمقاتلين المنتمين في غالبيتهم لقبيلة "الهاوييْه". وسقط عشرة قتلى على الأقل وأصيب العديد في هذه المعارك بينما أظهرت الصور جثث لقتلى بثياب عسكرية من القوات الإثيوبية كان يجري سحلهم في الشوارع على يد مواطنين صوماليين. وصرح الناطق باسم الحكومة الصومالية المؤقتة محمد محمود حسين ان الاشتباكات الجارية هي بداية عملية مدتها ثلاثة ايام لاعادة النظام. وذكرت الانباء ان المعارك اندلعت لدى محاولة الدبابات والجنود الاثيوبيين مدعومين بالمروحيات السيطرة على بعض المواقع التي تحيط بمعاقل المسلحين. وبادر المسلحون الى استخدام نيران المدفعية في التصدي لهذه القوات حيث وقعت الاشتباكات. واندلعت هذه الاشتباكات رغم اتفاق الحكومة المؤقتة وزعماء قبيلة "الهاوية"، اكبر قبائل العاصمة، على وقف لاطلاق النار. لكن القوات الاثيوبية نفت وجود مثل هذا الاتفاق. وحملت الحكومة الصومالية ما اسمته ببقايا المحاكم الاسلامية مسؤولية تصعيد العنف مؤخرا في مقديشو. من جانب اخر اعلن رئيس الوزراء الاثيوبي ان ثلثي القوات الاثيوبية قد انهت الانسحاب من الصومال. وقامت القوات الاثيوبية بتسليم المهام الامنية لقوات الاتحاد الافريقي في العاصمة مقديشو بشكل تدريجي. وينتشر الان 1700 جندي من قوات الاتحاد الافريقي في العاصمة مقديشو وهي جزء من قوة اكبر يبلغ قوامها 8000 جندي من المقرر نشرها في الصومال. من جهة ثانية أعلنت الأممالمتحدة أن 57 ألف شخص هربوا من مقديشو منذ فبراير/شباط بمن في ذلك 12 ألفا خلال الأسبوع الماضي. وقالت مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين في بيان "إنهم جائعون ويواجهون مضايقات من بلطجية". في هذه الاثناء أعرب القادة العرب خلال قمة الرياض عن قلق بالغ من الحرب الأهلية الدائرة في الصومال التي تعتبر إحدى أبرز بؤر التوتر والصراع في المنطقة. فقد دعا الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلى عقد مؤتمر دولي للسلام في الصومال محذرا من تنامي الإرهاب فيه. ودعا رئيس الوزراء الصومالي علي محمد الدول العربية إلى تقديم مساعدات مالية لإعادة الإعمار في الصومال. أما أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح فقد شدد على ضرورة تكثيف الجهود العربية والدولية للمساعدة في إخراج الصومال من دوامة الحرب الأهلية. على صعيد آخر، أعلن البيت الأبيض أن هدف السياسة الخارجية الأمريكية في الصومال هو القضاء على التهديد الإرهابي والتشجيع على الاستقرار السياسي عبر دعم تشكيل حكومة مركزية فاعلة. وقال البيت الأبيض في تقرير بعث به الخميس إلى عدد من اللجان التابعة لمجلسي الشيوخ والنواب إن من أولويات واشنطن تشجيع الحوار السياسي بهدف تشكيل حكومة تمثل كافة الأطراف في البلاد وحشد المساعدة الدولية لتعزيز قدرات المؤسسات الاتحادية الانتقالية في الصومال وإتمام عملية نشر قوة استقرار إفريقية. وكانت الخارجية الأمريكية قد أعربت في الأسبوع الماضي عن قلقها من ازدياد أعمال العنف في الصومال مشيرة إلى أنها تجعل من الضروري إرسال تعزيزات إلى القوات الأوغندية في إطار مهمة الاتحاد الإفريقي في تلك الدولة.