الجزيرة نت - نقلت قناة الجزيرة عن مراسلها في مقديشو بأن القصر الرئاسي تعرض لقصف بقذائف الهاون في اليوم التالي لعودة الرئيس الصومالي الانتقالي شريف شيخ أحمد إلى العاصمة الصومالية. يأتي ذلك بينما لقي 25 شخصا مصرعهم وأصيب نحو ثمانين آخرين في اشتباكات شهدتها العاصمة الصومالية اليوم، وقال مراسل الجزيرة إن الاشتباكات وقعت بين قوات حفظ السلام الإفريقية والقوات الحكومية من جهة، ومسلحين تابعين للحزب الإسلامي. وسقط الضحايا باشتباكات وصفت بأنها الأعنف منذ عدة أسابيع، واندلعت جنوبي العاصمة بين قوات حفظ السلام الأفريقية والقوات الحكومية من جهة ومسلحين تابعين للحزب الإسلامي من جهة أخرى. ووقعت الاشتباكات بمحافظات هودن وهولوداق وورطيقلي، بينما تركزت بشارع مكة المكرمة المؤدي للقصر الرئاسي وضواحي القاعدة العسكرية الأوغندية بتقاطع رقم أربعة ومعسكر للقوات الأفريقية بكلية جالسياد وحي تليح وتبرونكا بمحافظتي هولوداق وهودن جنوب مقديشو. وذكر مراسل الجزيرة جامع نور أن مقاتلي الحزب الإسلامي سيطروا بالفعل على اثنتين من المناطق الثلاث التي كان يدور بها القتال، وفي حالة سيطرتهم على المنطقة الثالثة فسيمثل ذلك تهديدا كبيرا لكثير من المباني الحكومية وكذلك المطار الدولي. وقد استخدمت في القتال الأسلحة الآلية وقذائف المدفعية، وقام المسلحون خلالها بإطلاق وابل من قذائف المورتر على القصر الرئاسي الواقع على قمة تل. كما سقطت قذائف المدافع الثقيلة والهاون والصواريخ المحمولة على الأكتاف على أحياء بلاكسي والبركا وتليح ورقم أربعة، إضافة إلى أحياء زوبي وشنتقيد وبولحوب جنوب العاصمة. وقال شهود عيان للجزيرة نت إن سبعة أفراد من أسرة واحدة قتلوا بعد سقوط قذيفة مدفعية على منزلهم الواقع بحي شنتقيد بمحافظة ورطيقلي المتاخم للقصر الرئاسي، كما أفاد آخرون أن قذيفتين سقطتا على صيدلية ومطعم مجاور لها بحي زوبي أثناء ازدحام المدنيين. وقد حمل المتحدث باسم الحزب الإسلامي شيخ موسى عبدي عرالي مسؤولية عواقب هذه المواجهات، إلى اللجنة الأمنية التي شكلها رئيس البلاد. واتهم عرالي (في تصريح للجزيرة نت) اللجنة الأمنية بأنها انشغلت الآونة الأخيرة بتوسيع الوجود العسكري داخل العاصمة، محذراً من أن أي محاولة للجنة لبسط سيطرتها على مقديشو والاقتراب من قواعد المجاهدين ستؤدي إلى "كارثة حقيقية". ونفى المتحدث أن تكون قوات الحزب الإسلامي قد بدأت القتال، مشيراً إلى أن العاصمة شهدت خلال الأيام الماضية تحركات عسكرية للجنة الأمنية الحكومية. وعلمت الجزيرة نت أن تعزيزات أمنية وصلت إلى مواقع الاشتباكات، مما قد يزيد من حدة القتال الساعات المقبلة. ويطرح الحزب نفسه بديلا للحكومة الانتقالية حسب أمينه العام الشيخ عبد الله يوسف خطاط الذي وصف الحكومة الحالية بأنها "ألعوبة في يد الحكومة الإثيوبية". ويضم الحزب أربع جماعات هي المحاكم الإسلامية (جناح أسمرا) ومعسكر رأس كامبوني والجبهة الإسلامية ومعسكر الفاروق (عانولي). وكانت هذه الفصائل إضافة إلى حركة شباب المجاهدين التي تسيطر على مناطق إستراتيجية بالجنوب، حسمت موقفها بقتال الحكومة برئاسة شريف. يُذكر أن أربعة أشخاص على الأقل قتلوا وجرح ما بين اثنين وخمسة آخرين باشتباكات جرت أمس قبيل وصول شريف العاصمة، وجرت بين الشرطة التابعة للحكومة السابقة ومسلحين من قوات المحاكم الإسلامية المؤيدة لشريف.