اسم الزوجة «ن» المكان : حارة النسيرية محافظة تعز أم لثمانية أطفال تعيش حياة المعاناة من الحرمان العاطفي يبدأ هذا المشوار معها منذ زمن بعيد بدءاً من الحياة في بيت أهلها وانتهاء بزوجها الذي انفصلت عنه بعد أن ضاقت ذرعاً منه ،حيث أنه هجرها هي وأولادها وتخلى عن جميع مسئولياته تجاه الأسرة، بعد أن أصبح يتعاطى الكحول وأسيراً لشهواته.. وعندما جاءها فارس الاحلام الثاني تزوجته ظناً منها أنه سوف يعوضها عن أيام الشتات والمعاناة، لكنها وجدته أسوأ من سابقه بكثير ،حيث أنه أصبح مدمن مخدرات وكان دائماً يحاول قتل نفسه..لتفاجأ زوجته بعد ذلك بأن رأته مشنوقاً على عتبة الباب.. ولمعرفة شرح تفاصيل القصة تعالوا بنا نقرأ هذه السطور: «ن» لم تذق طعم الراحة عانت من الحرمان العاطفي داخل أسرتها ليس بوسعها أن تفعل أي شيء غير الصبر وعندما جاءها فارس الأحلام وتزوجا وظلت تحلم أنه ربما الرجل الذي سوف يعوضها عن مافقدته من السعادة مدة الأيام والشهور والسنين وهي في بيت الزوجية تغير كل شيء ولكن من سيء إلى أسوأ انجبت له ولداً ثم بعد ذلك انجبت بنتاً لكن الأمور بينهم تسير إلى الهاوية زادت الأمور تعقيداً خاصة بعد هجرها وأولادها وتخلى عن جميع مسئولياته كأب وكزوج مسئول عن رعيته أفقده السكر صوابه وأصبح عديم الفائدة.. ولما ضاق بها الحال وسدت جميع الطرق حاولت الانفصال عنه تحملت بعد ذلك مسئولية أولادها وتعرضت لشتى أنواع الذل والمهانة في سبيل تربيتهم والصرف عليهم.. وها هو ذا يأتيها فارس جديد غمرها بمظهره وأسلوبه وقالت ربما هذا يكون سندها وقت الشدائد والمحن التي تعصف بها.. تزوجته بعد ذلك وبدأت المرحلة الثانية من الشقاء والتعاسة والبؤس لمدة طويلة تكبدتها مع هذا الزوج أنجبت له ستة من البنين والبنات.. حاولت أن تصبر وترابط على صبرها حتى لاتصل إلى مرحلة اليأس .. هذا إذا لم تكن قد وصلت فعلاً.. كان زوجها يعمل في تهريب المسافرين إلى السعودية واعتاد على تناول حبات المنوم القوي إلى أن أصبح بعد ذلك مدمن مخدرات ومتعاطياً الخمر.. وكان عند عودته إلى البيت يضرب الزوجة والأولاد سواء بسبب تافه أو بدون سبب تعبت الزوجة واشتكت أمرها إلى الله ذهبت إلى عاقل الحارة وهكذا في كل مرة تذهب إلى عاقل الحارة تشتكي زوجها وهو يقول لها أنا لا استطيع أن أعمل لك أي شيء اذهبي إلى قسم الشرطة.. ذهبت إلى قسم الشرطة وبلغت بزوجها وهكذا استمر الحال في كل مرة بلاغات إلى قسم الشرطة ولكن بدون فائدة.. بالرغم من أن هذا الزوج لم يوفر لها ابسط حقوقها وهو السكن فهي تأوي في بيت أبيها طوال فترة الزواج.. وكان كثير الشجار معهم وحاول أكثر من مرة أن يقتل نفسه بالسكين.. وقن إحدى المرات حصلت مشاجرة بين ابنه الذي يبلغ من العمر 41 سنة مع ابن خاله لأنهم كانوا يسكنون في بيت واحد وهو منزل أسرة الزوجة وتم الصلح بينهم إلا أن الزوج صمم أن ينتقم لابنه بنفسه وظل طوال الليل منتظراً وصول الابن الذي ضرب ابنه لكن الابن لم يأت في هذه الليلة فظل الزوج يؤذي زوجته بالكلام لأنه ابن أخيها فدار بينهم نقاش ولم تستطع الوصول معه إلى نتيجة وتعبت من اقناعه فقالت له أخرج من البيت فخرج من البيت حاملاً أولاده معه.. وعندما كان يمشي في الطريق متجهاً إلى القرية حاول أخو زوجته أبو الابن الذي ضرب ولده أن يرجعه وقال له ارجع ولك مايرضيك سوف أقوم بضرب ابني أمامك حتى ترضى.. لكنه لم يرجع إلا بعد تعب شديد من الاقناع وفي البيت دار بينه وبين زوجته نقاش حاد زوجته قالت له سوف اشتكي بك إلى شيخ القرية فظل يردد عادك سوف تقاضيني عند شيخ القرية.. بعد عناء وارهاق نامت زوجته فقد كانت الساعة الثانية ليلاً.. قام أحد أولادها من النوم والذي كان عمره 41 عاماً تقريباً وأيقظ أمه من النوم كي تخرجه إلى الحمام لأن الحمام كان خارج البيت وعندما قامت أرادت أن تشعل النور فتفاجأت بزوجها مشنوقاً بحبل على عتبة الباب حاولت إبعاد الحبل من حول عنقه وهي تظن أنه لم يمت بعد وقاست هي وابنها بفك الحبل لكنه كان قد فارق الحياة.. بعد ذلك زج بها داخل السجن لأنها متهمة بقتل زوجها قضت فترة في السجن ثم خرجت بعد ذلك ،حيث وابنها كان الشاهد ببراءتها بالإضافة أن كثيراً من الجيران شهدوا انها امرأة صالحة وحسنة السلوك إلا أنها الآن مهددة بالرجوع إلى السجن مرة أخرى لأن أم الزوج تريد أن تستأنف الحكم لمعرفة كيف قتل ابنها.. وكان من أكبر ضحايا هذه القصة المأساوية هم الأطفال الذين عاشوا مع اختهم الكبيرة عندما كانت أمهم في السجن افتقدوا إلى حنان الأب والأم وعاشوا الحرمان العاطفي من الحب وحياة مادية صعبة اثرت على نفسيتهم وتدهور نموهم..وقد قامت مؤسسة التواصل في تعز بكفالة بعض الأبناء ورعايتهم بما يجود لديها من الخير لهؤلاء الأيتام ومحاولة مساعدتهم لتخطي هذه المأساة.. ولو نظرنا إلى الأمور من جميع الزوايا لوجدنا أن الكل كانوا ضحايا الأولاد والزوجة .. أما الزوج فكان ربما ضحية المخدرات ورفاق السوء أو ربما البيئة التي عاش فيها والتي لم توفر له الأمان والاستقرار النفسي أو الفقر والبؤس والحاجة.. وبما أظنه ضحية كل هؤلاء رحمة الله عليه.. الزوجة بحاجة إلى من يقف بجانبها في هذه المشكلة ليس حتى من أجلها ولكن من أجل الحقيقة أيضاً الأطفال بحاجة إلى الرجال الخيرين إلى أن يمدوا لهم يدالعون والمساعدة خاصة في هذا الشهر الكريم.. والله يكون في عون الجميع.