في واحدة من الجرائم التي يهتز لها عرش الرحمن وقعت أمس وتحديداً قبيل المغرب..جريمة قتل شنعاء راح ضحيتها إنسان من أنبل قاطني حارة الجحملية أخلاقاً وشهامة ، الجميع من سكان حارة الجحملية بمدينة تعز وكل من عرفوا المجنى عليه «المقتول» يصفونه بذلك بل ويؤكدون أنه قلما يوجد مثله من الناس الأوفياء.. كيف حدثت الجريمة؟ ومن القاتل؟ وما السبب؟ هذا ما حاولنا كشفه وإيضاحه في هذه الكلمات العابرة. البداية صُلح كعادته قام عاقل حارة الجحملية سمير محمد علي نجاد بمحاولة اجراء صُلح بين طرفين احدهما ابن حارته وهو ياسر اليمني الذي عمل حادثاً مرورياً مع صاحب سيارة أخرى فحكّم سمير «عاقل الحارة» بينهما.. وكان هذا أمس الأول بحكم أن سمير معروف عنه بإقامة الصلح بين الناس والمتخاصمين وخصوصاً أبناء حارته الذين يبادلونه الوفاء والحب كيف لا وهو الذي يرعى مصالحهم ويهب لنجدتهم في أي وقت يحتاجون إليه . ذهب عاقل الحارة «سمير» إلى منزل ياسر اليمني برفقة أخيه لحل الخلاف حول قضية الحادث التي حُكم بها إلا أن «ياسر» رفض تحكيم سمير لأن الأخير نطق الحقيقة وحكم بالحق فكانت المشادة الكلامية ثم بادر اليمني بشتم سمير «حسب شهود عيان» ومن ثم قام ياسر اليمني باطلاق رصاصة اخترقت رأس عاقل الحارة سمير نجاد.. نعم هنا كانت الفاجعة أن الرصاصة التي اخترقت رأس سمير لم تؤلمه فهو شهيد فعل الخير الذي لم ولن ننساه ،ولكن الرصاصة اخترقت قلوبنا نحن وكل من أحبه وكل أبناء حارته.. الرصاصة آلمت وأدمت قلوب محبي سمير الذين عرفوه وعايشوه ولمسوا طيبته ونبل أخلاقه. إن المصيبة كانت كبيرة والفاجعة التي حلت بحارة الجحملية وحلت أيضاً بمدينة تعز بكاملها ، إنها ليست مجرد جريمة ، انها جريمة قتل..وقتل من؟! عاقل حارة.. وأي عاقل؟ إنه سمير نجاد.. زينة عقال حارات تعز وخيرة شباب الجحملية الذي يضرب به المثل بالكرم والجود ونصرة المظلوم وخدمة مصالح الرعية. محاولة إسعاف هب العديد من سكان الحارة «الجحملية» لإسعاف المجنى عليه سمير نجاد عاقل حارتهم وحبيبهم إلى المستشفى العسكري بتعز لكن الرصاصة كانت قاتلة فقد أطلقت على رأس سمير وخرجت من مقدمة رأسه وفارق الحياة وسط ذهول واندهاش من أسعفوه وكأنهم غير مصدقين أن شخصاً بهذا النبل وهذه الأخلاق سيموت ليس كفراً بقضاء الله وقدره ولكن حباً بهذا الرجل الإنسان. جهود أمنية مشكورة على إثر تلقي قسم شرطة الجحملية نبأ الحادثة بادر فوراً للتحرك بضباطه وجنوده وعلى رأسهم مدير قسم شرطة الجحملية الرائد زين الله العود الذي تحدث ل«الجمهورية» قائلاً: الحقيقة أن الحادثة مفجعة لنا جميعاً وقد تحركنا فور تلقي البلاغ وكان الجاني وأخوه قد هربا إلا أننا تابعنا تحركاتهما وقمنا باستطلاع وتحري في كافة مناطق وأحياء الحارة حتى في مناطق بعيدة إلى أن وصلنا سريعاً إلى الجاني في أقل من ساعتين وتم القاء القبض على الجاني وأخيه وقد اعترف بالجريمة وهما الآن رهن التحقيقات الأولية ولا أنسى دور الأخ نائب مدير أمن محافظة تعز العقيد عبدالحليم نعمان الذي تابع القضية ووجه بسرعة القاء القبض على المتهم ، كما أن لرجال الأمن بقسم الشرطة أثراً كبيراً في متابعة القضية والاسهام بضبط الجاني ولا أنسى أيضاً الأخ أحمد سالم مندوب البحث الجنائي بالقسم وكافة الزملاء «ضباطاً وافراداً» الذين أسهموا في إلقاء القبض على الجاني.