يشكل قطاع السياحة مورداً قومياً للاقتصاد الوطني باعتباره رافداً أساسياً للعملية التنموية.. لذا حرصت الحكومة على تطوير وتنمية القطاع السياحي من خلال ايجاد شراكة فاعلة مع القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني لاستغلال المقومات السياحية وأنشأت لجاناً لتنشيط الترويج السياحي.. محافظة المحويت من المحافظات السياحية الواعدة نظراً لما تتميز به من مقومات سياحية فريدة جعلتها من أولى المحافظات السياحية حيث شكلت الظروف الطبيعية والتكوينات التضاريسية مابين مرتفعات جبلية وهضاب وسهول وأودية وتباين المناخ بالإضافة إلى الثراء الكبير للمعالم التاريخية والأثرية متحفاً طبيعياً إلهياً تتمتع به محافظة المحويت.. هناك توجد في المحافظة العديد من المدن التاريخية والتي هي بحاجة إلى اهتمام ورعاية من جهات الاختصاص، إذ تمتلك هذه المدن العديد من المباني القديمة التاريخية والأثرية والتي لم تستغل بعد الاستغلال الأمثل ولم توظف في مجال النشاط السياحي.. «الجمهورية» أجرت هذا اللقاء مع الأستاذ/علي عبدالله بهجان - مدير عام مكتب السياحة بمحافظة المحويت وخرجت بالحصيلة التالية: هل لكم أن تحدثونا عن السياحة في محافظة المحويت وماتمتلكه من قلاع وحصون أثرية وتاريخية بالإضافة إلى الطبيعة الخلابة؟ محافظة المحويت تمثل منتجعاً سياحياً واسعاً ومتنوعاً حيث تمتلك المحافظة مخزوناً ثقافياً وتراثياً وتاريخياً ضخماً مما جعلها في مقدمة المحافظات السياحية الواعدة، إذ أن المحويت تمثل متحفاً طبيعياً مفتوحاً تتجلى فيه اللوحات الفنية الإلهية حيث الجبال والمدرجات الزراعية تكسوها حلل خضراء تزيدها جمالاً وروعة كما تشكل المعالم الأثرية والتاريخية والموروثات الثقافية والحضارية مقومات جذب سياحي متميز، فالمدن التاريخية المنتشرة في مختلف مناطق المحافظة والتي تتميز بطابع معماري فريد في مبانيها وقصورها ومعالمها الإسلامية مثل مدينة شبام كوكبان- الطويلة- المحويت الصفقين بالإضافة إلى الحصون والقلاع المتربعة على قمم الجبال والهضاب كما توجد المقابر الصخرية والمومياءات والتي تعود إلى عصور ماقبل الميلاد، فالمحويت حافلة بالكثير والكثير من الآثار والمعالم التاريخية البارزة التي تدل على عمق الحضارة الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، إذ أن احتواء المحافظة على تلك المقومات أوجدت متحفاً طبيعياً مفتوحاً جعلت السياحة الخارجية والمحلية تتزايد يوماً بعد يوم إذ أصبحت المحافظة من أهم المصايف السياحية الواعدة. مقومات سياحية لم يستفد منها محافظة المحويت تختزل مقومات سياحية فريدة هل استفادت المحافظة من هذه المقومات؟ الحقيقة أن محافظة المحويت رغم ماتمتلكه من موارد سياحية كبيرة مقارنة بالمحافظات الأخرى إلا أنها لم تستفد اقتصادياً ويعود ذلك إلى عدم تحسين المنتج السياحي واستغلاله الاستغلال الأمثل وهذا الأمر ناتج عن تجاهل القطاع السياحي في خطط وبرامج الحكومة لفترة طويلة، إلا أنه في الآونة الأخيرة استشعرت الحكومة أهمية القطاع السياحي وأولته اهتماماً بالغاً لأن السياحة من الموارد القومية والهامة للدولة وعملت وزارة السياحة على تنفيذ مصفوفة برنامج فخامة رئيس الجمهورية الانتخابي الرامي إلى الحفاظ على المقومات السياحية واستكمال وتطوير خدمات البنية التحتية وتشجيع الاستثمارات السياحية المحلية والخارجية والاهتمام بترميم وتأهيل المواقع السياحية والأثرية والطبيعية وإعداد كوادر عاملة في المجال السياحي وانعاش عملية الترويج السياحي ودعم الحرف التقليدية. افتقار عاصمة المحافظة للمتنزهات والفنادق ماهي أهم المدن التاريخية بالمحافظة وماالمتطلبات الأساسية التي تحتاجها؟ تمثل المدن التاريخية أحد أهم المعالم الحضارية التي تزخر بها المحافظة والتي لازالت تحتفظ بمعالمها التاريخية ومن هذه المدن مدينة المحويت فهي عاصمة المحافظة ووجهها الحضاري وبدأ الاهتمام بها في السنوات الأخيرة عندما بدأت السلطة المحلية تمارس أنشطتها حيث تم رصف العديد من الشوارع الفرعية الأمر الذي ساعد على إظهار مركز المحافظة بوجه حضاري ويعاب على هذه المدينة التاريخية الجميلة أنها تفتقر إلى الكثير من اللمسات الجمالية التي تبرزها كعاصمة للمحافظة وكمدينة تاريخية يؤول إليها الكثير من الوفود الرسمية والأفواج السياحية ولعل أهم ماتتطلبه المحافظة . إقامة متحف. إقامة مركز للموروث الشعبي. إقامة حمامات عامة. إقامة مطاعم سياحية. إزالة كافة آثار المواد الحديثة التي أدخلت على المباني القديمة وعملت على تشويهها كمادة البلك وغيرها. إعادة تأهيل السوق القديم كسوق تاريخي من خلال إزالة المواد الحديثة المستحدثة كالأبواب الحديدية وغيرها وتأهيله لممارسة الأنشطة التجارية كالصناعات الحرفية والفضية والأقمشة ومطاحن للتوابل والحبوب والبهارات. إعادة تأهيل سمسرة الصافي الواقعة في السوق القديم وترميمها بنفس الطابع المعماري التي هي عليه وتأهيلها كمركز تدريبي وإنتاجي للصناعات الحرفية التقليدية. إزالة كافة محلات الفنادق التي تمارس فيها الأنشطة التجارية والتي تشوه الصورة الجمالية للمدينة. تفعيل دور الشرطة السياحية الراجلة في المدينة لمنع أعمال التسول في أبواب الفنادق والمطاعم والمناطق السياحية والأسواق. إقامة المتنزهات والحدائق الترفيهية في ضواحي المدينة كمتنزه الضبرة وقرض ومتنزه عجامة وردمان مع تحديد منطقة للطيران الشراعي وإقامة حديقة ترفيهية في المدينة. اتخاذ ضوابط ملزمة للفنادق المختلفة واللوكندات والمطاعم التي لاتتفق مواصفاتها مع لائحة التصنيف السياحي. إلزام مكتبي الأراضي والمساحة وعقارات الدولة والأوقاف بتحديد الأراضي التابعة لأملاك الدولة والأوقاف في المدينة وضواحيها وتخصيصها لإقامة المشاريع السياحية. تحسين مستوى النظافة من خلال تطبيق الضوابط الملزمة والقانونية على متعهدي النظافة وأصحاب المنازل والمحلات التجارية وتفعيل دور الرقابة والتفتيش في هذا الجانب. إعادة ترميم وتأهيل المعاصر القديمة لتعمل بنظام الأسلوب القديم. وضع لوحات إرشادية للمعالم التاريخية والأثرية بالمدينة. شبام مدينة تنقصها أشياء تعد مدينة شبام من أهم المدن التاريخية والتي يعود عهدها إلى عصر ماقبل الإسلام وهي مدخل المحافظة وبوابتها الأولى وهي من أكثر المدن التي تتوافد إليها الأفواج السياحية وتعتبر من أهم المتنزهات للعاصمة صنعاء ولتأهيلها كمدينة سياحية يتطلب الآتي: وضع مخطط للمدينة يتضمن عدم التوسع العمراني في الأراضي الزراعية خصوصاً البساتين وحجز أرضية واسعة كحديقة عامة وترفيهية. إزالة كافة الفنادق التي تمارس فيها أعمال التجارة والتي تشوه الوجه الحضاري للمدينة. إعادة ترميم سور المدينة القديمة وأبوابها. منع وضع أي ملصقات دعائية أو منشورات على جدران المباني القديمة. إعادة ترميم وتأهيل الحمام البخاري. استكمال مشروع رصف شوارع وأزقة مدينة شبام وكذا مشروع المجاري الصحية. إعادة تأهيل وترميم سمسرة الجمرك كمركز تدريبي وإنتاجي للصناعات الحرفية وكذا مبنى دار الحكمة كمتحف أثري وموروث شعبي. كوكبان تحتاج إلى اهتمام مدينة كوكبان من أجمل المدن التاريخية والأثرية والتي تمثل طابعاً معمارياً فريداً في المحافظة إذ أن الزوار يتوافدون إليها من مختلف دول العالم إعجاباً بطابعها المعماري التاريخي والأثري ويتطلب لتأهيلها كمنطقة سياحية هامة مايلي: إعادة ترميم وصيانة قشله كوكبان كمتحف للموروث الشعبي. رصف شوارع وأحياء المدينة. تحسين مستوى النظافة للمدينة. حجز المساحة الواقعة في الجهة الجنوبية لإقامة متنزه وحديقة وتشجيرها. الصفقين تفتقر إلى أبسط لمسات الجمال مدينة الصفقين والتي تقع في مديرية حفاش وهي عاصمة المديرية وهي واحدة من أهم المدن التاريخية بالمحافظة وتتميز الصفقين بارتفاع مبانيها التاريخية الأثرية ارتفاعاً شاهقاً بالإضافة إلى تميز المباني ببناء معماري قديم ولازالت الصفقين تحتفظ بسورها القديم ولديها مدخل يسمى «باب الشرفه» وهناك توجد مبانٍ آيلة للاندثار بسبب عدم الاهتمام بها كمبنى المحكمة وغيره إلا أنها بحاجة إلى متطلبات أساسية للتحسين من جمال هذه المدينة الأثرية والتاريخية. إعادة ترميم الأبواب الرئيسية المتبقية وهي «باب القاطع باب الشرفه باب السوق». رصف شوارع المدينة وأزقتها القديمة. إعادة تأهيل وترميم السوق القديم لممارسة الأنشطة التجارية القديمة كالصناعات الحرفية والأقمشة والحبوب. تجديد مباني المدينة القديمة وترميم وتأهيل قلعة الصفقين ومبنى الحكومة لاستخدامه كفندق سياحي نظراً لإفتقار المدينة إلى المنشآت السياحية. منتزهات سياحية هل قمتم بإعداد خطة لعمل متنزهات سياحية نظراً لأنه لا يوجد في المحافظة متنزهات مؤهلة تعمل على زيادة الجذب السياحي؟ نعم قمنا بإعداد خطة سياحية لتطوير العمل السياحي وكانت اللجنة مشكلة من مكتب السياحة بالمحافظة ومكتب التخطيط والتعاون الدولي بالمحافظة ومكتب المالية، وأشارت الخطة إلى العمل على توفير أراض بمساحات تتراوح مابين «2001000» لبنة في المناطق المطلة على مناظر طبيعية جميلة وخلابة في المنحدرات الجبلية ذات المدرجات والأودية الزراعية وفي المناطق ذات الغطاء النباتي الكثيف بالقرب من الشلالات والمساقط المائية وتأهيلها كمتنزهات سياحية ولعل أهم المواقع التي تم اختيارها: متنزه كوكبان: وتم تحديده في الأرض الواقعة في الجهة الجنوبية لمدينة كوكبان والمطلة على وادي النعيم ومديرية شبام. متنزه الأهجر: في المنطقة الواقعة في باب الأهجر والملتصقة بالجبل الواقع فوق الخط الجديد الذي تم شقه من منطقة مسقط السيل في جهة باب الأهجر شرقاً وانتهاءً بشلال الأهجر غرباً. متنزه شربب: ويقع على الطريق الأسفلتي الجديد والذي يربط الطويلة بمدينة حبابه وهو مطل على مدينة الطويلة وبني الخياط ووادي لاعه. متنزه عبر المداره: ويقع على الطريق الرئيسي الذي يربط مديرية حفاش بعاصمة المحافظة ويطل الموقع غرباً على وادي عمق وشرقاً على سلسلة جبلية ملتصقة بجبال سراه المشهورة وهذا الموقع من أهم المواقع السياحية. متنزه أعبار القلعة: ويقع فوق أعلى قمة بمديرية حفاش ويطل على قرى المديرية ووادي سليمان ومديريات الخبت وملحان. متنزه باحش ومتنزه المطلال ومتنزة الضبره ومتنزه عجامه ومتنزة الحدة.. ونأمل من الجهات ذات العلاقة التفاعل مع هذه الخطة السياحية ودراستها وإلزام المجالس المحلية بالمديرية تجهيز الأراضي وتسويرها ضمن موازنتها السنوية. مشاريع استثمارية ماهي أهم المشاريع الاستثمارية السياحية المقترحة؟ لعل أهم المشاريع السياحية هي منتجع عيون سردود منتجع حوض عنتر مبنى استراحة طرق سياحية في منطقة الشرف عزلة نمره بمديرية الخبت. استراحة طرق سياحية بوادي سارع على الطريق الاسفلتي. فندق سياحي بمدينة الصفقين. فندق سياحي بمدينة الطويلة. وندعو رجال المال والأعمال إلى الإسراع بالقدوم إلى الاستثمار في هذه المحافظة السياحية وسنعمل على تسهيل معاملاتهم وتوفير الأراضي بالتنسيق مع السلطة المحلية بالمحافظة والتي سوف تقدم كل الدعم للمستثمرين.. إذ أن المحافظة آمنة وأهلها يتمتعون بأخلاق عالية وتعامل فريد مع الزوار والسياح الخارجيين والمحليين القادمين إلى المحافظة بغرض السياحة والاستجمام والنقاهة وسبر أغوار الطبيعة البكر. وأقدم شكري ل«صحيفة الجمهورية» لإهتمامها بالجانب السياحي بالمحافظة والتي لم تأل جهداً في الترويج السياحي للمحافظة وإبراز مدنها ومناطق الجذب السياحي
