تزخر محافظة المحويت بمقومات سياحية متنوعة ومتعددة العناصر والأرضيات ما يجعلها محافظة سياحية واعدة ووجهة طبيعية يقصدها السياح والزائرون للسياحة والاصطياف وقضاء أمتع سويعات الراحة والاستجمام تحت ظلال الإدهاش والثراء الجمالي الآسر والبديع.. حيثما اتجهت أو تجولت في إطار محافظة المحويت ستكون حتماً على موعد مع الدهشة.. مع مشاهد الإمتاع اللهفوي اللامتناه.. مع التاريخ وهو يمشي على قدميه ودونما اكتراث لتداعيات الحاجة إلى مرشد سياحي، كل شيء هنا يثير النفس، كل بقعة تكتنز وفرة جمة وتشي بثراء عظيم لمفردات التكوين الطبوغرافي وعناصر الجذب السياحي. طويل هو الحديث عن محافظة سياحية لاتزال بكراً، وكثيرة هي الشواهد والمقومات التي تنفرد بها محافظة المحويت ضمن المعروض السياحي المتعدد والمتنوع بدءاً بالمواقع والمعالم السياحية والآثارية، مروراً إلى مقومات السياحة الطبيعية والبيئية وما هنالك من موروثات حضارية وإنسانية وتنويعات المنتج السياحي الذي يميز المحافظة ويعطيها خصوصيات رائعة تتعدى حدود الإدهاش، فيما تعكس لوحة من الثراء والإبداع المتفرد في سياق الصناعة الحرفية والفلكلور والفنون الشعبية والموشحات الدينية والأهازيج وغيرها. خطط التنمية السياحية ضمن جولتنا الاستطلاعية بمحافظة المحويت كان لابد أن نتوجه إلى مكتب وزارة السياحة، وهناك حظينا بترحاب وتفاعل جاد ينم عن استشعار بالمسؤولية الوطنية، حيث لم يتوانِ الأخ/علي عبدالله بهجان، مدير عام السياحة بالمحافظة في الإجابة عن بعض أسئلة طرحناها عليه، كما لم يبخل في تزويدنا بأدبيات ومدونات تعريفية وتوثيقية تتصل بهموم وتفاعلات قطاع السياحة، فقد بدأ حديثه حول المقومات السياحية في المحافظة حيث قال: لقد أصبحت السياحة ركناً أساسياً وهاماً من أركان الاقتصاد ونشاطه، ولهذه الأهمية أصبحت السياحة تحظى باهتمام كبير في المحافظة بما تمتلكه من مقومات حضارية وإنسانية وإن كان لم يتم استغلال تلك المقومات والإمكانيات بسبب الظروف الاقتصادية والإدارية التي مرت بها خلال الفترة الماضية. حيث كانت المحافظة حتى بداية السبعينيات مقسمة بين محافظتي صنعاء وحجة الأمر الذي جعلها تعيش فترة زمنية محرومة من المشاريع الخدمية وغيرها، وفي منتصف السبعينيات قامت الحكومة بالنظر في إعادة تقسيمها الإداري وضمها إلى هيكل الوحدات الإدارية. وأصبحت المحويت إحدى محافظات الجمهورية اليمنية، ومن ذلك الحين بدأت المحافظة تشق طريقها بصعوبة بالغة على أمل اللحاق بركب التطور العصري والتنموي في النواحي الخدمية، وبدأت المحافظة كغاية مقصودة للسياح في منصف الثمانينيات بمجموعة من السياح الأوروبيين، وهكذا بدأ النشاط السياحي في المحافظة يأخذ في التطور تدريجياً وخصوصاً في السنوات الأخيرة من عقد التسعينيات، وأخذ عدد السياح في تزايد مستمر، حيث قد وصل في الأعوام «969798» عدد الليالي السياحية إلى «500.15» ليلة سياحية، كما أصبحت المحافظة مصيفاً للسياحة الداخلية، وهذا ما يترتب على السلطة المحلية بالمحافظة عند وضع خططها الاستراتيجية والتنموية أن تتواكب مع ما تشهده المحافظة من نشاط سياحي. وحول المقومات السياحية في المحافظة قال بهجان: تتمتع محافظة المحويت بمقومات سياحية متنوعة أهلتها لأن تكون محطة جذب سياحي للسياحة الخارجية، كما تمثل حالياً مصيفاً للسياحة الداخلية، ومن أهم هذه المقومات: 1 المواقع والمعالم الأثرية. لقد تم اكتشاف أول مقبرة صخرية تحتوي على المومياء في حصن شمسان بمديرية الطويلة، وقد تم فحص عينة منها في المختبرات الهولندية أكدت النتائج الأولية أن تاريخها يعود إلى «1265» ق. م، ثم توالت الاكتشافات عن المقابر الصخرية في أكثر من منطقة مثل وادي الأهجر بمديرية شبام وجبل الذوحمي بمديرية جبل المحويت مما تؤكد تلك النتائج والاكتشافات عن قيام حضارة قديمة وعريقة، وأن للمحافظة إرثاً حضارياً وتاريخياً لايزال محاطاً بالأسرار والألغاز، وهناك الكثير من المعالم الإسلامية والتاريخية مثل جامع شبام وجامع قيدان بني الطيار وغيرها.. كما جسدت الفنون المعمارية التقليدية شاهداً حياً على الموروثات الحضرية والإنسانية والمتمثلة في المدن التاريخية والأثرية شبام وكوكبان والطويلة والمحويت والصفقين بالإضافة إلى الحصون والقلاع في مختلف مناطق المحافظة. 2 السياحة الطبيعية تقع محافظة المحويت ضمن سلسلة جبال السراة، وتنقسم طبيعة المحافظة إلى السهول والجبال والهضاب، وساعد هذا التكوين الطبيعي إلى تنوع المناخ واعتداله وأن هذا التنوع في الخصائص الطبيعية شكل طبيعة المحافظة وأصبحت مرتفعات جبال المحويت جزءاً أساسياً في برامج السياحة الطبيعية لدى الشركات السياحية. وبالنسبة للمقومات السياحية البيئية أشار قائلاً: توجد العديد من المناطق السياحية الطبيعية مثل: أ المتنزهات: حديقة الريادي: وتقع في غارب مدينة المحويت على بعد كيلومتر واحد، وهي من أهم المناطق السياحية الهامة التي يرتادها السياح والوفود الرسمية والزوار، وهذه الحديقة على جبل الريادي وتشرف على عدد من المناطق مثل محافظة حجة ومديرية الخبت وحفاش ،كما تشرف على وادي لاعة، بالإضافة إلى أنها تشرف على بعض القرى الجميلة ذات المباني العالية المتربعة على قمم الجبال مثل قرية «قدحة، الريادي، المصيا، بيت أحمد جابر، القرن» كما تشرف على المدرجات الزراعية، وقد اختيرت هذه المنطقة كحديقة لما تمثله من مناظر طبيعية جميلة وخلابة وأشكال الجبال ومنحدراتها الشديدة في روعة جمالية يصعب على الإنسان وصفها، فسبحان الخالق المبدع، صورة حية يشاهدها الزائر لعظمة الخالق وقدرة الإنسان اليمني في التغلب على الطبيعة وتسخيرها لمنفعته. كما توجد العديد من المتنزهات مثل «ردمان، جبال حفاش، الأهجر، غيل علي، ومتنزه معشقة العرقوب ،وجبال ملحان وغيرها. وهذه المتنزهات تقع على المرتفعات؛ يستطيع الزائر منها مشاهدة مناظر خلابة رغم وعورة الطريق وافتقار هذه المتنزهات إلى خدمات البنية التحتية لأنها مزار للسياحة الداخلية والخارجية. وتعد جبال ملحان من أهم جبال اليمن وأكثرها صعوبة ووعورة والوصول إليها نوع من المغامرة. ب الأودية: توجد العديد من الأودية مثل وادي سارع وادي لاعة وادي عيان وادي الحامضة وادي يور وادي سمع وادي تباب وادي العقوف وادي سيل العيون، وهذه الأودية كثيرة المياه الدافئة وتتميز بالغطاء النباتي الكثيف، حيث تسرح وتمرح الكثير من أشكال الطيور والحيوانات البرية. ج الغابات: الغابات التي يمكن إعلانها محميات طبيعية هي: غابات مديرية ملحان غابات منطقة عيون سردود، وتبلغ المساحة 13540هكتاراً والملكية خاصة. بالإضافة إلى أن هناك غابات أخرى مثل المراجيم وغابات بيت العماري وغيرها. د أنواع الأشجار: الطنب الطلح العرج الكافور الذرح الضبة شجر العدن السلام الظهى الكلح الحشائش البرية المتنوعة كما توجد العديد من الأشجار التي لا تعرف أسماؤها العلمية. ه الطيور: لا توجد احصائيات أو حصر لأنواع الطيور بالمحافظة، ولكن وبشكل عام توجد الطيور التالية: «الحمام الجوالب الحجل العقب العصافير بأنواعها الباشق النسور الهدهد أبوقردان نقار الخشب الخفافيش الغراب.... إلخ». و الحيوانات البرية: القرود السعدان الأرانب البرية القنفذ الضباع «العرج» الثعالب الوبر السلاحف السحالي الثعابين وغيرها من الحيوانات البرية الأخرى، وهي توجد في مختلف مناطق المحافظة تكثر في المناطق الخالية من السكان وكذلك في مناطق الغابات الطبيعية في ملحان والخبت والرجم. ز المساقط المائية: يوجد العديد من المساقط المائية «الشلالات». 1 المسقط المائي لوادي الخلتبي في الأهجر وكان يستخدم في عهد الحميريين في إدارة الطواحين وكان ثالث الأودية في اليمن من حيث استخدام الشلالات في إدارة الطواحين. 2 المسقط المائي لعيون سردد «عيون سردد». 3 المسقط المائي لحوض عنتر بمديرية ملحان. ح الحمامات الطبيعية: يوجد حمام طبيعي في منطقة عيون سردود لعلاج بعض أمراض الروماتيزم وغيرها إلا أنه يفتقر إلى الخدمات الأساسية وأهمها المواصلات. المقومات السياحية التي وجدها الإنسان، وهي جزء أساسي في السياحة البيئية. أ الصناعات الحرفية: هناك العديد من الصناعة الحرفية منها ما هو مرتبط بالعمل الزراعي مثل صناعة الأدوات الزراعية وآلات قطع الأخشاب والأحجار كالمنشار والمحراث والمعاول، ومنها ماهو مرتبط بالأدوات المنزلية الفخارية والخزفية. ومنها ما هو مرتبط بأدوات الزينة كصناعات الفضة والمخلص والمرجان من مديرية الخبت وملحان وصناعة الكروك «الدجلة» من صوف الأغنام في مدينة كوكبان، وتكتسب هذه الصناعات الحرفية أهمية كبيرة، حيث تسهم في العرض السياحي وطلب السياح لها، وأن الحفاظ عليها ودعم منتجيها وتشجيعهم واجب وطني. ب الأسواق الشعبية: هي عبارة عن دكاكين وصناديق من زنك وعشش، وتوجد محلات للجزارة وتمارس في هذه الأسواق بيع وشراء منتجات محلية مثل الحبوب بمختلف أنواعها والفواكه والخضروات والحيوانات والمواد الفخارية والخزفية بالإضافة إلى المنتجات المستوردة من مواد غذائية وملابس، وأهم هذه الأسواق الشعبية هي: سوق المحويت يوم السبت والثلاثاء والجمعة بمدينة المحويت. سوق الرجم يوم الاثنين بمديرية الرجم. سوق العرقوب يوم الخميس. سوف الأحد يوم الأحد في منطقة الأحد. سوق الجمعة يوم الجمعة في منطقة الجمعة. سوق الخميس يوم الخميس في مديرية بني سعد. ج الأزياء الشعبية: يختلف الزي الشعبي الذي يستخدم بين السكان في المحافظة بين المناطق الجبلية والتهامية، وبشكل عام أهم الأزياء الخاصة بالرجال: ثوب ، كوت ، شال فوق الرأس ، جنبية أو ثومة ، حلية للسكين ، ملقاط ، مخيط ، خنجر فضة ، مكاحل للزينة ، خلالات فضة ، زهرات فضة للحزام ، ومسابح. أما الخاص بالنساء: قميص ، مصر «مقرمة» سروال منطع في الأرجل ، ستارة. أدوات الزينة: حنيشة فوق الرأس ، مشقر ، فضة ، لبة صدر ، بليسك ، اخراص فضة في الأذن ، المرجان في الرقبة ، الليزم فوق الصدر. الفنون الشعبية: توجد العديد من الرقصات الشعبية مثل رقصة البرع ورقصة المزمار ورقصة السيف يؤديها الرجال جماعية وفردية. كما توجد رقصات شعبية خاصة بالنساء. ط الأهازيج الشعبية: المغاريد.. تردد هذه الأهازيج الشعبية في مناسبات مختلفة كالمناسبات الدينية ومناسبات الأفراح.. وهناك أهازيج خاصة بالمواسم الزراعية ابتداءً من وقت حرث الأرض وحتى دكة الحصى ، وكل موسم من هذه المواسم الأهاجيز الخاصة بها، وتختلف هذه الأهازيج من منطقة إلى أخرى في هذه المحافظة سواء بالأبيات أم بالألحان. الصناعة الحرفية: تتميز المحافظة بالصناعة الحرفية التي تمارس وبشكل واسع في مختلف مناطق المحافظة والتي تعتمد على الخامات المحلية ومن أهم هذه الصناعات ما هو مرتبط بالعمل الزراعي مثل المحراث وآلات قطع الأخشاب والأحجار كالمناشر والمعاول ومنها ماهو مرتبط بالأدوات المنزلية كالأدوات الفخارية والخزفية ومنها ماهو مرتبط بأدوات الزينة كصناعة الفضة والمخلص والمرجان والمنسوجات في مديرية الخبت وملحان وصناعة الكروك «الدجلة» من صوف الأغنام في مدينة كوكبان.. وتكتسب هذه الصناعات الحرفية أهمية كبيرة، حيث تسهم في العرض السياحي وطلب السياح لها، لذا فقد شهدت المحافظة عدداً من المراكز المتخصصة مثل: المركز الوطني للموروث الثقافي والحرف اليدوية والصناعية التقليدية بمدينة المحويت التصريح جاهز وقرار الترخيص لم يفعل حتى الآن. مركز الأسر المنتجة بمدينة المحويت ومديرية الطويلة، وتهدف هذه المراكز إلى التدريب والتأهيل للكوادر البشرية. الفلكلور تتمتع المحافظة بموروث ثقافي وحضاري وإنساني، وقد أدى التنوع في الخصائص الطبيعية للمحافظة إلى تنوع الموروث الثقافي ما بين المناطق الجبلية والتهامية، وتتميز كل منطقة عن الأخرى بخصائص في الموروثات الثقافية في مختلف أنواعها. وهناك العديد من الرقصات الشعبية مثل رقصة البرع والمزمار والسيف والصحفة يؤديها الرجال جماعية أو فردية، وهناك رقصات مميزة خاصة بالنساء. الموشحات الدينية تشتهر المحافظة بالموشحات الدينية في مختلف مديريات المحافظة أهمها مديرية الطويلة ممثلة بفرقة هزام للإنشاد، كما يوجد في مديرية بني سعد عزلة قيمهة تمارس عدد من الأسر أداء الموشحات أو ما يسمى «المديح». وتحدث مدير عام مكتب السياحة بالمحويت، مؤكداً أن طموحات المكتب كبيرة وتفوق كل الإمكانات المتاحة، ومع ذلك يسعى لتحقيقها ضمن خطط مدروسة دون أن تتجاوز معطيات الواقع، يقول علي بهجان: خططنا في مكتب السياحة بمحافظة المحويت هي جزء من خطة الوزارة التي تتبنى بلورة ما تضمنته مصفوفة البرنامج الانتخابي لفخامة الرئىس/علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية في ما يتعلق بالقطاع السياحي. ونحن في محافظة المحويت نعمل على تفعيل التنسيق والتواصل مع الجهات والقطاعات المعنية، وهناك اهتمام كبير بقطاع السياحة من قبل الأخ العميد/أحمد علي محسن، محافظ المحافظة والأستاذ/علي الزيكم، أمين عام المجلس المحلي حيث يوليان الجانب السياحي اهتماماً خاصاً ضمن جهود تنمية هذا القطاع الهام من خلال توفير البنية التحتية للمواقع السياحية أو من خلال تخصيص مبالغ مالية لتجهيز مواقع سياحية وترميم وصيانة بعض الحصون والقلاع الأثرية وتهيئتها كمزارات سياحية. وسبق أن أصدر المجلس المحلي بالمحافظة قراراً قضى بتخصيص مبالغ مالية في موازنة السلطات المحلية بالمديريات للعام المالي 2008م لهذا الغرض وكلف المكتب بمتابعة وإعداد الموازنات.. كما قام مكتب السياحة برفع مشروع برنامج إعداد الدليل السياحي للمحافظة إلى قيادة السلطة المحلية ممثلة بالأخ محافظ المحافظة للاطلاع على مضامينه وإقراره، على أن يقوم المكتب واللجان المقترحة بتنفيذ مشروع البرنامج بعد استكمال إقراره. منشآت سياحية وفيما يتصل بالمنشآت السياحية المتوافرة بمحافظة المحويت أوضح مدير عام مكتب السياحة قائلاً: هناك نحو «70» منشأة «لوكندات مطاعم كفتيريات» غير مصنفة سياحياً يعمل فيها «196» عاملاً طبقاً لنتائج المسح السياحي للمنشآت السياحية الذي نفذ مؤخراً. وعدد المنشآت الفندقية والإيوائية بالمحافظة «6» منشآت تشمل استراحة سياحية «الدرجة الثالثة» وفندقاً سياحياً «3» نجوم فضلاً عن «4» فنادق. إقامة سياحية «الدرجة الثالثة» يعمل فيها ««42» عاملاً، بينما يوجد «13» مطعماً سياحياً منها مطعم واحد من الدرجة الثانية و«12» من الدرجة الثالثة، ويعمل في هذه المطاعم عدد «86» من القوى العاملة.. وعلى ذات المنوال يجرى تشييد «3» فنادق سياحية «5 نجوم 2نجوم نجمة واحدة» بقيمة إجمالية تزيد عن «565» مليون ريال. تعزيز البنية التحتية إلى ذلك تعلق السلطة المحلية بمحافظة المحويت على تنفيذ حزمة من الإجراءات والتفاعلات ضمن جهود إنعاش حركة النشاط السياحي في المحافظة الزاخرة بمفردات ومكنوزات عظيمة جعلت وتجعل منها واحدة من أبرز المحافظات اليمنية وأكثرها اكتنازاً للمنتج السياحي المتنوع. وقياساً بمستويات الإقبال والتوافد المتزايد للسياح والزائرين الذين تستقبلهم محافظة المحويت بمختلف مدنها ومناطقها الآثارية والتاريخية ومناظرها الخلابة والبديعة على مدار اليوم تتطلع قيادة السلطة المحلية بالمحافظة من جهتها إلى تكثيف تفاعلات وأعمال التهيئة والإعداد في سياق أرضية التنمية المحلية بدءاً بتعزيز واستكمال البنى التحتية للمشروعات الخدمية والحيوية وتشجيع رؤوس الأموال الوطنية للاستثمار في المجال السياحي. مبادرات رائعة وشرعت السلطة المحلية بالمحويت في الآونة الأخيرة إلى تدشين إجراءات وخطط طموحة من شأنها أن تعمل على إحياء تفاعلات العمل الاستثماري وتوفير خدمات الإيواء الفندقي التي تقف على رأس قائمة متطلبات النهوض بواقع التنمية السياحية. كما بادرت وزارة الشباب والرياضة بتفاعل إنساني صادق يحسب لوزيرها السابق «عبدالرحمن الأكوع» وبتنسيق مباشر مع قيادة محافظة المحويت ممثلة في العميد/أحمد علي محسن، محافظ المحافظة، رئىس المجلس المحلي في اعتماد مشروع استثماري يتضمن مبنى استثمارياً خدمياً للإيواء الفندقي السياحي على قمة متنزه الريادي شمالاً من مدينة المحويت بقيمة تزيد عن «540» مليون ريال يمولها صندوق رعاية النشء والشباب ضمن البرنامج الاستثماري للوزارة؛ على أن يعود ريع المشروع لصالح دعم القطاع الشبابي والرياضي بالمحافظة.. من جهتها عملت وزارة الأوقاف والإرشاد بالتنسيق مع قيادة السلطة المحلية بالمحويت على اعتماد مشروع استثماري بمركز محافظة المحويت؛ يتكون الطابقان الأول والثاني منه من محال للنشاط التجاري والطوابق العلوية تتضمن شققاً سكنية ومكونات أخرى للإيواء الفندقي.. وسبق تدشين العمل في المشروع خلال العام «2006م» وتقدر نسبة الإنجاز فيه حتى الآن بنحو «25%». استثمار دار الحكومة وعلى صعيد متصل تقوم المؤسسة الاقتصادية اليمنية بمواصلة أعمال الترميم والتأهيل لمبنى دار الحكومة بمدينة المصنعة بمركز محافظة المحويت والذي كان يتخذ داراً للحكم تمهيداً لاستثماره وتحويله إلى منشأة للإيواء الفندقي واحتواء السياح والزائرين الذين تستهويهم الطفرة الآثارية في المكون العام للأماكن والمواقع.. ويأتي ذلك بموجب اتفاق تم العام الفائت بين المجلس المحلي بمحافظة المحويت والمعنيين في المؤسسة الاقتصادية نصّ على تمكين المؤسسة من استثمار المبنى بعد عملية ترميمه وإعادة تأهيله، على أن تمتد الفترة الزمنية لاستثماره من قبل المؤسسة الاقتصادية لمدة «25» سنة يتم بانقضائها إعادة المبنى إلى السلطة المحلية لمواصلة استثماره.. وكل هذه التفاعلات المشار إليها سلفاً تندرج ضمن توجهات السلطة المحلية وبرامجها العملية لإنعاش حركة النشاط السياحي في المحافظة. فرص استثمارية واعدة من بين عدد «17» فرصة استثمارية قدمتها السلطة المحلية بمحافظة المحويت إلى مؤتمر استكشاف فرص الاستثمار في اليمن «ابريل 2007» خصصت «عشر» فرص استثمارية في المجال السياحي والترفيهي تطمح المحافظة إلى الترويج لها لدى الجهات والشركات المختلفة المشاركة في أعمال المؤتمر.. وطبقاً للأخ/علي عبدالله بهجان، المدير العام لمكتب وزارة السياحة بمحافظة المحويت فإن المشروعات الاستثمارية هي إقامة «4» فنادق سياحية وقرية سياحية ومنتجع سياحي إضافة إلى «4» استراحات سياحية على الطرق الرئىسية والخطوط الاسفلتية.. مشيراً إلى أن هذه فرص تروج لإقامة فندق سياحي «4» نجوم بمدينة شبام التاريخية وفندق آخر في مدينة الطويلة «3» نجوم وفندقين سياحيين «نجمتان» في كل من مدينة المرواح مركز مديرية الخبت ومدينة الصفقين مركز مديرية حفاش. إضافة إلى فرصتين لاستثمار منتجع سياحي في منطقة عيون سردود بالرجم وقرية سياحية في كوكب.. فيما تتوزع الاستراحات السياحية على كل من وادي سارع بمديرية بني سعد والحامضة في مديرية الخبت ومنطقة شلال الأهجر بمديرية شبام كوكبان. وأوضح الأخ/علي بهجان أن وزارة السياحة عرضت من جهتها فرصتين استثماريتين في المجال السياحي بمحافظة المحويت تتمثلان في إقامة استراحتين سياحيتين في كل من شبام والرجم ضمن مشاريعها الاستثمارية المقدمة إلى المؤتمر استكشاف الفرص. متعة السياحة العذراء مبيناً أن محافظة المحويت من أبرز المحافظات الواعدة بالنشاط السياحي باعتبار ذلك الكم الهائل والعظيم الذي تتمتع به والمنعكس في مقومات الجذب السياحي، حيث تعتبر المحافظة بجميع مدنها ومواقعها التاريخية والآثارية وبمناظرها وقلاعها وحصونها ومقابرها الصخرية متحفاً مفتوحاً يوثق لثراء تاريخي وتفرد حضاري لا يمكن بأي حال من الأحوال إغفاله أو عدم الاعتراف بمفرداته وتجلياته التي تتحدث عن نفسها وتحدث عن إبداع الإنسان اليمني في محافظة المحويت وإرادته العظيمة في إشاعة الحياة في الصخر وتطويع الطبيعة واستغلالها وبناء المدرجات الزراعية بأنماط وفنون لا تخلو من حنكة ومهارة إبداعية قاومت وتحدت الظروف وتداعيات البساطة والانغلاق. تشجيع الاستثمار ولفت مدير عام مكتب السياحة بالمحويت أن مكتبه وبدعم وتفاعل صادق من قبل قيادتي الوزارة والسلطة المحلية ممثلة في الأخوين الأستاذ/نبيل حسن الفقيه وزير السياحة، والعميد/أحمد علي محسن محافظ المحافظة وقيادة المجلس المحلي بالمحافظة الممثلة بالمحافظ رئىس المجلس والأمين العام/علي أحمد الزيكم سيعمل على تنفيذ اجراءات وخطط طموحة وهادفة بدءاً بتعزيز تفاعلات البنية التحتية للقطاع السياحي وإيجاد آليات لتشجيع المستثمرين المحليين واستقطابهم للاستثمار في المجال السياحي. وبشأن خدمات البنية التحتية قال مدير السياحة: لقد شهدت المحافظة قيام الكثير من المشاريع الإنمائية والتنموية للفترة من «1990إلى 2005م» في مختلف القطاعات والخدمات والمديريات، ويقدر عدد المشاريع بنحو «739» مشروعاً وبتكلفة إجمالية «23.273.004» ريالات. وفي مجال الطرقات ترتبط محافظة المحويت بالعاصمة صنعاء بطريق اسفلتي يبلغ طوله «112» كم، كما ترتبط المحافظة بخط اسفلتي بمحافظة الحديدة بطول «95» كم يلتقي بخط الحديدة حرض في منطقة القناوص وكذلك طريق المحويت بني سعد والجاري العمل في تعبيدها وسفلتتها والتي تربط المحافظة بخط صنعاء في منطقة خميس بني سعد وهناك الكثير من الدراسات المعتمدة لسفلتة العديد من الطرق لربط مركز المحافظة بالمديريات بشبكة طرق اسفلتية.. وبالنسبة لخدمات الاتصالات فقد تم تغطية جميع مراكز مديريات المحافظة والقرى المجاورة لها بخطوط هاتفية. معوقات تنمية القطاع السياحي 1 غياب الرؤيا الاستراتيجية لقطاع السياحة لدى كثير من المؤسسات الرسمية والشعبية. 2 افتقار معظم المناطق السياحية لخدمات البنية التحتية وأهمها الطرق المسفلتة.. ومن أهم هذه المناطق مديرية ملحان وحفاش وغيرها من المناطق. 3 افتقار المحافظة للترويج السياحي. 4 عدم تهيئة الحصون والقلاع وغيرها من المعالم الأثرية كمزارات سياحية من خلال قيام الجهات المختصة بالترميم والصيانة. 5 افتقار المحافظة للاستثمارات السياحية لتقديم خدمات سياحية متميزة. 7 انعدام النظافة في المناطق السياحية. 8 افتقار المحافظة إلى مناطق ومراكز لعرض الموروثات الثقافية. 9 عدم تهيئة أراضي للاستمثارات السياحية. لنا كلمة أخيراً نستطيع القول إن محافظة المحويت هي منطقة خصبة لتنمية السياحة فيها لما تتوفر فيها من مقومات سياحية بيئية لم تؤثر الحياة المعاصرة حتى الوقت الحالي بشكل مباشر إذا ما وجدتا من اهتمام ورعاية للحفاظ على هذه المقومات وتوفير البنية التحتية لجذب السياح، ليس مهماً أن تكون لدينا سياحة «ببلاش» لا ينفق فيها السائح دولاراً واحداً، السياحة هي اقتصاد قائم على عائدات السياحة من العملة الصعبة. فلابد من إيجاد أماكن إيواء للسياح الأجانب وعرض معروضاتنا ومنتجاتنا من تحف ومشغولات يدوية بحيث تجذب السائح إلى شرائها، وهذا سوف يساعد على خلق فرص عمل وتشجيع الأعمال المدرة للدخل.
