لا أدري لم خطر ببالي فنجان القهوة الأسمر عندما كنا على أعتاب خصام كاد يودي بعلاقتنا لولا تعلقنا بذكرى لقاء طازج مازال يدغدغ قلوبنا ومشاعرنا ... وأظنك كالقهوة تماماً!! أشربها دون سكر وعلى الرغم من مرارتها فهي لذيذة ورائعة لقد أدمنتك كما أدمنتها تماماً!! قهوتي أنت بمرارتها وطعمها الممتع وتأثيرها الفائق الروعة في تنبيه جميع الحواس القابلة للاسترخاء .. إذا قررت السفر؟؟ ياللعجب!! ترى ما الذي سيبقي لي إذا خلت الأماكن من نبضك وأنفاسك ورائحة الرجولة الصاخبة التي تفوح من خطاك؟ ترى هل ستزور دمشق مجدداً...وقاسيونها...والجامع الاموي ....ودمشق القديمة بحاراتها التي تحكي آلاف الحكايا ؟ ومقهى الروضة بضجيجه وأحاديثنا وفناجين قهوتنا وزاويتنا القصية وخططنا وكتبنا وتلك الاشعار التي كنا نتلوها، لمن تتركها؟ حين أفكر بأنك ستغادرني إلى أوروك تقفز إلى ذاكرتي صور آلاف الشهداء الذين سقطوا فوق أرض العراق المستباحة.. عراق النخيل ..والسياب...ودجلة .... العراق الذي تنز جراحه ألماً ... وأسأل نفسي....ترى كيف يمكنني أن أعيش بعد غيابك؟ وهل علي البدء منذ اللحظة بعد الساعات الفاصلة مابين وجودك وغيابك في عالم الغياب والموت؟؟ ترى هل من الممكن أن ألتقي بك مجدداً كي أعانقك وأشم رائحة عطرك وأتذوق طعم الرغبة فوق شفاهك الشهية بعد رحيلك باتجاه موت يتربص بخطى جميع العراقيين بكافة أطيافهم ومللهم وانتماءاتهم السياسية؟؟ نعم يا سيدي.... الموت قدر لا يمكننا إنكاره ولكن.... لماذا أزفك إلى حتفك بيدي؟ ؟ يا رجل الصدفة في مساء الياسمين.. لمن تتركني؟؟ أتتركني لصقيع الغربة وموت الوعد وتشظي الحلم على صخرة الواقع المر؟ منذ عرفتك تغير الكون وماتت جميع الفصول منتحرة بغيظها ولم يبق إلا فصل الحب وفصل آخر أسميناه معاً ..فصل الياسمين .. سأعترف لك الآن على الرغم من عدم اضطراري لهذا الاعتراف ..... إن قسوتك عذبتني في أوقات عدة، وكم من المرات لعنت فيها بوصلة قلبي التي أشارت الى الجهة التي يقف فيها رجل بحجم حنيني ولهفتي رجل يختزل جميع الرجال بقسوته وحنانه... .. ولكن عندما يصلني صوتك الدافئ متدفقاً كشلال بارد في حر الهجير وقتها فقط .. أنسى غضبي وأضحك من طيشي ومن تفكيري وأردد ضاحكة : أنا عاشقة لرجل بنكهة القهوة تماماً