نظم مكتب الثقافة في محافظة البيضاء الليلة قبل الماضية حفلاً خطابياً وفنياً ساهراً احتفاءً بأعياد الثورة اليمنية المباركة (26 سبتمبر و14 أكتوبر و30 نوفمبر). وفي الحفل أكد محافظ المحافظة محمد ناصر العامري أن قيام الثورة اليمنية المباركة شكل مبعثاً لحياة جديدة للشعب اليمني ونقلته من ظلامات العصور الوسطى إلى نور الحياة المعاصرة ومن عزلة الجهل والتخلف إلى الانفتاح والتطور... مبيناً أن قيام ثورتََي ال26 من سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين كانتا حصيلة نضال وطني طويل وشاقوثمرة لوحدة النضال الوطني ضد الاستبداد الإمامي المتخلف في شمال الوطن والاستعمار البريطاني المحتل لجنوب الوطن. وأشار إلى أن إرادة شعبنا الحر التي ترجمتها قناعات ونضالات الثوار الأبطال توجت بدحر قوى الظلام والاستعمار إلى الأبد. وقال: قدم شعبنا اليمني تضحيات جسيمة وقدم كوكبة من الشهداء الأبرار في سبيل الانعتاق من ظلام الكهنوت الإمامي ونير الاستعمار والانطلاق نحو النهوض الحضاري المنشود لليمن أرضاً وإنساناً. وأضاف: لقد توجت دماء الشهداء بأحرف من نور في أنصع صفحات تاريخ الوطن المرسومة في قلوب أبنائه. وأكد محافظ البيضاء أن الشعب اليمني لم يسعد في حياته ويحقق أمانيه ويترجم أحلامه إلى واقع معاش في يمن سعيد إلا من خلال عاملين أساسيين أثبت التاريخ وجودهما في حياته وهما الوحدة والديمقراطية. ولفت إلى أن الاحتفال بهذه المناسبات الوطنية العزيزة على قلب كل يمني حر تمثل احتفال بالمنجزات التنموية المتصاعدة سواء على مستوى الجمهورية أم على مستوى كل محافظة. وأشار إلى أنه تحققت لمحافظة البيضاء منجزات عظيمة وعملاقة في عهد الثورة الخالدة وتعززت في عهد الوحدة المباركة... مبيناً أن المشاريع التنموية المنجزة منذ عام 1990م حتى عام 2008م بلغت إجمالاً (1401) مشروع تنموي بتكلفة إجمالية ثلاثة وستين ملياراً وأربعمائه وثلاثة وثمانين مليون ريال، ومبلغ خمسة عشر مليوناً وخمسة عشر ألف دولار. ونوه إلى أنه بالتزامن مع الإحتفالات بهذه المناسبات الوطنية يتم افتتاح ووضع حجر الأساس ل113 مشروعاً بكلفة إجمالية تبلغ مليارين وخمسمائة وتسعين مليوناً وسبعمائة وواحداً وعشرين ألفاً وثمانمائة وستة وثمانين ريالاً، إضافة إلى سبعة ملايين ومائتين وتسعة وخمسين ألفاً وسبعمائة وسبعة وعشرين دولاراً. وأوضح محافظ البيضاء أن هذه المشاريع تشمل افتتاح (58) مشروعاً، ووضع حجر الأساس لعدد (55) مشروعاً تتوزع في كافة المجالات الخدمية والتنموية والإنمائية. من جانبه أشار مدير عام الثقافة في المحافظة خالد أحمد محمود إلى أن الثورة اليمنية المباركة قامت لإزالة ومحو حكم ظالم في الشمال. وسحق مستعمر غاصب في الجنوب أحرق ومزق كل جزء من المحافظات الجنوبية والشرقية... مشيراً إلى أن الثورة قهرت القهر والظلم، وبددت الظلام، وأنارت طريق الحرية، وسحقت ظلام الجهل والعبودية والاحتلال، وأصبحت الثورة تاجاً يتألق فوق هامات كل يمني شريف. وقال: إن دخول اليمن إلى يوم الوحدة جاء في يوم مقدس يعج بالمحبة والتآخي والسمو، يوم استجابة لضرورة واقعنا اليمني من أجل التواصل الإنساني الذي هو جزء من التواصل بحب الأرض والانتماء إليها الذي جسّد أروع معاني الألق الوحدوي المتفق صوتاً يمنياً يعربياً مهاجراً وسط صحراء هذا الزمن العربي القاحل، ناشراً راية التوحيد لتكون الوحدة اليمنية نواة للوحدة العربية الشاملة. وفي الحفل، الذي حضره الأمين العام للمجلس المحلي ناصر الخضر، ووكلاء المحافظة وقيادات السلطة المحلية والتنفيذية في المحافظة، والقيادات العسكرية والأمنية، أُلقيت قصائد شعرية من قبل كل من عبدالسلام اللباسي، الذي كرمته المحافظة لنيله المرتبة الرابعة في برنامج صدى القوافي على مستوى الوطن ومنحه درعاً ووساماً ومبلغاً مالياً، وعبدالله الملجمي، ومحمد الزبيري عبّرت جميعها عن الابتهاج بأعياد الثورة والمنجزات المحققة. بعد ذلك بدأت فقرات الحفل الفني الساهر الذي تضمن لوحات غنائية وأناشيد وطنية عديدة وأبريتاً، نالت جميعها استحسان الحاضرين. واختتمت فقرات الحفل بتقديم فرقة الرقص بمكتب الثقافة عدداً من ألوان الرقص البيضاني المتنوعة ابتهاجاً بهذه المناسبات الوطنية الغالية.