تتواصل حالياً ببيت الثقافة بصنعاء فعاليات المعرض الأول للمخطوطات اليمنية والذي انطلقت فعالياته السبت الماضي وتنظمه على مدى عشرة أيام وزارة الثقافة في إطار احتفالات بلادنا بالعيد الخامس والأربعين لثورة الرابع عشر من اكتوبر المجيدة. حيث تم عرض أكثر من مائة مخطوط نادر في مختلف مجالات العلوم والمعارف أهمها الرقوق القرآنية التي يرجع تاريخها إلى القرن الأول الهجري ومخطوط خريطة الكعبة المشرفة والتي توضح اتجاه القبلة لمختلف الأقاليم الإسلامية لعمر بن المظفر الوردي المتوفى سنة 749ه ومخطوط لتخطيط مدينة زبيد وغيرها من نفائس المخطوطات الإسلامية في مجال التفسير وفي مختلف العلوم المعرفية والأدبية والفكرية والإنسانية. (الجمهورية) زارت معرض المخطوطات وأجرت اللقاءات التالية : هذا المعرض هو الأول من نوعه في هذا المجال خاصة وأن وزارة الثقافة قد حاولت أن يحتوي هذا المعرض على روائع ونفائس المخطوطات اليمنية القديمة والمتوفرة في دار المخطوطات بصنعاء وفي مكتبة الأحقاف بمدينة تريم محافظة حضرموت .. وقال بأنه لاشك سيتيح الفرصة للباحثين في هذا المجال للتعرف على ماهو متوفر في بلادنا من مخطوطات نادرة تحتاج إلى من يدرسها ويبحثها ويحققها. وأضاف الوزير المفلحي إن هناك اهتماماً ملحوظاً بالمخطوطات اليمنية ويتجلى ذلك الاهتمام من خلال إنشاء قطاع خاص في وزارة الثقافة بهذا الجانب ، كما أن الوزارة حالياً تعمل على توثيق وفهرسة مختلف المخطوطات الجوهرية ، داعياً في الوقت ذاته من كان لديهم مخطوطات القدوم إلى وزارة الثقافة لتوثيق ما بحوزتهم وتصنيفها وفهرستها من أجل دراستها واستكمالها. مخطوطات مهملة من أبنائها أما القاضي علي أبو الرجال رئيس المركز الوطني للوثائق فقال : لاشك أن المخطوطات اليمنية تستحق أكثر من مجرد تنظيم معرض خاص بها ، خاصة وأن بلادنا من أهم وأبرز دول العالم الإسلامي الغنية بالمخطوطات في مختلف العلوم والمعارف الفكرية والإنسانية لأن أجدادنا رحمهم الله جدوا واجتهدوا في تحصيل تلك العلوم ، وقال : لذلك هناك الكثير والكثير من هذه المخطوطات في مختلف المحافظات والمناطق اليمنية، وهي ثروة كبيرة نعتز ونفتخر بها كثيراً وهي اليوم بحاجة ماسة لجهود الشباب للحفاظ عليها والاهتمام بها ليس عن طريق تخزينها وإنما عن طريق البحث والدراسة والتحقيق لما تحتويه من معلومات شتى خاصة أنها في متناول الجميع اليوم فعلى سبيل المثال هناك العديد من الوثائق والمخطوطات في المركز الوطني للوثائق بحاجة إلى من يدرسها ويحققها والمركز يرحب دوماً بالجميع وبالشباب المتطلع للعلم والمعرفة والبحث والدراسة ، لكن للأسف أننا نلاحظ أن من يدرس ما نمتلكه من ثروة عظيمة في مجال المخطوطات هم الأجانب. وأضاف القاضي أبو الرجال : لدينا العديد من المصاحف المنسوبة لعثمان بن عفان لم يستطع أحد قراءتها وللأسف تم استقدام خبير في هذا المجال من تركيا وكنا نتمنى أن يدرسها ويحققها أبناء هذه الأمة لأننا أحق بما نمتلكه من علوم ومعرفة. توثيق وترميم الأخ سام الأحمر وكيل وزارة الثقافة لقطاع المخطوطات قال : إن تنظيم المعرض الأول لنوادر المخطوطات اليمنية يأتي في إطار اهتمام وزارة الثقافة بالمخطوطات والحفاظ عليها والكشف عن تلك التي مازالت مكدسة لدى أصحابها وذلك من أجل توثيقها وفهرستها وتصنيفها وترميمها حتى يتسنى للباحثين والدارسين دراستها وتحقيقها ، وقال الأحمر : ولأجل ذلك تعمل وزارة الثقافة «قطاع المخطوطات» حالياً على حصر وتوثيق المخطوطات والتي نعتبرها أهم مرحلة حيث استطاعت حصر أكثر من (325) مخطوط وكذلك (265) رقماً ، كما تم ترميم حوالي (207) من الرقوق النادرة وذلك منذ انطلاق العمل في هذا الجانب قبل ثلاثة أسابيع فقط. وأضاف : سام الأحمر : وإن شاء الله نسعى بعد الانتهاء من هذه المرحلة إلى الدعوة بأن يكون هناك جهة خاصة لحفظ المخطوطات وترميمها وتوثيقها وتحقيقها أيضاً. ثروة علمية الدكتور علي سعيد أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة صنعاء قال : المخطوطات هي جزء مهم من تراثنا التاريخي والحضاري العريق وهي نتاج حصيلة علمية لأبنائنا وأجدادنا الأوائل الذين استطاعوا أن يصلوا إلى ما وصلوا إليه من غزارة علمية ومعرفية ، لذلك هذه الثروة التي نمتلكها اليوم بحاجة ماسة إلى أن ينفض عنها غبار الاهمال والنسيان من خلال البحث عنها وحصرها وتوثيقها توثيقاً علمياً ومن ثم دراستها وتحقيقها لكشف ما تحتويه من كنوز وأسرار علمية ومعرفية كبيرة..وتنظيم معارض خاصة بالمخطوطات يعتبر وسيلة للارتقاء بوعي المواطنين ما نملكه من ثروة علمية وذلك للحفاظ على ما بحوزتهم من مخطوطات من خلال تواصلهم مع الجهات المعنية لتوثيقها وترميمها بدلاً عن اهمالها في المخازن والأماكن الغير ملائمة والتي تعرضها للتلف والضياع وبالتالي ضياع هذه الثروة الغالية والتي تعتبر أمانة تركها الآباء في أعناقنا لذلك يجب أن تتكاتف الجهود للحفاظ على هذه الأمانة والكشف عن أسرارها وكنوزها لننفع بها بلادنا.