بدأت أمس الفرق المتخصصة بإجراء الحصر والاحصاء الأولي للمباني المهدمة والأراضي الزراعية والثروة الحيوانية التالفة والتي خلفتها كارثة تدفق السيول في مديريات الوادي والصحراء بحضرموت بعد أن تم الانتهاء من تجهيز البنى التحتية اللازمة لإيواء المتضررين. وستعمل الفرق الميدانية التي شكلتها اللجنة الإشرافية المعنية بمتابعة جهود الإنقاذ والإغاثة في المناطق المنكوبة بمحافظتي حضرموت والمهرة برئاسة نائب رئيس الوزراء للشئون الداخلية صادق أمين أبو راس على تحديد الاحتياجات الأولية والمستمرة للمتضررين وبالذات مايتصل بتوفير الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه. كما ستقوم بإجراء مسح للقيعان والمستنقعات المكتظة بالمياه الراكدة والثروات الحيوانية التي جرفتها سيول الأمطار المتدفقة من اتجاهات مختلفة على وادي حضرموت. . أبو راس يلتقي رئيس الهيئة الخيرية العمانية وتضطلع الفرق برئاسة رؤساء وأمناء عموم وأعضاء الهيئات الادارية للمجالس المحلية في مديريات ساه، السوم، تريم، سيئون، شبام، القطن وحورة ووادي العين بالاضافة الى شخصيات اجتماعية ومختصين بمهمة استلام وتوزيع مواد الإغاثة والانقاذ والاشراف على مخيمات الايواء.وكان نائب رئيس الوزراء ابو راس قد تابع خلال جولته التفقدية أمس التي شملت مناطق مشطة، السويري، القوز، قسم، ثبي والخبت بمديريتي سيئون وتريم الجهود المبذولة في مد شبكة الكهرباء الاستثنائية والاسعافية للمناطق التابعة لمديريتي سيئون وتريم وفتح ما تبقى من تقاطعات ثانوية في الطرقات التي تربط مناطق المديريات المتضررة مع بعضها البعض.. وتعرف ابو راس على جحم الضرر الذي لحق بممتلكات المواطنين والمشاريع الخدمية في تلك القرى وبالذات ما يتصل بالأراضي الزراعية الواسعة والتي تنتج أجود أنواع التمور والحبوب وكذلك الضرر الذي طال الثروة الحيوانية من جمال واغنام وغيرها من الممتلكات والمداخرات المالية. واستعرض مع عدد من المتضررين في تلك المناطق الجهود الحكومية وغيرها المبذولة لتخفيف أثر الكارثة على المواطنين أبرزها التعويضات التي قد تدفعها الحكومة بالتعاون مع الدول والمنظمات الصديقة لتشييد المنازل واستصلاح الأراضي الزراعية التالفة وإعادة تشييد مشاريع البنى التحتية اللازمة لتقديم الخدمات الاساسية من صحة وتعليم ومياه وكهرباء. وكان نائب رئيس الوزراء قد التقى رئيس الهيئة العمانية الخيرية علي علي محمد إبراهيم والوفد المرافق له الذي قدم (200) طن من المواد الغذائية الضرورية موزعة على ست رحلات جوية.وقال رئيس الهيئة العمانية: إن هناك فريقاً فنياً عمانياًسيسهم في تنفيذ مهمة الحصر وتحديد التكلفة التقديرية لإعادة بناء منازل جديدة للمتضررين. وأوضح ابو راس للوفد العماني أن عملية الحصر التي انطلقت أمس في المديريات السبع التابعة للوادي والصحراء والتي تعتبر من أكثر المناطق تضرراً ستكشف عن التقديرات الأولية للأضرار التي خلفتها الكارثة. الأشغال :فتح عدد من الطرق والجسور إلى ذلك قالت وزارة الأشغال العامة والطرق إنها تمكنت من فتح عدد من الطرق والجسور في محافظتي حضرموت والمهرة بالمنطقة الشرقية التي داهمتها الأمطار والسيول نتيجة المنخفض الجوي مؤخراً. وذكر تقرير لوزارة الأشغال العامة والطرق حصلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) على نسخة منه، أن الوزارة تمكنت من فتح طريق المكلا الريان أمام المركبات المختلفة، فيما العمل يجري حثيثاً لاستكمال رفع المخلفات .. لافتاً إلى أن هذا الطريق كان قد شهد انهياراً في بعض أجزائه، إلى جانب تصدع في مقاطع الجسر الأرضي في منطقة بويش، وانجراف في أجزاء من مخارج الجسر، وسحب البلاطات الخرسانية بطول تقريبي (150) متراً. وأشار التقرير إلى أنه تم فتح كامل طريق المكلا فوه أمام حركة المرور وتم رفع المخلفات، مستعرضا ماتعرض له الطريق جراء الأمطار والسيول من أضرار تتمثل في حدوث انهيار لثلاثة جسور سطحية وتراكم الكتل الصخرية الكبيرة في المنطقة الجبلية بروم .. منوها بأن الجسر الأرضي " أمبيخه" تعرض لخلخلة الطبقة الاسفلتية لمدخل الجسر مع تشققات لجسم الطريق وأعمال الحماية الجانبية، في حين تعرض الجسر الأرضي " ابن سينا" إلى انجراف وانهيار الطبقة الاسفلتية قبل وبعد الجسر وبطول تقريبي (30) مترا، الى جانب حدوث انجراف كامل للبلاطات الخرسانية للجسر الأرضي " غرير"، وانجراف كامل للبلاطات الخرسانية لجسر الأرضي "حله". موضحاً أن الوزارة تمكنت من إزالة معظم المخلفات من سطح طريق الريان سيحوت، وفتح مسارت ترابية بديلة لمرور المركبات بجميع أنواعها وخاصة في جسر شحير الأرضي الذي انجرف جزء منه من البلاطات الخرسانية .. مبيناً أن جميع الوديان الرئيسية فاضت بالسيول بكميات كبيرة من المياه صاحبها جرف مخلفات من الطمي والكتل الصخرية التي أدت إلى قطع الطريق في كل من جسر شحير والشحر والديس وقصيعر. وبيّن التقرير أن الوزارة تمكنت من فتح مسار طريق المكلا سيئون أكثر الطرق تضرراً نتيجة لمروره بعدد من الوديان الكبيرة وتغذية المجرى الرئيسي بالروافد الشعابية.. وأشار التقرير إلى أنه تم إزالة الكتل الصخرية عن هذا الطريق وفتح مسارات بديلة، ومازالت المعدات الاصة بأعمال الشق تقوم بتوسعة المناطق المنهارة لتسهيل مرور القاطرات والشاحنات الأخرى.. لافتاً إلى ان هذا الطريق كان قد شهد انهياراً كاملاً للبلاطات الخرسانية وبطول (600) متر تقريبا في جسر العيون الأرضي (16) كيلو متراً من الريان، وجرف كامل لمقطع الطرق مع الجسور الأرضية في المنطقة الممتدة بين (33) كيلومتر وحتى (37) كليومتراً (منطقة عبدالله غريب)، وكذا انجراف جسم الطريق والعبارات الأنبوبية في المنطقة الواقعة في كيلو متر (67) قبل الأدواس. وأضاف: إنه تم فتح طريق العبر قهوة بن عيفان أمام حركة المرور لجميع أنواع المركبات .. منوها بأن هذا الطريق كان قد شهد حدوث انقطاع لحركة المرور في منطقة الخشعه وقهوة بن عيفان وعدد آخر من المقاطع بشكل خفيف وتم فتح الطريق من منطقة العبر حتى قهوة بن عيفان. كما نوه التقرير إلى أنه تم استحداث طرق تحويلية بديلة في طريق القطن سيئون تريم السوم ثمود، وإزالة المخلفات والأشجار العالقة وفتح مسار هذا الطريق أمام المركبات بجميع أنواعها.. موضحاً بأن المنطقة الواقعة في نطاق (240) كيلومتراً من الطريق قبل مدينة القطن لازالت مغمورة بالمياه الراكدة وبطول (2) كيلو متر مع جرف بعض مقاطع الطريق نتيجة لارتفاع منسوب المياه، كما ان المنطقة الواقعة من الغرف ساه تريم ماتزال مغمورة بالمياه والعمل جار حاليا للوصول إلى هذه المنطقةوإزالة المخلفات إلى جانب فتح مسار طريق حورة زاهر ورفع المخلفات والأشجار العالقة والمواد الترابية والتي تعرض لها الطريق في بعض مقاطع حورة وحريضة والزاهر في اتجاه وادي عمد. وقال التقرير: إنه تم فتح طريق الغيظة قشن سيحوت وإزالة الصخور والمخلفات وفتحه أمام حركة المرور .. لافتاً إلى أن مياه الأمطار والسيول كانت قد تسببت في تراكم كميات كبيرة من الأتربة والصخور على الجسور السطحية ومقاطع من الطريق وانجراف بعض الحمايات مما أدى إلى انقطاعه. وأشار التقرير إلى أن العمل جار لإصلاح الأضرار الكبيرة التي تعرضت لها طريق الغرف ساه التي غمرتها المياه بالكامل بالطمي والمخلفات، كما اتخذت الوزارة كافة الترتيبات اللازمة لفتح طريق الغيظة حرف الذي انجرف في عدد من المقاطع لطبقة الإسفلت في المناطق المجاورة للسلسلة الجبلية وكذا انجراف الحمايات في عدد من العبارات. وأكد التقرير أن الوزارة على جاهزية تامة للتدخل المباشر لفتح الطرق الأخرى المتبقية أمام حركة المرور فور انخفاض منسوب المياه في المناطق التي مازالت مغلقة بسبب تدفق المياه بعد أن تم فتح جميع الطرق الرئيسية.منوهاً بأن حركة السير عموما أصبحت مفتوحة في معظم الشوارع الداخلية لمدينة المكلا، ويجري العمل في رفع وإزالة بقية العوائق من المخلفات والمياه الراكدة. ولفت تقرير وزارة الأغال العامة والطرق إلى أن فرق العمل الميدانية التي شكلتها الوزارة بذلت خلال اليومين الماضيين جهداً كبيراً حيث تمكنت من فتح طريق الأدواس رسب وغيره من الطرق، كما قامت بتحويل الطرق المتضررة إلى ورشة عمل مكثفة تبذل فيها جهوداً مكثفة. مشيراً إلى أنها سخرت جميع إمكانياتها من معدات وآليات تابعة للمؤسسة العامة للطرق والجسور ومعدات مكاتب الأشغال العامة والطرق والمقاولين العاملين مع الوزارة بهدف تغطية جميع المناطق المتضررة. مؤكدا أن العمل يجري حالياً بوتيرة عالية بهدف استكمال فتح جميع الطرق بشكل عاجل وتسهيل حركة السير أمام المركبات بجميع أنواعها. واستعرض التقرير النتائج الأولية من خلال الحصر الأولي للطرق والجسور التي تضررت جراء الكارثة.. مبيناً في هذا الخصوص أن حجم الأضرار كبيرة وعميق، حيث حدث انجراف مقاطع كبيرة من تلك الطرق، كما انجرفت عدد من الجسور السطحية وأعمال الحمايات في مداخل ومخارج الجسور العلوية ، بالاضافة الى تضرر عدد من عبارات المياه وانجراف عدد من أعمال الحمايات في عدد من المشاريع. وأشار التقرير الى خطة عمل الوزارة المستقبلية والمتمثلة في مواصلة أعمال فتح الطرق وتسهيل حركة المرور وتوفير السلامة والأمان للحركة المرورية والتنقلات، وكذا إجراء حصر شامل ودقيق لجميع المقاطع المتضررة من الطرق والجسور ورفع التكلفة التقديرية لها، إلى جانب إعداد الدراسات والتصاميم الهندسية لإصلاح الأضرار في الطرقات وإعداد الدراسات والتصاميم التفصيلية لتأهيل الجسور السطحية إلى جسور علوية بناء على توجيهات فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية بما يضمن حماية الطرق وعدم انقطاعها في مواقع الجسور في الفترات القادمة مستفيدين من حجم المياه التي تدفقت على هذه المواقع، ومن ثم اتخاذ الإجراءات اللازمة بعد استكمال الدراسات للتنفيذ وفقاً لخطط عمل مدورسة ومنظمة. (9) طائرات اغاثة إلى مطار سيئون وصلت إلى مطار سيئون الدولي أمس (9) طائرات ( عمانية، إماراتية ، سودانية ، أردنية ) محملة بمواد إغاثة ومعدات وأدوات صحية للمتضررين من كارثة السيول والامطار في محافظتي حضرموت والمهرة بالمنطقة الشرقية. ومن بين الطائرات الواصلة 5 طائرات إماراتية تحمل إلى جانب المواد الغذائية المعدات والأجهزة الطبية الخاصة بالمستشفى الميداني الذي سيقيمه سلاح الخدمات الطبية بالقوات المسلحة الإماراتية في أغلب التخصصات الطبية لتقديم الخدمات العلاجية والطبية للمصابين في المناطق المنكوبة من جراء هذه الكارثة الطبيعية . فيما أوضح رئيس الهيئة التنفيذية للعمل الخيري العماني علي بن إبراهيم أن إجمالي حجم الدفعة الأولى من المساعدات العمانية المقدمة من سلطنة عمان تصل إلى (200) طن تشمل إلى جانب مواد الإغاثة أدوية ومولدات كهربائية ومواد غذائية منها (100) طن لسيئون و (80) طناً للمكلا و (20) طناً لمحافظة المهرة .. مشيراً إلى ان البرنامج الثاني في هذه المساعدات يتمثل في المساهمة بإعادة إعمار البنى التحية التي سيحددها فريق فني عماني متخصص يعمل منذ يوم الاحد الماضي للتعرف على الاحتياجات المطلوبة وتحديد المشاركة بهذا الخصوص . من جانبه ذكر الأمين العام لإدارة الشئون الإنسانية السودانية محمد مرغني أنه إلى جانب مواد الإغاثة المقدمة سيصل فريق فني متخصص لتحديد مساهمة بلاده في مساندة الدعم الحكومي اليمني للتغلب على آثار ما أحدثته الكارثة . و تحمل الطائرة السودانية (38) طناً تشمل مواد غذائية وخيماً ومعدات طبية . وعلى صعيد الجهد الشعبي المتمثل في مساهمات منظمات المجتمع المدني وصلت إلى سيئون ظهر أمس (7) شاحنات نقل تحمل مواد اغاثية تقدر قيمتها ب (9) ملايين و (800) ألف ريال مقدمة من جمعية صنعاء الاجتماعية التنموية الخيرية . وذكر عضو مجلس النواب رئيس الجمعية أحمد السنيدار أن هذه القافلة جاءت بمبادرة ذاتية من الجمعية تفاعلاً مع ما أحدثته مياه السيول من أضرار تستدعي مبادرة كل الخيرين في تقديم العون والمساعدة لإخوانهم وأهاليهم في المناطق المنكوبة .. كان في استقبال تلك المعونات نائب رئيس الوزراء للشئون الداخلية رئيس اللجنة الإشرافية لأعمال الإغاثة صادق أمين أبو راس ووكيل المحافظة المساعد لشئون الوادي والصحراء فهد صلاح الأعجم. الصحة العالمية مساعدات عاجلة قالت منظمة الصحة العالمية إنها أرسلت مساعدات طبية عاجلة الى اليمن للمتضررين جراء فيضانات سيول الأمطارالتي اجتاحت محافظتي حضرموت والمهرة قبل أيام. وأوضحت المنظمة في بيان أصدرته أمس أنها أرسلت مساعدات طبية عاجلة تضم كمية من الادوية والمعدات والمستلزمات الطبية الأخرى بهدف مساندة الجهوداليمنية المبذولة لمعالجة المرضى من بين آلاف المشردين جراء الكارثة خصوصا المصابين بالملاريا والاسهالأدوية ومستلزمات طبية ب(6) ملايين ريال قدمت شركة سبأ فارما للأدوية الشركة الدولية لصناعة الادوية ( فارماكير ) وعدد من التجار أمس مجموعة من الادوية والمساعدات العينية بقيمة ستة ملايين ريال ضمن حملة التبرعات العينية بمحافظة صنعاء لمساعدة المتضرريين من السيول بمحافظتي حضرموت والمهرة. وكان محافظ صنعاء نعمان أحمد دويد أكد خلال لقائه بعدد من اصحاب شركات الادوية ،والتجار واصحاب رؤوس الاموال والاعيان والمواطنين ان هذه الحملة تأتي في إطار الجهود المبذولة لتخفيف معاناة المتضررين جراء السيول .. مشيراً إلى أن الحملة تجسد حالة التكافل الاجتماعية والتعاون والإخوة بين ابناء الشعب الواحد.. ولفت دويد ان التبرعات العينية بلغت في اليوم الاول للحملة أمس (31) مليون ريال . ودعا كافة اللجان في مديريات المحافظة إلى سرعة تجهيز قافلة التبرعات حتى يوم السبت القادم ، على أن تشمل المواد الغذائية المختلفة والاثاث وغيرها من المواد التي يحتاجها المتضرورن .