يسعى المنتدى الإنساني العالمي إلى مد جسور التواصل الإنساني بين المؤسسات العاملة في المجال الإنساني الخيري في مختلف الدول من خلال تهيئة ظروف إنشاء وتعزيز عمل تلك المنظمات وإحاطتها ببيئة آمنة للتنفيذ من الناحية التقنية والمبدئية في طريق العمل الإنساني. ومن هذا المنطلق نظم المنتدى بالتعاون مع منظمة الإغاثة الإسلامية، وأعضاء المجلس التأسيسي لأمناء «المنتدى الإنساني اليمن» على مدى ثلاثة أيام، مؤتمراً دولياً الأسبوع الماضي في صنعاء بمشاركة نحو 30 وفداً عربياً وأجنبياً. وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) استطلعت آراء المجلس التنفيذي للمنتدى الإنساني العالمي، وعدد من المشاركين لمعرفة الأهداف التي يسعى المنتدى الإنساني العالمي إلى تحقيقها، وكذا استراتيجية ورؤى المنتدى الإنساني اليمني. يقول رئيس مجلس أمناء المنتدى الإنساني العالمي الدكتور هاني البناء: المنتدى يهدف إلى إقامة شراكات دولية مع المجتمعات المحلية التي نعمل فيها، بمعنى أن تكون هناك شراكات دولية للمؤسسات اليمنية مع المجتمع الدولي، وتستطيع المؤسسات اليمنية أن ترتقي بمستوى الأداء على مستوى الوطن من جهة وعلى مستوى العالم الخارجي من جهة أخرى. ويضيف: الفائدة المرجوة للمنظمات المدنية في اليمن من خلال هذا المنتدى هي الحفاظ على منظومة العمل الخيري الإنساني المجتمعي في اليمن، وإبراز هذه المنظومة للعالم الخارجي، لكي تكون لليمن فعاليات واضحة ومعلومة للجميع، ولكي تكون لليمن كذلك بصمات واضحة للمجتمع الدولي. ويشير البناء إلى ضرورة تحسين العلاقة والتواصل بين المنظمات وأعضاء المنتدى والحكومات والجهات المانحة الوطنية والدولية والمؤسسات التقنية والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية العالمية. ونوه إلى أهمية انعقاد هذا المؤتمر لما له من أبعاد كبيرة، أبرزها غرس قيم العمل الإنساني لتصبح جزءاً من الثقافة اليمنية. وأضاف: إن بناء المؤسسات يعني رغبتنا في بناء الأجيال القادمة، وبناء الأجيال يعبر تعبيراً صادقاً عن إصرارنا في بناء الحضارات، واليمن كما هو معروف قديماً وحديثاً أرض الديانات والحضارات والتراث والتاريخ. وأشاد بالمؤهلات الكبيرة التي تمتلكها اليمن في هذا المجال قديماً وحديثاً، وأبرزها على المستوى الحديث تفاعل القيادة السياسية، ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح، مع هذه المؤتمرات والمنتديات، بل وتشجيعه ودعمه لإقامتها، وتذليل كافة الصعوبات التي تعترض سير عمل هذه المؤتمرات مما يشجع اليمنيين على ظهور قيادات دولية فيهم توجه العمل الخيري والإنساني الدولي. ويشير رئيس المنتدى الإنساني في اليمن الدكتور عباس زبارة إلى أن المنتدى الإنساني اليمني تأسس قبل ثلاث سنوات، وعمل خلال هذه الفترة بكفاءة وفاعلية كبيرة من خلال الورش واللقاءات المختلفة لأعضاء ومؤسسي المنتدى في اليمن. ويضيف: المنتدى سيعمل على تأهيل وبناء قدرات الجمعيات التي بدورها ستعمل على بناء قدرات المجتمع للوصول إلى مجتمع إنساني خيري قادر على مد يد العون للآخرين في الجوانب الإنسانية وعلى مختلف الثقافات. وقال زبارة: المنتدى يسعى إلى تنسيق أنشطة منظمات الإغاثة الإنسانية والتنموية غير الحكومية لزيادة قدرتها للاستجابة لحالات الطوارئ وتدريب كوادرها، إضافة إلى التنسيق بين منظمات المجتمع المدني والحكومة والجهات المانحة الوطنية والدولية. وينوه زبارة إلى ضرورة توحيد رؤى وجهود المنظمات لتفعيل شراكتها مع الجهات العاملة في مجال الخدمات الإنسانية محلياً وعالمياً من أجل تطوير وتحسين أدائها. فيما يرى المدير العام التنفيذي للمنتدى الإنساني العالمى جيمس شون هيلسون أن مشاركة المنظمات المحلية في هذا المنتدى ستمكنها من التواصل مع المنتديات الدولية، كما ستفتح لها المجال لتلعب دوراً رئيساً على المستوى الإقليمي والدولي، وأيضاً خلق ما أسماه «التشبيك» مع الدول الأخرى التي لها تجارب مثل اندونيسيا... يقول: نحاول أن نعمّد هذه التجربة، ونستفيد من التجربة اليمنية من خلال الربط أو التشبيك مع الدول التي لها تجارب مماثلة في المنطقة. ويضيف السيد جيمس: هذا المؤتمر جزء من سلسلة من الاجتماعات التي تعقد كل 6 أشهر، تلتقي خلالها المجموعة الدولية مع المجموعات المحلية في كل دولة للحديث عن التعاونات في مجال الإغاثة الإسلامية والإنسانية، والاطلاع على تنفيذ الأعمال، مع توخي الدقة والحيادية حتى تصبح المجتمعات المحلية قادرة على تحديد أجندتها الوطنية ومتابعة تنفيذها في كل بلد على حدة. وأكد الممثل المقيم لمنظمة الإغاثة الإسلامية في اليمن خالد أحمد المولد أن الاتحاد الأوروبي يموّل أول مشاريع المنتدى، الذي تنفذه الإغاثة الإسلامية، والمتمثل بدعم قدرات منظمات المجتمع المدني.. واعتبرها بادرة طيبة ومشجعة. وأوضح المولد أن المؤتمر أسهم في الخروج بآلية واضحة وأهداف استراتيجية واقعية لتنمية قدرات ومهارات منظمات المجتمع المدني، ومثّل استكمالاً لما بدأه المؤتمر السابق الذي عقد في جاكرتا بمشاركة المكتب الرئيسي في بريطانيا وفروعه في اليمن والسودان والكويت وأندونيسيا بغرض تنظيم الاستراتيجية وفرص العمل والميزانيات وصياغة الأهداف. وذكر المولد أن الإغاثة الإسلامية فرع اليمن سعت للترويج للمنتدى الإنساني في اليمن من خلال عدد من الاجتماعات وورش العمل للتعريف بالمنتدى حتى أجمعت عدد من منظمات المجتمع المدني على دعمه وتأييده، ورشحوا من بينهم مجلس أمناء مكون من اتحاد نساء اليمن، ومؤسسة الصالح الاجتماعية للتنمية، وجمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية، وجمعية الهلال الأحمر اليمني، وجمعية المؤتمن، وانتخبوا من بينهم رئيساً للمنتدى اليمني، أمين عام جمعية الهلال الأحمر الدكتور عباس زبارة. وأكد المولد أنه تم استهداف 20 جمعية ومنظمة محلية من 5 آلاف و900 جمعية مسجلة في وزارة الشؤون الاجتماعية لتغطيتها معظم محافظات الجمهورية لننمي قدراتها خاصة في مجال الإدارة والمحاسبة والشفافية وإدارة المشاريع الخيرية والإنسانية. رئيسة اتحاد نساء اليمن رمزية الإرياني - من جهتها - أشارت إلى أهمية المنتدى في ظل العولمة وسرعة التواصل المشترك بين العالم كمجتمع واحد. وبحسب (الإرياني) فإن المنتدى الإنساني في اليمن سيكون أمام مهمة صعبة تستوجب من القائمين عليه تكثيف جهودهم والقيام بدورهم في بناء ودعم القدرات المؤسسية لمنظمات المجتمع المدني في اليمن والتعريف عن ماهية العمل الإنساني. وترى (الإرياني) أن المنظمات المحلية تهدف من خلال المشاركة في المنتدى إلى الدمج بينها وبين هذا المنتدى حتى تصبح كياناً مشتركاً واحداً تستطيع من خلاله أن تنفذ الأهداف التي جاء بها المنتدى. وتشير نائبة مدير عام مؤسسة الصالح الاجتماعية رميلة شاهر الآنسي، إلى أن المنتدى يسعى إلى توفير منبر للحوار وتعزيز التفاهم المتبادل ودعم وبناء القدرات وتطوير المنظمات غير الحكومية والجمعيات الخيرية. وتضيف: يسعى المنتدى إلى وضع إطار قانوني لمزيد من الشفافية والمساءلة وتعزيز المبادئ الإنسانية وتحسين الاتصال والتعاون بين العاملين. وتقول (الآنسي): تتمثل فكرة وحدات عمل المنتدى في تقديم فكر وإدراك موحد وخطة عمل متماسكة للمجتمع المدني في البلدان المستفيدة.