مؤخراً أصبح من السهل أن تطرق سمعك عبارة”فلان مات”..وأنت بلا مبالاة تتقبل الأمر..وتمضي غير آبه لما حدث..أو ما سيحدث.. الموت عبارة مستهلكة..لم تعد تثير في دواخلنا أية مشاعر..ولم تعد تؤثر فينا حتى!.. الموت حقيقة..والحقيقة لم تعد مرة على كل حال!..أو كما قال أحد الأصدقاء في رسالة “sms”(الحقيقة ليست مرة..لكنها لم تجد من يتذوقها..ولهذا نخافها)!..قد يكون ذلك،لكنها مرة..مُرة..على الأقل حين يتعلق الأمر بالموت..برجي يعدني أكثر عاطفة..وتحسساً أيضاً..لذا ستجدني أبكي حين يصادفني موت أي إنسان..ثمة روح تغادر..ثمة إنسان ينتهي..لذا الدموع أقل ما يمكن أن أقدمها في هذه اللحظة..كوني لا أملك شيئاً آخر لأقدمه..! الموت مفردة مُرة!.. أحتاج لمئات من العقود لأقنع نفسي بأن الموت حاجة عادية!..عندها ربما لن ابكي أحد!.. يكون الموت أحياناً أهون من كثير أشياء.. يكون الموت حلاً وحيداً..لا نمتلك إزاءه سوى أن نتقبله..ونمر في جنازة ألأعزاء..وبقليل من الدمع ككفارة لموقف كهذا..! الوقوع بين خيارين أحدهما الموت..لا شك أن الآخر لا يقل جللاً..وهولاً من الأول..الموت راحة مؤبدة..والحياة موت مؤقت..!
ليس أتعس من أن تكون ميتاً سريرياً..والآخرين يضنونك تمارس الحياة بطريقتك..هكذا يعتقد من يحيط بك..وأنت تدرك أنك ميتٌ..ميت..
حين يداهمك شعور بالحياة تأكد أنك مت في تلك اللحظة!
الحياة جسر للعبور إلى الموت..والموت الحقيقة التي لا يمكن تجاوزها!
تأتي وحيداً..وتمضي وحيداً..وتبكي وحيداً..يا صديقي!
لا قلق من الموت..على الأقل أنه حياة لا يضطهد فيها الإنسان..أخيه الإنسان!. قفلة..! حبيب..أول مرة رأيتك فيها..لم أكن أعلم أنها آخر مرة ستكون أيضاً.. رأيتك مشبعاً بالألم..وبالطفولة..! مشبعاً بالأمل..وبالوجع.. وهاأنت تغادر..لتترك خلفك صديقاً قدسك كثيراً..وأحبك كثيراً..وندب حظه كثيراً..وقال”مااااااااااااات أخي”.. حبيب جئت لتتوجع فقط..وها أنت تختار الحل بنفسك!.. صديقي أحمد..الحياة اختبار مرهق..لا قلق يا صديقي..فحبيب هناك إلى جوار الله..! متى نغادر نحن فقط..لنصبح على مقربة منه؟