تسعى بلادنا من خلال مؤسساتها المعنيةلتنظيم المياه والإشراف عليها خصوصاً مع شحةالمياه التي تعاني منها أغلب محافظات الجمهورية وبدأت تتحول إلى مشكلة تعيق عمليةالحياة.. والمؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي كإحدى الجهات المعنية لوزارة المياه والبيئة شهدت توسعاًفي إطار عملها وإشرافها على ثماني محافظات اغلب مناطقها نائية كمأرب وحريب وشبوةوالمحويت وبعض مناطق محافظة صنعاء، ليشهد العام الحالي انشاء ما يقرب من 12فرعاً جديداً جارياً الآن تأسيسها فنياً وإدارياً لتكون مواكبةللعمل المؤسسي تنفيذاً لتوجه بلادنا في الاتجاه نحو اللامركزية الإدارية..الجمهورية من خلال التقائها بالمهندس فؤاد ضيف الله رئىس المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي ناقشت العديد من القضايا التي تخص المياه إلى جانب بعض الجوانب الأخرى المناطة بعمل المؤسسة. ü بداية ماذا عن نشاط المؤسسة خلال الفترة الماضية؟ انطلاقاً من الهدف الرئيسي للمؤسسةالعامةللمياه والصرف الصحي والمتمثلة بعملية توفير المياه النقية للمواطن ،شهدت الفترة الماضية نشاطاً واسعاً للمؤسسة وتعلم أن المؤسسة وخلال الفترة الماضية قد فرخت منها عدة مؤسسات ومقابل هذا ضممنا فروعاً جديدة تابعةللمؤسسة، هذه الفروع ستطور مستقبلاً وستتحول إن شاء الله في ظل التوسع والتطور الذي تشهده اليمن إلى مؤسسات محلية مستقلة يترسخ معه التوجه نحو اللامركزية،في بدء الأمر كانت هذه الفروع عبارة عن مشاريع ومن ثم توسعت إلى فروع مثال فرع المهرةالذي كان عبارةعن مشروع والآن تحول إلى فرع والآن نبدأ بعملية البناءالمؤسسي لها في عملية بناء الكادر والإدارة، كذلك منطقة متنة محافظة صنعاء التوجه الآن أن تتحول إلى مركز لمحافظة صنعاء مستقبلاً، فكثير من المشاريع في المحافظات انتهت بتكوين فرع ومن ثم تكتمل الأشياء الفنية وندخل في الأشياء الإدارية والبناءالمؤسسي، ريمةكذلك التي ستتحول من مشروع إلى فرع وكإحصائية لدينا الآن من 1012 مشروعاً تحولت إلى فروع خلال هذا العام 2008م ونحاول التوسع في ذلك وزيادة الإنتاج لهذه الفروع إن شاءالله. الجفاف يتحكم بعملنا {.. زيادة الإنتاج للمياه لتغطية حاجة الناس ومواكبةالتزايد لعدد السكان والطلب المتزايد على المياه ماذا عن دور المؤسسة في ذلك؟ هذا من صميم عملنا، لكن هناك أشياءتتحكم في عملنا كالجفاف والمناطق القاحلةوقلة الأمطار وتأثر الآبار بذلك رغم أننا نقوم بحفر آبار جديدة وزيادة في كمية إنتاج المياه إلا أن هناك زيادة في الاستهلاك والمشكلة الأساسية في الاستهلاك هو نوعية استخدام المياه، وللأسف رغم أن العلم تقدم وساعدنا تقدمه في أشياء كثيرة إلا أن ذلك كان على حساب شيئين اثنين هما المياه والبيئة،فالمياه استنزفت ونوعيةاستخدام المياه زادت نتيجة للتطور، وتضررت معه البيئة نتيجة للتطور والتغير الذي حدث في نمط الحياة، فلو رجعنا إلى ماقبل خمس سنوات لوجدنا أن استخدام المياه كان أقل مما هو عليه اليوم،فاليوم نريد عمل المسابح وغيرها من المشاريع التي تتطلب الماء وبدلاً من أن نرشد في استخدام المياه على العكس نزيد ونستنزف المياه أكثر وأكثر. أسباب طبيعية {.. أزمة المياه والمشكلة التي تعاني منها أغلب محافظات الجمهورية، أين تكمن أسبابها؟ وما هي المعالجات التي وضعت لمواجهتها؟ هي عدة أسباب، أسباب طبيعية من قلة الأمطار وغيرها وهناك أسباب فنية منها عدم معرفة وتأهيل أصحاب الحفارات أنفسهم فهم يحفرون بطريقة خاطئة وأعطيك مثالاً حدث قبل عدة أيام،حيث كان لدينا بئر وحفار له أكثر من سبعة أشهر والحفار يحفر بحثاً عن المياه ويقول صاحب الحفار إن المنطقة ليس فيها مياه تماماً، بعدها كلفنا شخصاً آخر لحفر البئر وخلال عشرة أيام ظهر الماء وبكمية جيدة لماذا؟بسبب أولاًأن طريقة الحفر غير سليمة وغير متخصصة وفشل في تنفيذ العمل ، لاننكر أن هناك أسباباً أخرى وأن هناك استنزافاً للمياه وأن هناك ضعفاً في عمليةالحصاد لمياه الأمطار،. وكل هذه العوامل الطبيعية والفنية شكلت في مجملها عوامل أثرت سلباًعلى المياه، والسبب الآخر كثرة حفر الآبار ومثال ذلك صنعاء خدمات المؤسسة المحلية للمياه وخدماتها لم تغط سوى نصف سكان صنعاء إذ النصف الثاني يغطيه القطاع الخاص، إذا يوجد مياه ويوجد حفر وحفر الآبار من يوم إلى يوم يزيد واستخدام المياه يزيد من يوم إلى يوم،فإذا لم تحصل أزمة اليوم فستحدث غداً،إذاً نحن بحاجة إلى إعادة ترتيب للوضع المائى القائم الآن وهناك توجهات لوزارة المياه والبيئة ممثلة بالهيئة العامة للموارد المائية واجراءاتها وكذلك من خلال القوانين واللوائح التنظيمة التي تحتاج إلى تنفيذ ورغم أن هناك تنفيذاً لكن لاننكر أن هناك تباطؤاً نوعاً ما في ذلك لكن هناك تنفيذاً، إلى جانب ما نعانيه من توسع أو ازدياد في عدد السكان والهجرة التي تزيد من يوم إلى يوم إلى المدن، كلها أثرت في استخدام المياه ومشكلتها ،وبشكل عام عندما نطرح مشكلة المياه ونريد أن نوجد لها حلاً في كلمتين فهذا من الصعوبة، وبصورة عامة مشكلة المياه هي مشكلة العالم كله وليست مقتصرة على مكان أو جزء معين من العالم. المياه تذهب إلى المجاري {.. ماهي الحلول التي يمكن أن تنفذ لمحاولة تحجيم مشكلة المياه؟ طبعاً هناك أشياء جديدةنستطيع من خلالها أن نرشد في استخدام المياه في أكثر من حاجة كمياه الحمامات مثلاً التي نستخدمها فمن خلال عمل محطات مصغرةأو وجود آلية لفصل مكونات هذه المياه وإعادة استخدامها ويتم ذلك العمل عند عمل نظام الصرف الصحي حسب أنواع الاستخدام للمياه، ففي دول الجوار نلاحظ أن نظام عمل الصرف الصحي له نظامان نوع يعاد استخدامه مرة أو مرتين ونوع مرةواحدة فقط، لكن عندنا كل الماء يذهب إلى المجاري قد يكون السبب الوضع الاقتصادي وعدم قدرة المواطن على عمل مثل هذا النظام ، لكن ممكن أن يتم ذلك على مساجدنا وجوامعنا التي قد يفتح فيها 30وأكثر من صنابير المياه واغلبها لغرض غسل اليد من أثر تراب،. لماذا إذاً يذهب هذا الماء هدراً إلى المجاري ولا يستفاد منه، ويعاد استخدامه مرة ومرتين، ولماذا لا يستخدم لها نظامان للصرف الصحي، ويعاد استخدام المياه ففي الزراعة وري الأشجار والمزارع. حصاد جيد للمياه وأضاف: العالم شهد تطوراً في العلم كما أسلفت وصاحبه تضرر للبيئةواستنزاف للمياه ومع كل هذا صاحبه اندثار للعمليات التي كانت تساعد في حفظ المياه وزيادتها كنظام حصادالمياه في السابق في اليمن الذي كان أفضل مما هو عليه الآن، فقديماً كان لدينا ما يسمى بالمواجل وكان هناك تجميع وحصاد للمياه فكل هذه العمليات انتهت، ولو عملنا على تطوير هذه العلميات مثلما تطورنا في بقية الأشياء اعتقد أننا لن نصل إلى ما وصلنا إليه الآن من وضع للمياه،فعلى سبيل المثال وقبل عدة أيام منّ الله علينا بالأمطار والمياه ولو كان لدينا القدرة على الاحتفاظ بها لكانت ستكفي اليمن ل50سنة قادمة وستغذي المياه الجوفية ومنها مايعاد ومنها ما يحجز في السدود، وأقول إن الدولة في مجال المياه انفقت كثيراً لحل مشكلة المياه ولكن المواطن نفسه يجب أن يتحمل المسئولية ويرشد في استخدام المياه ويحافظ علىها ويستشعر بأهمية الأمر، مجال الزراعة لماذا لايدخل الوسائل الحديثة للري عن طريق التقطير أو الري بالأنابيب البلاستيكيةوهذا المجال دعمت فيه الدولة ونجحت فيه ووفرت مكسبين عامين نوعية جيدة من المحاصيل ووفرت كمية كبيرة من المياه ووفرت نفقات كبيرة من استخدامات الديزل لضخ المياه، صحيح أن هذه العمليات والوسائل مكلفة في بداية الأمر لكن على المدى المتوسط سنجني ثماراً جيدة وممتازة منها وفي وقت قصير وهي عملية مجربة وناجحة ، وعملية الري بالغمر وما يعتقده المزارع أنها تربي أعشاب الوبل وتحمي التربة من الملوحة اعتقاد خاطئ وهناك دول نجحت في ذلك كالأردن التي كانت تعاني من نفس المشكلة التي نعاني منها وتجاوزتها بسبب استخدامها لوسائل الري الحديثة، ولا أقول إننا لم نتجه إلى ذلك لكن علينا أن نسرع من ذلك مقابل ما نعانيه من ازدياد في عدد السكان وإن شاء الله نوفق في ذلك. تأثير {.. هل الإجراءات التي تمت ساهمت في الحد منها في بلادنا ؟ أذكرك أن اليمن وقبل خمس سنوات كانت هناك تحذيرات أن سنة 2010م أو أقل منها أو أكثر ستكون صنعاء جافة من المياه، والآن لسنا في أزمة كما كانت تقول التقارير لماذا؟ هذا بسبب الإجراءات التي تمت واتخذتها الحكومة ودليل ذلك أن الفترة طالت وإلا حسب ماكانت تشير التقارير سنة 1997م وتقارير البنك الدولي أن صنعاء 2005م ستكون قرية مهجورة ونحن الآن في عام 2008م وصنعاء ليست قرية مهجورة نتيجة للإجراءات التي حصلت من قبل الدولة سواء في تنمية المياه أو في بقية الأشياء الأخرى، وهي إجراءات مستمرة إلى الآن وما على المواطن إلا أن يساعد في ذلك ويحاول أن يرشد في استخدامه للمياه ويحافظ عليها. مشروع تحلية في الجوف سمعنا عن مشروع جديد لتحلية المياه في محافظة الجوف ماذا عنه؟ هي عملية تحلية لفصل المياه المالحة وتحليتها واستخراج المياه العذبة، طبعاً هناك دول كثيرة سبقتنا في هذا المجال لكن بالنسبة لنا بدأت المؤسسة قبل أشهر بعد أن طرحنا الموضوع في ورشة عمل وتواصلنا مع شركات، وجاءت فرصة ان محافظة الجوف توجد فيها مياه بكمية كبيرة فيها ملوحة، فبدأنا بالتواصل مع شركة الآن على أساس أن نوفر وحدتي ضخ لعملية تحلية المياه بكلفة قد تصل إلى 280ألف يورو وهذه عملية ستوفر لنا الكثير بدلاً من أن نأتي بالماء من البحر ويكلفنا الكثير لأن المشكلة ليست في التحلية بل في عملية النقل للمياه المحلاة من البحر، إذاً وفي نفس الوقت قد تكون العملية نفسها هي الحل في المشكلة التي أعاني منها في مسألة تخفيف الضغط الذي تسببه المياه العذبة على المياه المالحة في باطن الأرض، فعندما أقوم الآن بسحب المياه المالحة سيخف الضغط عليها وتعود الأمور إلى طبيعتها، كما أنها طريقة غير كيميائية، فستكون محافظة الجوف هي تجربتنا الأولى وستكون الحل للإشكاليات التي تعاني منها محافظات مماثلة إن شاء الله كشبوة ومأرب وعتق وعدة محافظات أخرى، إلى جانب بعض الحلول الأخرى كاستغلال بعض العيون والتدفقات الموجودة فيها فنحاول أن نسحب منها المياه بحسابات معينة دون أن يكون لها تأثيرات بيئية على الأحراش والمزارع، وإن شاء الله الكل متفائلون لأسباب فالكل بدأ يتحدث والكل بدأ يلمس ويبدي استعداده للمساهمة في عملية الحل وكل هذه ستوصلنا إلى حلول نواجه بها المشكلة. أضرار الكارثة {.. هل هناك أضرار نتجت عن هطول الأمطار في الفروع التي تتبع المؤسسة، ما حجمها؟ وكيف تعاملتم معها؟ بالتأكيد إن الضرر الكبير حصل في محافظة حضرموت وهناك مؤسسة محلية مستقلة لها لكن مازال هناك فرع يتبع المؤسسة العامة وهو فرع المهرة وكان لنا زيارة له وهناك أضرار حصلت ولكن الأضرار لم تود إلى انقطاع الخدمة وهي بحاجة إلى صيانة وإذا استمر تشغيلها بدون صيانة فستتوقف عن العمل، وهي أخف من حجم الأضرار التي تعرضت لها محافظة حضرموت ولكنها بحاجة إلى صيانة لتستمر في العمل ونحن فعلاً قد بدأنا بذلك وجردنا الأخطاء القائمة وندرسها الآن على أساس عمل المعالجات لها فيما لو من الله علينا بأمطار قادمة حتى لايحصل ماحصل نتيجة للأخطار التي تكون قد حدثت من وضع محطات في موقع سيول أو أعماق الأنابيب لم تكن مناسبة وغيرها من الأشياء، ونقوم بعملية الإصلاح لهذه الأضرار. استثمار بشري {.. أنشأتم مؤخراً مركزاً لتنمية الموارد البشرية ماذا عن هذا المركز وأهم الأنشطة التي سيتركز عليها نشاطه ؟ كما هو معلوم أن الاستثمار الناجح الآن هو الاستثمار في عملية الموارد البشرية وتنمية الموارد البشرية وتأهيلهم، فعندما يكون لديك العامل الكفء الجيد سيوفر عليك الكثير في عملية التشغيل وغيرها، فالآلة تعيش أكثر مما تكون في يد إنسان ليس مدرباً، فاستثمار تنمية الموارد البشرية مثله مثل أي استثمار آخر، طبعاً نحن ركزنا اهتمامنا بهذا الجانب لأن فيه قصوراً كبيراً في عملية التأهيل والمعاهد الموجودة الآن مجرد الكم أما الكيف فيوجد فيه إشكالية، وكثير من العمال ذهبوا للتدرب في المعاهد لكن التدريب لم يكن مثمراً للدرجة التي نريدها نحن، لذلك قمنا بعمل مركز لتنمية الموارد البشرية على أساس أن يكون خاص بالقطاع وبنوعية محددة نرفع بها عملية المعرفة عند العمال في المجال الفني تحديداً، لأن الملاحظ أن بعض المضخات مثلاً تعيش نصف عمرها فقط لماذا ؟ بسبب عملية سوء التشغيل والصيانة لها، هذا الجهاز يعمل عندك 5 أشهر وعندي 5 سنوات لماذا؟ نتيجة حسن وسوء التشغيل، فنحن بدأنا في هذا المجال وعلى أساس أنه سيكون متخصص في مشاكلنا وفيما يخص الجوانب الفنية، إلى جانب الجوانب الأخرى الإدارية والمالية، وأقول إن الجانب البشري مهما أنفقنا عليه فهو مكسب لنا في الأول والأخير، فالمركز جاهز بالكوادر وسنستعين بكوادر جامعية إذا لزم الأمر ومن وقت آخر وقد بدءنا بإرسال مجموعة إلى الخارج وتدريب المدربين، رغم وجود إشكالية في مسألة الإمكانيات لكننا قد بدأنا وإن شاء الله ستكلل الجهود بالنجاح، فبعد أن زار الأخ الوزير المركز أكد أن هناك توجهاً لأن يكون المركز خاصاً بقطاع المياه وإن شاء الله نتوقف في ذلك. {.. كيف يمكن الحفاظ على المياه؟ نتمنى أن يتعاون المواطن معنا في جانب ترشيد الاستهلاك للمياه سواء الماء الذي يستخدم للشرب أو الماء المستخدم في الزراعة، وأن نحاول أن نعطي مشكلة المياه حقها وأن يأخذ الإعلام دوره في هذا الجانب أيضاً بشتى أنواعه، وأن تتكاتف الجهود إلى جانب الجهود التي تبذلها الحكومة وتنفق عليها إنفاقاً غير عادي وتحظى باهتمام شخصي من فخامة الأخ رئيس الجمهورية حفظه الله الذي يهتم بقطاع المياه اهتماماً كبيراً، وكما قلت له بما أن الجميع مهتم من الصغير إلى الكبير بمشكلة المياه فإن شاء الله سنحلها ونتجاوزها.