العدو الصهيوني يواصل خروقاته لإتفاق غزة: استمرار الحصار ومنع إدخال الوقود والمستلزمات الطبية    عدن.. هيئة النقل البري تغيّر مسار رحلات باصات النقل الجماعي    الدوري الاسباني: برشلونة يعود من ملعب سلتا فيغو بانتصار كبير ويقلص الفارق مع ريال مدريد    الدوري الايطالي: الانتر يضرب لاتسيو في ميلانو ويتصدر الترتيب برفقة روما    الشيخ علي محسن عاصم ل "26 سبتمبر": لن نفرط في دماء الشهداء وسنلاحق المجرمين    انها ليست قيادة سرية شابة وانما "حزب الله" جديد    فوز (ممداني) صفعة ل(ترامب) ول(الكيان الصهيوني)    تضحياتٌ الشهداء أثمرت عزًّا ونصرًا    الأستاذ علي الكردي رئيس منتدى عدن ل"26سبتمبر": نطالب فخامة الرئيس بإنصاف المظلومين    مرض الفشل الكلوي (27)    فتح منفذ حرض .. قرار إنساني لا يحتمل التأجيل    الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر اليمني ل 26 سبتمبر : الأزمة الإنسانية في اليمن تتطلب تدخلات عاجلة وفاعلة    ثقافة الاستعلاء .. مهوى السقوط..!!    تيجان المجد    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    الدولة المخطوفة: 17 يومًا من الغياب القسري لعارف قطران ونجله وصمتي الحاضر ينتظر رشدهم    سقوط ريال مدريد امام فاليكانو في الليغا    الأهلي يتوج بلقب بطل كأس السوبر المصري على حساب الزمالك    نجاة برلماني من محاولة اغتيال في تعز    الرئيس الزُبيدي يُعزي قائد العمليات المشتركة الإماراتي بوفاة والدته    قراءة تحليلية لنص "مفارقات" ل"أحمد سيف حاشد"    مانشستر سيتي يسحق ليفربول بثلاثية نظيفة في قمة الدوري الإنجليزي    محافظ العاصمة عدن يكرم الشاعرة والفنانة التشكيلية نادية المفلحي    الأرصاد يحذر من احتمالية تشكل الصقيع على المرتفعات.. ودرجات الحرارة الصغرى تنخفض إلى الصفر المئوي    وزير الصحة: نعمل على تحديث أدوات الوزارة المالية والإدارية ورفع كفاءة الإنفاق    في بطولة البرنامج السعودي : طائرة الاتفاق بالحوطة تتغلب على البرق بتريم في تصفيات حضرموت الوادي والصحراء    جناح سقطرى.. لؤلؤة التراث تتألق في سماء مهرجان الشيخ زايد بأبوظبي    تدشين قسم الأرشيف الإلكتروني بمصلحة الأحوال المدنية بعدن في نقلة نوعية نحو التحول الرقمي    شبوة تحتضن إجتماعات الاتحاد اليمني العام للكرة الطائرة لأول مرة    صنعاء.. البنك المركزي يوجّه بإعادة التعامل مع منشأة صرافة    رئيس بنك نيويورك "يحذر": تفاقم فقر الأمريكيين قد يقود البلاد إلى ركود اقتصادي    وزير الصناعة يشيد بجهود صندوق تنمية المهارات في مجال بناء القدرات وتنمية الموارد البشرية    اليمن تشارك في اجتماع الجمعية العمومية الرابع عشر للاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي بالرياض 2025م.    الكثيري يؤكد دعم المجلس الانتقالي لمنتدى الطالب المهري بحضرموت    بن ماضي يكرر جريمة الأشطل بهدم الجسر الصيني أول جسور حضرموت (صور)    رئيس الحكومة يشكو محافظ المهرة لمجلس القيادة.. تجاوزات جمركية تهدد وحدة النظام المالي للدولة "وثيقة"    خفر السواحل تعلن ضبط سفينتين قادمتين من جيبوتي وتصادر معدات اتصالات حديثه    ارتفاع أسعار المستهلكين في الصين يخالف التوقعات في أكتوبر    علموا أولادكم أن مصر لم تكن يوم ارض عابرة، بل كانت ساحة يمر منها تاريخ الوحي.    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    محافظ المهرة.. تمرد وفساد يهددان جدية الحكومة ويستوجب الإقالة والمحاسبة    هل أنت إخواني؟.. اختبر نفسك    سرقة أكثر من 25 مليون دولار من صندوق الترويج السياحي منذ 2017    عين الوطن الساهرة (1)    أوقفوا الاستنزاف للمال العام على حساب شعب يجوع    أبناء الحجرية في عدن.. إحسان الجنوب الذي قوبل بالغدر والنكران    جرحى عسكريون ينصبون خيمة اعتصام في مأرب    قراءة تحليلية لنص "رجل يقبل حبيبته" ل"أحمد سيف حاشد"    مأرب.. فعالية توعوية بمناسبة الأسبوع العالمي للسلامة الدوائية    في ذكرى رحيل هاشم علي .. من "زهرة الحنُّون" إلى مقام الألفة    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    على رأسها الشمندر.. 6 مشروبات لتقوية الدماغ والذاكرة    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    صحة مأرب تعلن تسجيل 4 وفيات و57 إصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام الجاري    الشهادة في سبيل الله نجاح وفلاح    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل ينتصر الإعلام على الإيدز ؟
استطلاعات للرأي حول مرض الإيدز أثبتت أن نسبة كبيرة من الناس لا يعرفون عنه شيئاً !!
نشر في الجمهورية يوم 03 - 12 - 2008

احتفالاً باليوم العالمي لمكافحة الإيدز ، نظمت وزارة الصحة العامة والسكان ممثلة بالبرنامج الوطني لمكافحة الإيدز فعاليات توعوية وثقافية من مختلف محافظات الجمهورية ، تحت شعار «أيها القياديون أوفوا بالعهد وأوقفوا الإيدز » كونه يهدد الحياة الاجتماعية والصحية والاقتصادية .
وبهذه المناسبة تحدث ل(الجمهورية) عدد من المسئولين والمهتمين بهذا الشأن حول نقاط عديدة تتعلق بالقضية ذاتها..
توعية المجتمع
في البداية التقينا عبدالحميد الصهيبي مدير البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز والأمراض المنقولة جنسياً قال:
إن البرنامج خصص للاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الإيدز لهذا العام على أن تكون الفعاليات أكثر وصولاً للمجتمع .. وقد تم تنفيذ برامج مرافقة للاحتفال لتنظيم الحملة الوطنية للمشورة والفحص الطوعي منها صور وشعارات تم لصقها على عدد من وسائل النقل التابعة لشركات دعاية وتم تنفيذ احتفالات في أغلب محافظات الجمهورية بالإضافة إلى أنشطة مركزية في العاصمة في تثقيف الأقران حيث تم تنفيذ خلال اليومين الماضيين ورشة عمل تدريبية لتأهيل منسقين وعدد من الموظفين في البرنامج حول عملية تثقيف الأقران.. وأكد الصهيبي أن كثيراً من الفعاليات التي نظمها البرنامج كان بدايتها هو اليوم العالمي لمكافحة الإيدز وكانت عبارة عن برامج طويلة الأجل، منها إقامة محاضرات في المدارس ونزول للتوعية في الشوارع وتنظيم سباق للدراجات الهوائية وهذه الفعاليات كانت خارج الجدران وليست محصورة بفئة معينة بل ستصل الرسالة بشكل أكبر ولكافة أفراد المجتمع.
الخروج وعدم الانحصار
وقال مدير البرنامج إن الفكرة وجدناها أنسب لنشر التوعية والخروج عن نطاق الجدران وعدم الانحصار والانغلاق في الفعاليات .. مشيراً أنه ضمن الاحتفال باليوم العالمي تم تكريم فريق أهلي صنعاء في المباراة التي أقيمت الجمعة الماضية ضمن الدوري العام لكرة القدم.
رسائل للإعلاميين
وأول رسالة أوجهها إلى الإعلاميين .. فنحن نركز في البدء على الدور الهام والبارز للإعلاميين بحيث يكون كبيراً في قضية مكافحة الإيدز فعلى الإعلامي أن يوصل الرسالة بشكل سليم فاهتمامنا إيصال الرسالة التوعوية إلى المجتمع ولكن أن تصل بشكل صحيح وسليم.
القياديون والإيدز
أما الرسالة الثانية أوجهها للقيادات ، من منطلق اليوم العالمي الذي يقول «أيها القياديون أوفوا بالعهد .. أوقفوا الإيدز».
فالحمد لله نجد أن هناك التزاماً من القيادة في بلادنا وهذا الالتزام واضح في كثير من الجوانب ابتداء من إطلاق الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإيدز واقرارها في عام 2002م وحتى الآن بضم كثير من الأنشطة ضمن تقديم خدمات الرعاية والعلاج وخدمات الفحص الطوعي والمشورة متمنياً أن يستمر هذا الالتزام من القيادة السياسية بشكل دائم ، في هذا الجانب حماية للمجتمع.
دور المرأة
أما الرسالة الثالثة أوجهها إلى النساء.. حيث أكد الدور الفاعل للنساء مشيراً أن دور المرأة مطلوب في التوعية بهذه القضية ومن المفترض أن يكون دورهن واضحاً بشكل أساسي لتتولى المبادرة في تنفيذ كثير من الأنشطة (المشاركة في المحاضرات التوعوية ومشاركة الرجل في البرامج الوقائية لمكافحة الإيدز وبرامج الرعاية والعلاج.
مشيراً أن البرنامج لديه كثير من الأنشطة المستهدفة للمرأة وإشراكها في نشر التوعية بين أوساط أفراد المجتمع فقد طالبنا بأن تساعد النساء منسقي البرنامج في كل المحافظات للتوعية من خلال تنفيذهن لحملات ومحاضرات توعوية في المدارس.
إزالة الوصمة
أحمد الضبيبي مسؤول المشورة والفحص الطوعي بالبرنامج الوطني بدوره قال:
تلعب خدمات المشورة والفحص الطوعي دوراً مهماً في إزالة الوصمة والتمييز ضد المتعايشين مع فيروس الإيدز .. مشيراً أن تدشين عدد من مراكز المشورة والفحص الطوعي في عدد من المحافظات يأتي نتيجة النجاحات التي حققتها المراكز في أمانة العاصمة وعدن .. وتقديم المشورة وإقبال المتعايشين عليها بالإضافة إلى تزامن الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الإيدز .
وأدعو الجميع إلى التردد وزيارة مراكز المشورة والفحص الطوعي ال 14 التي تم افتتاحها في سبع محافظات هي (صنعاء ، تعز ، عدن ، المكلا ، الحديدة ، إب ، ذمار).
برامج توعوية
وعن أنشطة البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز والتوعية التي نفذها في تعز قال الدكتور سعيد سفيان منسق البرنامج:
نفذ البرنامج العديد من الأنشطة والفعاليات التوعوية والتدريبية للعديد من الفئات كالمحاضرات التوعوية عن الإيدز خلال المراكز الصيفية واستهدف (6000) طالب وطالبة كما نفذت دورات تدريبية للعاملين في القطاع الصحي بالإضافة إلى تدريب فريق من الدكاترة والصحيين للعمل في مركز المشورة والفحص الطبي التي افتتحت في تعز والتي سيتم افتتاحها بالإضافة إلى تنفيذ برامج توعوية لمثقفي الاقران.
وأشار الدكتور سفيان أن البرنامج اختتم الأسبوع الماضي برنامج تثقيف الأقران حول عدوى الإيدز والمهارات الحياتية للشباب من الفئات الأشد فقراً والذي استمر على مدى (12) اسبوعاً فقد استهدف البرنامج (1442) شاباً وشابة من حيث استخدام منهجية تثقيف الأقران بالإضافة إلى استهداف (4235) شاباً وشابة منهم (1655) إناثاً تلقوا معلومات عن عدوى فيروس الإيدز من خلال أنشطة التثقيف خارج الجدران.
وأضاف منسق البرنامج أنه تم استهداف - في الماضي - عدد من العاملين في صوالين الحلاقة وسائقي المركبات والصيادين وطلاب المدارس.
دور الإعلام في التوعية
أما عن الدور الهام للإعلام والذي يعول عليه في أهمية إيصال رسائل التوعية إلى المجتمع حول مرض الإيدز .. في هذا الجانب قال الصحافي منصور محمد الجرادي مدير تحرير بوكالة الأنباء اليمنية «سبأ» ورئيس رابطة الإعلاميين:
بدون شك إن الإعلام بكل فئاته وتخصصاته له دور كبير في التوعية حول المرض الفتاك وخاصة في مجتمع يجهل طريقة العدوى بالمرض.
وأضاف الجرادي: إن استطلاعات الرأي حول المرض اثبتت أن نسبة كبيرة من الناس لا يعرفون ماهو مرض الإيدز فما بالكم بمعرفة كيفية الإصابة وطرق الوقاية منه.
وأشار منصور أن وسائل الإعلام المسموعة والمرئية بالدور تتحمل دوراً كبيراً في التوعية بهذا المرض في مجتمع شبه أمي لا تصل إليه وسائل التوعية المباشرة في الغالب نتيجة قصور دور مؤسسات المجتمع في الوصول واستهداف المواطنين خاصة في القرى البعيدة التي لا يصل إليها الإعلام أو المنظمات وقد أثبتت الإصابة في هذه القرى عبر طرق أكثرها عودة المغتربين وطرق الانتقال الأخرى.
الإعلام ومضاعفة الجهود
فيصل أحمد محمد الحاج منسق البرنامج العام للإعلام والاتصال السكاني بإذاعة تعز مدير إدارة الأخبار بالإذاعة قال:
- التوعية بمخاطر الإيدز والحد من انتشاره مهمة ينبغي أن يضطلع بها جميع أفراد المجتمع وفي طليعة ذلك الإعلاميون والمثقفون وقادة الرأي وأصحاب القرار والعلماء والخطباء والوجهاء ولا ينبغي أن ينحصر الأمر على الجهات المعنية وبعض منظمات المجتمع المدني والأفراد المتطوعين ونظراً لطبيعة اليمن الجغرافية وكثرة عدد السكان والتباين في الوعي بمخاطر هذه الأمراض فالمطلوب توافر جهد جماعي بين مكونات المجتمع وصولاً إلى تحقيق الهدف المنشود وهو الحد من انتشار هذا المرض الذي يمثل تحدياً عالمياً لايستهدف صحة الإنسان فحسب بل أصبح يهدد جوانب التنمية المختلفة.
وفي بلادنا هناك تجارب جيدة في التوعية بمخاطر الإيدز والحد من انتشاره حيث اضطلعت بها جهات عدة في وزارة الصحة والسكان ووزارة الإعلام ووزارة الأوقاف والإرشاد وغيرها من الجهات.. إضافة إلى جهود منظمات المجتمع المدني ، لكن المطلوب الآن هو الوصول إلى أكبر عدد من السكان وهذا يتطلب التنسيق بين مختلف الجهات، والإعلام مطلوب منه مضاعفة هذا الجهد وبالذات الإذاعات التي باعتقادي أنها قادرة على الوصول إلى الفئات المستهدفة من الريف والمناطق النائية.
دور مستمر
الإعلامية انتصار عبدالجليل من قناة يمانية الفضائية بعدن قالت:
- الإعلام جهاز مهم جداً لأنه يلعب دوراً ريادياً في تنوير عقول الناس في كافة المستويات ويعرفهم بطرق مواجهة الإيدز ووقف انتشاره.
وأشارت انتصار أن دور الإعلام لا يقتصر في التوعية على المناسبات فقط بل من اللازم أن يواصل دوره في هذا المجال مثل كتابة زوايا أسبوعية في إحدى الصحف أو بث رسائل توعوية إذاعية وتلفزيونية.
تقويض الاقتصاد
الإعلامي بإذاعة المكلا خالد سعيد مدرك من جانبه قال:
- إن مشكلة الإيدز والعدوى بفيروسه هي من أعتى المشاكل الصحية التي يواجهها اليوم العالم كافة ، ويتسبب الإيدز والعدوى بفيروسه بتدمير الأسر والمجتمعات وتقويض النمو الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والصحي وتهديد الأمن وانتشار الأمية وانهيار النظم الصحية ، ويقدر عدد المتعايشين مع الإيدز والعدوى بفيروسه بحوالي (40) مليوناً منهم %95 في البلدان النامية.
وبمناسبة اليوم العالمي للإيدز ولما كانت بلادنا واحدة من بلدان العالم النامية التي يهدد سكانها مخاطر الإيدز فإنه يجب علينا التالي :
- تفعيل عمل استراتيجية البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز ومخاطره بوزارة الصحة والسكان والمجلس الوطني للسكان وبرنامج الاتصال السكاني والصحة الانجابية بوزارة الإعلام وتكثيف بث الرسائل التوعوية الخاصة بالوقاية من مرض الإيدز في وسائل الإعلام المختلفة مع أهمية أن تتناسب الوسيلة الإعلامية مع « معدل الأمية ، اللغة ، السن والفاعلية للجمهور».
بالإضافة إلى التركيز في البرامج الإعلامية التوعوية على الإعلام الوقائي (protection in tormatlon) لأن الإعلام الوقائي أكثر نجاحاً.
- عدم المبالغة والتشويش.
- أن تكون البرامج الموجهة للجمهور فيها درجة من الصدق والجاذبية.
دور بارز
من جانبه أكد الإعلامي بشير الحزمي مراسل صحيفة 14 اكتوبر ومعد صفحة سكان قال:
- يعتبر مرض نقص المناعة البشرية المكتسبة الإيدز أحد الأمراض الوبائية الخطيرة التي تعاني منها بلادنا مثلها مثل غيرها من البلدان الأخرى وبخاصة الدول النامية.
حيث أصبح هذا المرض يشكل تهديداً حقيقياً لحاضر ومستقبل الشعوب وخصوصاً أن العالم يقف عاجزاً عن اكتشاف أية أدوية أو عقاقير طبية تقضي عليه ، وبُتْنا كل عام نسمع عن أرقام مخيفة لأعداد المصابين .. أو لضحاياه.
وفي بلادنا وحسب الاحصائيات الرسمية فإن أعداد المصابين بالمرض لا تزال محدودة ولا تستدعي القلق وخصوصاً أن مجتمعنا مجتمع مسلم وتعاليم ديننا تحرم علينا ممارسة أحد أهم أسباب الإصابة بهذا المرض وأسباب انتشاره ، فضلاً عما تقوم به الجهات الرسمية والشعبية من جهود كبيرة في مكافحته والحد من انتشاره ولا سيما ما يقوم به الإعلام وقنوات الاتصال الجماهيرية من توعية كبيرة في أوساط المجتمع وخاصة في أوساط الشباب وبين الفئات المهمشة وبما من شأنه حماية المجتمع من خطر الإصابة بهذا الوباء الذي لا يفرق بين غني أو فقير أو بين رجل وامرأة ولا بين صغير أو كبير.
منظمات المجتمع والإيدز
لمنظمات المجتمع المدني دور هام للحد من انتشار المرض والوقاية منه فكثير من هذه المنظمات انشئت لترعى وتزيل الوصمة عن المتعايشين، منها ملتقى المرأة للدراسات والتدريب بتعز والذي ينفذ برنامجاً هاماً جداً من هذا الجانب باسم «البناء من الأساس» وهذا البرنامج يؤهل ويدرب الكثير من الفئات بالتعاون مع منظمة بدوجرسيو بالإضافة إلى الجمعية اليمنية للوقاية من الإيدز والتي افتتح فيها الأسبوع الماضي مركز المشورة والفحص الطوعي بجانب ما تقدمه من برامج وهناك عدد آخر من الجمعيات في مختلف محافظات الجمهورية.
جمعية لرعاية المتعايشين
وفي هذا الجانب ألتقينا أمين عام جمعية الرعاية التكاملية للمتعايشين مع الإيدز بصنعاء .. عبدالحافظ الورد والذي حدثنا عن الدور الذي تقوم به مع المتعايشين وقال:
- جمعية الرعاية التكاملية للمتعايشين مع الإيدز تأسست في 91/7/7002م بعد زيارة تدريبية قام بها فريق من البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز إلى جمهورية أوغندا حيث اطلع الفريق على عدد من الجمعيات المهتمة بالإيدز كقضية عالمية وكواقع يتحتم على الجميع تقديم خدمات رعاية ومساندة للمرضى أنفسهم ، فمن هذا المنطلق تم التفكير في انشاء جمعية في اليمن تهتم بالوقاية وترعى المتعايشين، تعتبر الجمعية الأولى من نوعها في اليمن.
وتهدف الجمعية للإسهام في التقليل من انتشار الإيدز وبناء قدرات ومهارات المتعايشين والبحث عن دعم لتمويل مشاريع صغيرة تعود بالفائدة على المتعايشين وأسرهم ومناصرة حقوق المتعايشين والمشاركة في تقديم خدمات الرعاية والعلاج للمتعايشين.
680 منتسباً
وأشار أمين الجمعية إلى أن عدد المنتسبين من المتعايشين أكثر من (680) شخصاً وأن أعضاء الهيئة الإدارية معظمهم من المتعايشين أنفسهم الذين تم تدريبهم على المستوى المحلي والخارجي منوهاً أن أكثر من 30 عضواً من المتعايشين يعملون في التثقيف والتدريب وتنفيذ الأنشطة في الجمعية بالإضافة إلى عملهم كمدربين مع جهات محلية مثل البرنامج الوطني لمكافحةالإيدز ووحدة الإيدز في المجلس الوطني للسكان ومنظمة بروجرسيو وبرنامج الغذاء العالمي.
دعم ومساندة
وأضاف الدكتور عبدالحافظ أن عدداً من الأعضاء يقومون بتقديم الدعم والمساندة لزملائهم من خلال جلسات المشورة في الجمعية ومراكز المشورة والفحص الطوعي وخدمات الرعاية والعلاج.
وقال الورد : إن هذه الأنشطة التي ينفذها المتعايشون تعتبر جزءاً مما حققته الجمعية ونتاج الجهود التي بذلت في بناء قدرات بعضهم .. حيث أصبح المتعايشون الآن قادرين على توعية المجتمع وتحديد احتياجات المتعايشين عكس ما كان عليه قبل سنوات وما يعانيه من خوف في مواجهة المرض وكذلك البحث في حقوقه التعليمية والصحية والاجتماعية بسبب القصور في الفهم لدى المجتمع وربط الإصابة بالفيروس نتيجة ممارسات سلوكية خاطئة فقط.
طرت من عملي لإصابتي
علوي أحد المتعايشين مع فيروس الإيدز منذ 18 سنة .. فقد تعرض لمعاناة بسبب إصابته ليس من المجتمع ، ولكن مقر عمله .. فعلوي كان يعمل في إحدى دول الجوار وتعرض إلى حادث نتج عنه كسر في الجمجمة فتم نقل دم إليه وبعد مرور الأيام اتهم أنه مصاب بالفيروس وتم ترحيله إلى اليمن وبعد فترة سافر إلى دولة أخرى ثم عاد إلى اليمن مرة أخرى ولأن علوي يجيد بعض اللغات عمل في شركة نفط في اليمن عن طريق إحدى الفتيات من تنزانيا ثم تزوجها ومرت الأيام ثم أخبره والده أن يريد أن يزوجه من الأسرة فزوجته لا يحبونها ثم تزوج بالفتاة التي اختارها والده وذهب إلى الحج وخلال أدائه الفريضة أغمي عليه ثم نقل إلى المستشفى وبقي في غيبوبة طوال 28 يوماً وعاد إلى اليمن ثم أخبروه بأنه متعايش مع الفيروس فحاول أن ينتحر ولكن بفضل أحد اخوانه خرج من الأزمة وحاول أن يعود إلى عمله ولكن تفاجأ أن شركة التنقيب عن النفط ارسلت إليه ورقة استقالته من العمل وبها شرط انه سيحصل على العلاج لفترة عامين وأجبروه على توقيع استقالته.. ويقول علوي مرت الأيام و«فلوس» التعويض انتهت وهو الآن لا يجد عملاً وقال: من المفترض أن الشركة تقف إلى جانب المتعايش حسب نص القانون الذي يؤكد حق المصاب بالعمل والتعليم والرعاية الصحية.. وأضاف علوي إنه الآن يطالب بالعودة إلى عمله.
وقاية
الأخ محمد مالك صاحب صالون للحلاقة بتعز من جانبه قال :
- قد ينتقل الإيدز عن طريق الحلاقة في المحلات فإذا لم يتم تعقيم الأدوات وتغيير شفرات الحلاقة هناك فرصة كبيرة للإصابة وأشار محمد أنه قد تلقى دورة تدريبية لطرق انتقال الفيروس وأكد أن المفاهيم التي اكتسبها يقوم بتطبيقها من حيث تعقيم أدوات الحلاقة بمادة الكولوريكس أو عن طريق تعريض مكينة الحلاقة لنار لفترة.
إشراك المتعايشين
الوصمة .. التمييز .. النفور أفعال يرتكبها البعض ضد المتعايشين مع فيروس الإيدز فكيف نغير تلك النظرة والمفهوم الخاطئ ضد المتعايشين..؟ من هذا الجانب تحدثت إلينا الاخت عايدة أحمد الفضلي.. موظفة محافظة إب وقالت:
- لنغير المفهوم الخاطئ ضد المتعايشين يجب علينا التوعية بين أوساط المجتمع ومعاملة المتعايشين مثل كل الأشخاص فهم مواطنون مثل كل الأشخاص ويمتلكون نفس الحقوق.
وأفضل الوسائل للتوعية هي اشراك المتعايشين في المجتمع وتدريب الكوادر الصحية والشرائح المؤثرة في المجتمع كالخطباء وتوسيع نطاق الإعلام ليشمل المديريات والأرياف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.