يعيش المسلمون اليوم في أجواء فرائحية، وهم يستقبلون أول أيام عيدالأضحى المبارك، هذا اليوم الذي يعقب أفضل أيام السنة وأجلها على الاطلاق، ألا وهو يوم عرفه الذي صادف يوم أمس، ويكفيه أن من صامه يغفر الله له ذنب سنتين، كما ورد في حديث نبوي صحيح، على لسان نبينا محمد«صلى الله عليه وسلم» مثلما أن الوقوف بعرفة يُعد أعظم أركان الحج، فقد عرف عليه الصلاة والسلام الحج بأنه عرفه، كماجاء عنه قوله«الحج عرفة» وقد شاهدنا الحجاج أمس وهم يقفون على صعيد جبل عرفات، في موقف تشتاق إليه النفوس، وتهوي إليه الأفئدة، وترق له القلوب.. إلخ. ومن المعلوم أن الناس قد استعدوا لاستقبال هذا اليوم منذ وقت مبكر، وعملوا على توفير كل ماتحتاج إليه أسرهم في مثل هكذا يوم، وبذلوا الوقت والجهد والمال في سبيل ذلك فوجدناهم حريصين على أن يلبوا رغبة أولادهم من البنين والبنات، وصغار السن منهم على وجه الخصوص، من خلال كسوتهم وإلباسهم اللباس الجديد، واعطائهم المصروف الكافي، لأن كل واحد منا يرغب في أن يرى أولاده وهم يفرحون بالعيد، مثلهم مثل بقية أولاد الناس، حتى ولو أحرم نفسه أشياء مهمة، بالاضافة إلى أن الناس حريصون على الأضحية، والقيام بهذه الشعيرة العظيمة، متغلبين على ارتفاع أسعارهما الجنوني والفائق للخيال، رغم علمهم بأن جمهور الفقهاء يرون الأضحية سنة مؤكدة وليست واجبةً، كما قال بذلك ثلة من الفقهاء، منهم الأحناف والليث بن سعد والأوزاعي، وهو قول في مذهب المالكية. وكم هي فرحتنا وسعادتنا ونحن نرى المسلمين يخرجون يوم العيد، وأغلبهم يلبسون الثياب الجديدة، وقليلون يلبسون اللباس النظيف الأنيق، والروائح الطيبة العطرة يخرجون فيؤدون صلاة العيد ويستمعون الخطبة، ثم يتعايدون فيما بينهم، ويتصافحون، ويهنئ كل واحد الآخر، ثم ينطلقون لنحر الأضاحي تقرباً لله تعالى، لتنال قلوبهم التقوى وهي الحكمة الأساس من مشروعية الأضحية، كما قال سبحانه وتعالى: [لن ينال الله لحومها ولادماؤها ولكن يناله التقوى منكم] صورة تؤكد مدى الوحدة والألفة بين المسلمين ولاشك أننا نشعر بسعادة أكبر ونحن نرى أطفالنا الصغار يشاركوننا أفراح العيد السعيد، ونتذكر حكاياتنا مع الأعياد عندما كنا أطفالاً مثلهم..!!