نالت المشاركة اليمنية في فعاليات مهرجان الثقافة العربية الذي احتضنته لأول مرة العاصمة الهندية نيودلهي اعجابا واستحسانا بما تضمنته من فعاليات عكست المضمون العربي الاصيل للثقافة اليمنية.. و ابدى عدد من الوفود العربية المشاركة اعجابا بالفعاليات التي خصت به اليمن هذا المهرجان الذي نظمته جامعة الدول العربية خلال الفترة 3-7 ديسمبر ، على هامش"المنتدى العربي الهندي الأول" بالتعاون مع إتحاد الغرف التجارية الصناعية الهندية "الفيكي" وشاركت فيه أكثر من (17) دولة عربية منها اليمن. ومثل اليمن وفد ثقافي وفني رأسه نائب وزير الثقافة الدكتور أحمد سالم القاضي وضم وكيل وزارة الثقافة لقطاع المخطوطاتت و دور الكتب سام الأحمر و عدد من المثقفين والأدباء والفنانين اليمنيين.. حيث قدم نائب وزير الثقافة في الندوة الخاصة ب"الصلات التاريخية وحوار الحضارات " التي أقيمت على هامش الفعاليات الثقافية ورقة عمل استعرض فيها أهمية الشراكة العربية الهندية في ظل المتغيرات العالمية وهيمنة العولمة، مشيراً إلى عمق العلاقات التاريخية بين العالم العربي والهند منوهاً بما تقتضيه الأوضاع من ضرورة تطوير هذه العلاقة لتشمل مختلف المجالات.. و تطرق القاضي إلى ما يربط اليمنوالهند من علاقات تاريخية وقديمة يؤكدها تواجد الكثير من اليمنيين في الهند وبالأخص منطقة حيدر آباد والذين يزيد عددهم عن نصف المليون تقريباً .. وكذا التواجد الهندي المتأصل في اليمن منذ القدم، والعلاقات التجارية التي جعلت من سقطرة وخليج عدن مركزاً لعبور تجارة البخور والتوابل من و إلى الهند والعالم العربي.. مؤكداً حرص اليمن وقيادته السياسية ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية على استعادة هذه العلاقة وتطويرها لتشمل كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. *** فيما تطرقت الامين العام المساعد لإتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين هدى العطاس خلال الندوة إلى أهمية تعزيز التبادل الثقافي بين اليمنوالهند ، مشيرة الى اقتصار معرفة اليمنيين عن الهند على الأفلام الهندية، بينما تغيب الترجمة العربية للأدب الهندي وكذا العكس، وهو ما يجعل المثقفين اليمنيين و ربما الكثير من العرب أيضاً بمعزل عن الثقافة الهندية رغم القرب الجغرافي.. و أحيت فرقة صنعاء للفنون الشعبية بقيادة الفنان عبدالله العابد عدداً من الأمسيات الفنية الراقصة شهدتها قاعتا الجامعة الملية الإسلامية و قاعة العروض الفنية بإتحاد الغرف الصناعية في نيودلهي .. قدمت خلالها باقات متنوعة من رقصات الفولكلور الشعبي اليمني منها " البرعة الحرازية والصنعانية واللحجية" وغيرها من الرقصات الشعبية التي جسدت غزارة و تنوع الفولكلور الشعبي اليمني و خصوصيته الإيقاعية.. كما أقيمت عدد من الأمسيات العربية المشتركة قدم خلالها الفنان الشاب شرف القاعدي و فرقته الموسيقية عدداً من الوصلات الغنائية والمقطوعات الموسيقية اليمنية عبرت في مجملها عن ثراء وجمال وخصوصية التراث الفني والغناء اليمني و أصالته .. صاحبتها رقصات من الفولكلور اليمني أدتها فرقة صنعاء للفنون الشعبية. تشكيل أما معرض الفنون التشكيلية العربي المشترك الذي شهدته على مدى أسبوع قاعة / أنديرا غاندي/ بالعاصمة نيودلهي وضم أكثر من (250) لوحة تشكيلية انفردت اليمن فيه بجناح خاص عرضت فيه (30) لوحة تشكيلية لعدد من التشكيليين اليمنيين عكست من خلال مضامينها و تنوع اتجاهاتها واقع الحركة التشكيلية المعاصرة في اليمن، إضافة إلى (50) صورة فوتوغرافية جسدت جميعها الحياة اليمنية بجمال طبيعتها وتنوع مورثها الثقافي الأصيل . تقول المفتش العام لوزارة الثقافة المغربية الدكتورة خديجة الكور في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) " لقد سررت كثيراً بزيارة جناح اليمن بما فيه المعرض الفوتوغرافي الذي يتميز بعرضه لصور تبين جمال الطبيعة و جمال العمران والعمق التاريخي لليمن الشقيقة والحبيبة.. و تابعت "سعدت بإبداعات التشكيليين اليمنيين والطريقة الفنية التي تناولوا بها المرأة ، وقالت " إنها تجربة متميزة فيها الشيء الكثير مما هو وصفي وتجريدي تناولت حسب قراءتي لهذه اللوحات الإنسان وعمقه وتساؤلاته ووجدانه،وطرحت قضايا مشتركة بين العالم العربي في اسئلته حول عمقه وتاريخه وحضارته وتموقعه في الخارطة العالمية اليوم". *** من جانبها اشادت رئيس دائرة المعارض اللبنانية ديما رعد بمستوى المشاركة العربية في معرض الفنون التشكيلية المشترك و التي جمعت العديد من التجارب التشكيلية العربية في قاعة واحدة ، مشيدة ايضا بالمشاركة اليمنية والمستوى الفني والإبداعي للجناح اليمني في المعرض وتنوعه في المضامين والتقنيات التي تؤكد اختيارها بعناية وحرص لإعطاء صورة واضحة ومشرقة عن واقع الحركة التشكيلية في اليمن.. فيما أعتبر مشرف الجناح اليمني الفنان التشكيلي عبد العزيز إبراهيم إقامة المعرض العربي المشترك فرصة كبيرة للقاء التشكيليين العرب والاستفادة من تجاربهم وتبادل الخبرات والمهارات فيما بينهم بما يمكن من تطوير التجربة التشكيلية العربية علاوة عن تسويق العمل الإبداعي العربي وإخراجه للعالم. مشغولات و شاركت اليمن بالمعرض العربي المشترك للحرف التقليدية والمشغولات اليدوية بجناح يمني ادارته امة الرزاق جحاف وضم أكثر من (40) زياً تقليدياً ونماذجاً من الحلي والمصوغات الفضية والنحاسية والمستلزمات الخاصة بعادات وتقاليد المجتمع اليمني في أفراحه وأتراحه بمختلف مناطقه الساحلية والجبلية، إضافة إلى نماذج من مقتنيات البيت الصنعاني ومكوناته التقليدية. واعتبر وكيل وزارة الثقافة لقطاع المخطوطات ودور الكتب سام الأحمر المشاركة اليمنية فرصة هامة ليتعرف خلالها الأدباء والفنانون اليمنيون على الثقافة الأسيوية في الهند و أوجه التشابه بين الثقافتين طالما وأن العلاقة اليمنيةالهندية تاريخية وقديمة.. وأبدى الأحمر ارتياحه لمستوى المشاركة اليمنية الناجحة. أمين العام الجامعة العربية عمرو موسى الذي أفتتح الندوة العربية الهندية المشتركة أعرب في تصريح خاص لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن سعادته البالغة للمشاركة اليمنية في هذه التظاهرة العربية الهندية وقال " أنا سعيد أن أشاهد اليمن وهي تشاركنا هذا المنتدى بالفنون والثقافة والأدب اليمني المعروف بإرثه الثقافي وحضارته العريقة. وقال سفير اليمن لدى الهند مصطفي احمد نعمان : كانت مشاركة بلادنا مكثفة ومتميزة وبخاصة في الفنون التشكيلية والصور الفوتوغرافية و الرقصات الشعبية. فيما اعتبر السفير العماني بالهند حميد المعنى السيد مشاركة الوفد الثقافي اليمني في هذه التظاهرة العربية الهندية الثقافية والحضارية مشاركة رئيسية و هامة ، وقال في تصريح ل" سبأ": اليمن هو العمق الحضاري التاريخي لكل الدول العربية، ومشاركة اليمن في هذا المهرجان هي مشاركة رئيسة وهامة ". و اشار إلى خصوصية الدور الثقافي في تعزيز الشراكة بين الدول ، وقال " لاشك أن الجانب الثقافي سيثري وسيعزز مجالات التعاون مع دول ذات إرث و حضارة مثل الهند و كان يفترض أن تكون مثل هذه التظاهرات الثقافية قد بدأ تنظيمها منذ فترة.. وأعتبر مسئولون عرب و سفراء ودبلوماسيون عرب و هنود المنتدى العربي الهندي الذي يقام لأول مرة هذا العام حدثاً مهماً في تاريخ العلاقات العربية الهندية و نقطة تأسيس لمرحلة جديدة نحو تطوير وتعزيز وتكامل التعاون والشراكة بين العالم العربي والهند في شتى المجالات. حدث تاريخي وزير الثقافة السوداني محمد يوسف عبد الله أعتبر المنتدى حدثاً تاريخياً في علاقات الأمة العربية مع الهند وفرصة كبيرة ستتيح للطرفين بناء قاعدة سليمة للسلام والاستقرار في المنطقة.. وقال الوزير السوداني لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن المنتدى العربي الهندي الذي نظمته الأسبوع المنصرم جامعة الدول العربية وإتحاد الغرف الصناعية والتجارية بنيودلهي سيتيح للعالم العربي والهند بناء قاعدة سليمة للسلام والاستقرار في المنطقة وسيجعل منهم رسلاً للسلام في العالم ".. و لفت الوزير السوداني إلى ما يمتلكه العرب والهنود من مقومات وصلات ثقافية متعددة ربطت بينهم خلال فترات مختلفة وأعطت المنطقة الكثير واستفاد منها الكثير في كثير من العلوم والثقافة، مؤكداً أن المنتدى سيتيح فرصة جديدة للهند في التعرف على المنطقة العربية وفرصة أخرى للمنطقة العربية في أن تؤكد عمق العلاقات التاريخية. المنتدى .. متميز و نوه وزير الثقافة السوري رياض نعسان آغا بأهمية المنتدى العربي الهندي الذي اتخذ لأول مرة أيضاَ من الثقافة مضلة لتعمق الصلات والشراكة بين العرب والهند ، مؤكداً في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) ضرورة أن تصعد العلاقات السياسية بين الهند وبين الوطن العربي إلى مستوى العلاقات الاقتصادية.. و قال " نحن نرى أن العلاقات الاقتصادية بين العالم العربي والهند واسعة ونريد أن يتكافأ الموقف السياسي مع هذه العلاقات و نريد تأييداً من الهند للمواقف العربية . واستطرد : " إن الأدب العربي والأدب الهندي ينامان على سرير واحد".. من جانبه اعتبر سفير اليمن في الهند مصطفي احمد نعمان المنتدى العربي الهندي أول منتدى يجمع العالم العربي والهند على طاولة ثقافية واحدة حيث بقيت المنتديات السابقة في صورة فردية فلم تضم كل الدول العربية،لافتاً إلى أن الهدف الأساس من المنتدى قد خلق علاقات ثقافية وتعاوناً أوسع مبني على الصلات التاريخية المشتركة مع الهند والدول العربية. الثقافة .. مدخل لعلاقة أمثل! فيما اعتبرت الدكتورة خديجة الكور آلية المنتدى ستمكن لأول مرة للعرب من الإنخراط في تعاون ثقافي مثمر و متعدد الأطراف لأن العمق التاريخي و الحضاري موجود والتعاون بين الهند ودول العالم العربي كان يتم عبر اتفاقيات ثنائية للتعاون والإتفاقيات الثنائية للتعاون غالباً ما تغلب عليها المصالح التجارية والإقتصادية. ولفتت الكور إلى أن الجديد في هذا المنتدى ان الشراكة تتخذ الثقافة وحوار الحضارات والأديان مدخلاَ لتأسيس علاقات تجارية وإقتصادية جديدة. مركز ثقافي إلى ذلك أكد مندوب الجامعة العربية أحمد سالم الوحيشي أن المنتدى سيعمل على ترجمة المقترحات العربية التي أبداها المشاركون لتعزيز الشراكة العربية الهندية وأبرزها إعلان أحد الأعوام المقبلة عاما للثقافة العربية في الهند، والعمل على إقامة مركز ثقافي عربي في الهند، وتوسيع المشاركات العربية الهندية من خلال المحاضرات والندوات الثقافية ومشاركة المفكرين والمثقفين في العديد من الفعاليات الثقافية، إضافة إلى العمل على ترجمة الأدب والفكر العربي إلى اللغة الهندية. الأهمية ..بالغة الجدير بالذكر أن الشراكة الهندية العربية تكتسب أهمية بالغة حيث توفر المنطقة العربية حوالي ثلثي احتياجات الهند من البترول، كما تستورد الهند معظم كميات الغاز الطبيعي من قطر، فيما يوجد في المنطقة العربية حوالي خمسة ملايين هندي كعمالة توفر للهند أكثر من 9 مليارات دولار في صورة تحويلات نقدية كل عام.. ويعد السلام والاستقرار في المنطقة، و أيضا تأمين الممرات البحرية، أمورا مهمة بالنسبة للهند. فإذا تغير الوضع من الممكن أن يتعرض النمو الاقتصادي في الهند للخطر.