استقبل الرئيس العراقي جلال طالباني بعد ظهر أمس في مقره الرسمي في الجادرية، وسط جنوب بغداد، الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي يقوم بزيارة وداعية مفاجئة، وفقاً لمراسل وكالة فرانس برس.. وفرضت السلطات الأمريكية تعتيماً على الزيارة التي أعلنها البيت الأبيض في واشنطن بعد وصول بوش إلى بغداد. ورحب طالباني متكئاً على عصاه ببوش على المدخل الخارجي للمقر واصطحبه إلى المنصة للاستماع إلى النشيدين الوطنيين قبل أن يدخلا المقر، وهو قصر سابق للرئيس الراحل صدام حسين. وسيلتقي بوش أيضاً كبار المسئولين العراقيين وخصوصاً رئيس الوزراء نوري المالكي وكبار القادة مثل رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني. وأعلن البيت الأبيض أن بوش سيشيد بالقادة العراقيين والجنود الأمريكيين والاتفاقية الأمنية بين البلدين. والزيارة هي الرابعة للرئيس الأمريكي منذ اجتياح العراق ربيع العام 2003م، وسبق لبوش الذي سيترك منصبه في العشرين من يناير المقبل أن زار العراق في 27 نوفمبر 2003 بمناسبة عيد الشكر وفي يونيو 2006 وسبتمبر 2007. وتأتي زيارة الرئيس الأمريكي عقب توقيع الاتفاقية الأمنية التي تنص على انسحاب القوات الأمريكية بحلول نهاية عام 2011. وكان الرئيس الأمريكي المنتخب باراك اوباما أعلن في الأول من الشهر الحالي أنه سيوكل إلى روبرت غيتس وزير الدفاع أيضاً في الأدارة المقبلة "مهمة جديدة" لإنهاء الحرب في العراق وتسليم السيطرة على البلاد إلى العراقيين. وأضاف اوباما: "سأوكل إلى وزير الدفاع وجيشنا مهمة جديدة فور تسلمي السلطة، بإنهاء الحرب في العراق بشكل مسئول من خلال عملية نقل ناجحة للسيطرة إلى العراقيين". وينوي اوباما إنهاء الوجود الأمريكي في العراق، حيث بدأ النزاع في مارس 2003 وأسفر عن أكثر من أربعة آلاف قتيل في صفوف الجنود الأمريكيين. وفيما شهد الوضع تحسناً ملحوظاً في العراق منذ سنة، يريد اوباما الذي عارض الاجتياح، سحب القسم الأكبر من القوات الأمريكية في غضون 16 شهراً حتى صيف 2010، على أن تبقى قوات تكلف بمكافحة الإرهابيين. والفترة التي حددها اوباما أقصر من الفترة المحددة في الاتفاقية الأمنية.