وصل رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون أمس الاحد الى اسلام اباد قادماً من نيودلهي في مهمة لاحتواء التوتر بين باكستانوالهند في اعقاب هجمات مومباي الشهر الماضي. وقد اجتمع براون بالرئيس الباكستانى آصف علي زرداري حيث تركزت المباحثات على سبل إنهاء حالة التوتر بين باكستانوالهند وعودة البلدين إلى الحوار الشامل الذي يجري بينهما منذ نحو أربع سنوات لاستعادة الاوضاع الطبيعية بينهما وحل كافة المشاكل العالقة بما في ذلك القضية الكشميرية. كما تناولت المحادثات الوسائل الممكنة لتقديم اسلام آباد الدعم الكامل والمساعدة المطلوبة إلى الجانب الهندي في إطار التحقيقات الجارية للكشف عن كافة الملابسات التى تحيط بتفجيرات مومباي واعرب براون خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع الرئيس زرداري اثر الاجتماع عن عزم وإصرار بريطانيا على مساعدة الشعب الباكستاني في مجال الحرب ضد الارهاب ليس لكون اسلام اباد حليفة لبريطانيا فحسب بل لتجنب انتشار الارهاب في البقاع الاخرى من العالم. واقترح براون "اتفاقاً مشتركاً بين بريطانياوباكستان لمكافحة الإرهاب وضمان عدم تمكن الإرهابيين من إيجاد ملجأ في باكستان" . وقال رئيس وزراء بريطانيا أنه طلب من كل من زرداري ورئيس الحكومة الهندية السماح للشرطة البريطانية بالتحقيق مع أي مشتبه بهجمات مومباي تم اعتقاله في كل من باكستانوالهند، لافتاً "لدى جميعنا مصلحة في الكشف عن الأسباب التي تقف وراء الهجمات." وكان رئيس الحكومة البريطانية قد قام بزيارة خاطفة إلى نيودلهي أمس الأحد التقى خلالها بنظيره الهندي، مانموهان سينغ. وقال براون إن ثلاثة أرباع أخطر قضايا الإرهاب التي حققت بها الشرطة البريطانية كان لها صلات بتنظيم القاعدة في باكستان. كما اعلن براون تقديم مساعدة بقيمة تسعة ملايين دولار لباكستان في إطار "اتفاق" لمكافحة ما يوصف بالإرهاب وتوثيق التعاون بين الحكومتين الهنديةوالباكستانية فيما يتعلق بهجمات مومباي. من جانبه قال الرئيس زرداري ان باكستان ستبذل كل مافي وسعها في هذا المجال معرباً عن دعم بلاده الكامل لبريطانيا والولايات المتحدة في الحرب ضد الارهاب . كما تعهد زرداري بالتشاور بصورة افضل مع نيودلهي للعمل على ازالة التوتر وسوء الفهم بين البلدين. وتأتي زيارة براون بعد ساعات من اعلان باكستان ان طائرات عسكرية هندية اخترقت المجال الجوي الباكستاني . و نفت الهند أن تكون أيٌ من مقاتلاتها قد انتهكت المجال الجوي الباكستاني . وقال المتحدث باسم الطيران العسكري الهندي ماهيش أوباساني "لم يكن هناك أي اختراق للمجال الجوي كما قيل". في المقابل قالت وزيرة الإعلام الباكستانية شيري رحمن إن الهند أوضحت أن الانتهاك الجوي لم يكن متعمداً. وأضافت "قواتنا الجوية في حالة تأهب ومستعدة لمواجهة أي تطورات، لكننا لا نتوقع أن يحدث أي تصعيد في هذا الأمر". بدوره قال رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج أمس الاحد بأن علاقات بلاده مع باكستان لا يمكن أن تعود إلى طبيعتها إلا بعد أن تحول إسلام أباد دون استخدام أراضيها في مهاجمة الهند. واضاف سينج "لا يمكن تحقيق رغبتنا في عودة العلاقات مع باكستان لطبيعتها حتى توقف جارتنا استخدام أراضيها في الأنشطة الإرهابية ضد بلادنا".