(1) أتأبط حزني في صمت.. أعدو بين جموع الزحمة، كي اتفرس من حولي الأوجه نفس الأوجه والوقت هو الوقت .. وكالمعتاد سيل يأتي سيل يمضي وعيون الجمع تزيغ بعمق: من ذا يحمل عنها الأحزان؟ (2) أتثاءب في عجز لعن الله القات أتنصت للخطو الممتد على طول الشارع فأراه يرد بصوت مبلول بالبرد: لعن الله القات وبدون هدى تمتد يدي ما بين الفينة.. والأخرى أهلاً ..أهلاً يتماوج سيل الزحمة من حولي في خطو فاتر يدنو مني، يتلاصق بي، يتداخل في حزني حزني حزنان... أن أهرب من نفسي أو أدخل فيها! (3) ماذا خلف الليل لا يكبر هذا الشارع إلا في الليل وبرغم الأحزان.. أعدو فيه أتسلق حيطان الليل أتعلق إعلاناً ليلياً بين الأضواء، فتنهرني الأعين: من أنت؟ وأحاول أهرب أهرب.. لكن لا أدري الوقت مساء والحزن: ترى من يحمل عني الحزن! .