مساء يوم الأحد 12 ديسمبر يصل عبقري الاقتصاد الماليزي ذو الأصول اليمنية البروفيسور مهاتير محمد إلى مدينة المكلا ليشارك فيها ولمدة يومين في مؤتمر الصناعيين اليمنيين وسيتوجه بعدها إلى مدينة عدن وستكون صنعاء محطته الأخيرة. ومن المتوقع أن تشارك 42شركة ماليزية في هذا المؤتمر وسيتم التوقيع على العديد من الاتفاقيات ما بين وزارة الصناعة وشركة سيرم الماليزية لمساعدة الوزارة على إعداد استراتيجية للتنمية الصناعية في اليمن ومتابعة تنفيذها ودعم القطاع الصناعي في اليمن. كما سيتم التوقيع على اتفاقية ماليزية يمنية لإنشاء فندق سياحي ضخم خمسة نجوم في المكلا، ناهيك عن اتفاقية ستوقع بين شركة سيرم ومجموعة العمقي لإنشاء مجمع للصناعات السمكية في المكلا، وستقوم شركة سيرم بدراسة المشروع وإنشاء المصنع وتسويق منتجاته. وباعتقادي أن الفائدة التي سيجلبها المؤتمر إضافة للتوقيع على الاتفاقيات الاستثمارية الآنفة الذكر هي وجود البروفيسور مهاتير محمد في رحاب بلادنا الذي سيقوم بزيارة لثلاث مدن يمنية مهمة يعول عليها كثيراً في رفد وتطوير الاقتصاد الوطني. ولعل فائدة وجود البروفيسور مهاتير محمد تكمن في التعرف على أفكاره وبطريقته الاقتصادية الفذة التي أخرجت ماليزيا من بلد زراعي متخلف وفقير إلى دولة صناعية مزدهرة رائدة تصنف كأحد أبرز نمور اقتصاد آسيا. إن الغوص في فكر العبقري مهاتير محمد الذي ترأس حكومة ماليزيا لأكثر من عقدين سيمكن رجال القرار الاقتصادي في بلادنا من إيجاد الكثير من الحلول والمعالجات الصائبة لحالة الضعف التي يواجهها اقتصادنا والتأثيرات التي تعصف به كتداعيات الأزمة المالية العالمية والقرصنة في خليج عدن وضعف البنية التحتية وغول الفساد..الخ. إن الكلمة المتوقع أن يلقيها في مؤتمر الصناعيين في المكلا بحضرموت والتصريحات والأحاديث الصحفية التي سيدلي بها لوسائل الإعلام والمحاضرة القيمة المقرر أن يلقيها في رحاب جامعة عدن يوم ال42 من ديسمبر الجاري ستشكل رؤية علمية منبثقة عن عصارة تجربة ونجاح اقتصادي كبير حققه العبقري مهاتير في ماليزيا، مما يتوجب الاستفادة منها عند رسم أي سياسات اقتصادية مقبلة في اليمن. ان الاعتراف بقدرات الآخرين والأخذ من تجاربهم الناجحة في الاقتصاد هي صفة محمودة ولا ينبغي علينا تفويتها فالعبقري مهاتير محمد يعد من الشخصيات الاقتصادية العالمية وكتبه ونظرياته وتجربته في الاقتصاد بلغت كل الدنيا رغم تأخرها بالوصول إلى بلادنا، ولكن أن تأتي متأخرة خير من أن لا تأتي أبداً، وياحيا بعبقري الاقتصاد في بلاد اجداده.