قالت له بعد أن أرهقها جمع الهواء في سلال ، وعلى مدى علاقة مفعمة بالود : أسوأ ما في الحياة أنا وأنت ، أنا لأنني لم أستطع فهمك ، وفهم طبيعتك ، التي أرقتني كثيراً وجعلتني أتحول إلى امرأة من نار ، تشتعل في قلبي الحرائق كلما هبت رياح لامبالاتك واستهتارك بمشاعري وأحاسيسي. وأسوأ ما في الحياة أنت ، لأنك لم تدرك حجم محبتي ، ولم تصل لمستوى اهتمامي الكبير بك ، واحترامي الأكبر لوجودك ، الذي كرّست له جلّ وقتي وعمري وجلّ مشاعري وقد اعتبرت لطفي ضعفاً وحبي هزيمة ، قربي منك جعلك تشعر بأنني ملكك ، فرحت تبحث عن أملاك أخرى تضيفها إلى رصيدك في بنك اللعب على الحبال. أسوأ ما في الحياة أنا ، لأنني لم أستطع تغييرك كما كنت أحلم يوم التقينا أول مرة ، وتعاهدنا يومها على السير قدماً يداً بيد نحو مستقبل نبنيه معاً في ظلال الأمنيات ، وتركتك تعبث بأيامي وتهدم الهرم بنيناه معاً ، لم استطع إقناعك أن الحياة زهرة ياسمين ، علينا تنشق عبيرها والاستمتاع بشكلها قبل أن تذبل وتضمحل روعتها ، سيئة أنا لأنني أعطيتك كل شيء دون تردد ولهذا فقدت الآن كل شيء إذن ماذا أعطيك بعد ؟ أسوأ ما في الحياة أنك ، لأنك نسيت أني رقيقة بما يكفي كي تجرحني أكاذيبك وادعاؤك ببراءة تصرفاتك التي تقتلني غيظاً وغضباً ، سيئ أنت لأنك لم تستطع تقديم السعادة لقلبي الذي دخلته دون استئذان ، وأقمت فيه دون تأشيرة دخول أو أية أوراق ثبوتية ، وأصبح نبضه نبضك. أنت سيئ لأنك امتهنت تعذيبي ، فصارت سعادتك مرهونة بدموعي وقلقي وشكي ، مرهونة ابتسامتك بحدة سخطي على كل شيء. أسوأ مافي الوجود أنا لأنني ظننت أن الصدق ينجي ، وأن الإخلاص ملح الحياة ، وأن الوضوح هو الطريق الأقصر للوصول إلى قلب الأمان معك ، ولكنني اكتشفت أخيراً أن جميع تلك الأشياء باتت في زمن الرداءة ضعفاً وهزيمة وانكساراً .. يتلوه انكسار. سيئة أنا لأنني عاملتك كطفل طيب ، ولم أقلم أظافرك التي لم ألحظ نموها أصلاً ، سيئة أنا لأنني افترضت عن حسن نية أنك ملاذي وبيتي الذي ليس لي غيره ، ظننتك الصدر الحاني الذي أوسده رأسي فأغفو بهدوء وطمأنينة تامة. أسوأ مافي الحياة أنت لأنك افترضت جدلاً أنني غبية ، ولم أفهم أنك طفل عابث تكسر ألعابك ثم تبكي عليها ! أنت سيئ لأنك أقنعتني بكل بساطة أن المستقبل لنا ، وأننا بنينا عشنا كعصفورين فوق أرض صخرية ، فاكتشفت مؤخراً أننا أقمنا جميع أركان بيتنا فوق رمال متحركة سرعان ما ابتلعت كل شيء. أعترف لك أنني سيئة تماماً لأنني عاملتك وكأنك أحد أملاكي ، وتعبت وأنا أرسم الخطط لأفضل الطرق للحفاظ عليك. سيئ أنت لأنك افترضت جدلاً أنك امتلكتني ، فرحت تمنع عني ضوء الشمس ونور القمر ، خشية أن يشدانا نحو السماء فأضيع منك وتضيع مني ! تعال لنعترف .. أن أسوأ ما في الحياة، أنت وأنا ، لأننا لم نستطع أن نتفهم أن الحياة أنا وأنت معاً تحت ظلال الحب والأمل والمستقبل النظيف.