اللبان..هو مادة صمغية طيبة الرائحة..وأنواع اللبان كثيرة...وطعمه يختلف من شجرة إلى أخرى، فمنه لبان ذكر ولبان أنثى وبدأ استعماله منذ وقت مبكر قبل الميلاد وزاد الطلب عليه منذ أن بدأ الإنسان يمارس التحنيط. وفي موضوع شيق للدكتور يوسف محمد عبدالله طاهر بعنوان «طريق اللبان التجاري» كتبه في أواخر الثمانينيات بعد اطلاعه على مقال للدكتور الألماني «موللر» الذي كتب كثيراً..عن «اليمن القديم» ومما ورد عن اللبان..«أنه صمغ يغطيه شجر من فصيلة بوسوليا من أحب أنواع الطيوب وأغلاها في بلدان الشرق الأدنى القديم وحوض البحر المتوسط. موطن شجرة اللبان..ومنابتها حالياً الموطن الأصلي لشجرة اللبان هو الجزء الأوسط من المنطقة السهلية الساحلية لجنوب الجزيرة العربية..أي منطقة «ظفار» شرق حضرموت وتنمو الشجرة أيضاً في جزيرة سُقطرى..وفي أماكن متفرقة قريبة من البحر تنمو أشجار صغيرة في المواقع التي ترتفع عن مستوى منسوب سطح البحر900متر. من خصائص شجرة اللبان إنها لا تنمو إلا في مناخ ملائم لا حار ولا بارد بل في طقس معتدل. من صفات الشجرة..ومواسم قطوفه شجرة اللبان تختلف احجامها..فأصغرها لا يزيد ارتفاعها على عشرة أقدام تحصد وتجمع محصولات البخور في فصل الخريف وفي فصل الصيف تضرب جذوع الشجر بآلات حادة حتى تسيل مادة بيضاء لزجة لتتكون بعد أيام حبيبات متصلبة بعد أن تجف وذلك هو اللبان..لونه أصفر إلى أصفر بني ويكون شفافاً حال جمعه في الخريف، ثم يخزن في أماكن خاصة تسمى نجارات..وعندما يحل الشتاء يكون الموسم قد اكتمل، فتشحن محصولات الاشجار وتعبأ في أكياس للتصدير. كيفية استعمال اللبان يحرق اللبان وسط جمرات ملتهبة داخل مباخر خاصة بالبخور وتفوح بعد صعود الدخان روائح طيبة ومنعشة وأيام تجارة اللبان انتشر استعماله واصبح ضرورياً في المعابد ولدى تقديم القرابين إلى الآلهة، كما استعمل ولا يزال يستعمل في مناسبات دينية وفي مراسيم الدفن وحفلات الولادة والختان وفي مجالس الأسمار الرمضانية. أهميته يتضح من خلال التقنيات أنه عثر على معبد نينوى على صور عديدة لقرابين البخور، وورد أن رؤساء بيوت بني اسرائيل قدموا قرابينهم أمام المذابح، وقدم كل منهم أمام المذابح تلك ضمناً عشر قوافل من ذهب مملوءة بخوراً. واتضح أن المصريين استعملوه واليهود في معابدهم واليونان في طقوسهم وحفلاتهم والرومان في معابدهم. البخور في النقوش اليمنية في متحف صنعاء تشاهد صورة مذبح وأمامه منظر قديم لتقديم قربان، وفي أحد النقوش وردت لفظةLBNHN وظن أن معناها لبان..والصحيح لبؤان أي وعاءان يحتويان بخوراً. أسماء أخرى من أسماء اللبان في حملة ما وجد من آثار اليمن أنه عثر على مجامر أو مباخر قديمة مكتوب عليها أسماء أنواع أخرى من اللبان..مثل: الرند والقسط. أما أسماء المباخر وهي التي تقدم فيها أنواع البخور تُنتج باليمن، وهو بالفعل اللبان المر ومنه يُسمى «فُح» ويستعمل منه إلى اليوم في مناسبات عدة..مثل: تدور عند أضرحة الأولياء وأيام الولادة وساعة غسل الميت وعند تنظيف البيوت في البكور لطرد الشياطين كما يظن البعض وهناك نوع لباني لطيف..يسمى لبان لعيص يكثر استعماله في مناطق كثيرة من اليمن. لمن يحق قطف صمغ اللبان وحصده؟ من الذين يحق لهم حصاد محصول اللبان من الاشجار وجمعه أناس مقدسون ومنهم الصبيان الأبرياء، لأنه لا يحق لإنسان محدث في حالة جنابة فدم شجرة البخور مقدس وكانت هذه عادة متبعة عند اليمنيين في شهور التحصل لللبان. اللبان في الأساطير وردت أكثر من حكاية عن عجائب اللبان وأسرار البخور العجيبة فالاسطورة المصرية القديمة تقول: إن الطير يأتي من أرض بعيدة وهو يحمل اللبان على عرفه..والأسطورة التي ذكرها «ثيرودوت» تقول: «إن العنقاء تأتي كل 005عام من بلاد العرب إلى هليوبولس لتدفن أباها الميت المكفن بالمر ويذكر «بليني» أن العنقاء هذه عندما تشيخ تبني لها عشاً وتملؤه باللبان والتوابل ليكون قبراً لها.