الأصدقاء الذين مضوا كانوا هنا / أراهم جيداً أحلامهم التي تركوها رماداً هادئاً مضوا … ، باتجاه ليل لا يتسع لوسائدهم أين يضعون رؤوسهم المبللة بالخجل الأصدقاء الذين تتوزعهم الحارات ينظرون من نافذة واحدة لنفس الغيمة “ الإسمنتية “ ها … هم . يعودون بعد نهار متخلّين عن أشياء كثيرة بما في ذلك الانتظار كم يلزمنا من الوقت لنخلع هذا العرى في المدينة التي تبيض أشجارها غباراً وتمنح الوحل أظافر إضافية أيها البشر الذين يتسلقون الهواء الصدفةُ وحدها من يدفعكم لهذا الحضور الفاضح ، الأصدقاءُ مضوا أي نهار جاء منه الرحيل وكم يلزمهم من الحنين الإضافي كيما يصلوا إلى لحظة عادةً ما ينامون خارجها ؟ يعودون وهو لا يدري إن كان هو ذاته أول المقيل – اللحظة التي يعكفون عليها يتعلقون بأذيال النهار السفلى لا تفلت منهم أصابعهم كل خميس القات مربوطا في صُرر من “ البلاستيك تُرى هل يقبّلون أصابعهم أم أوراق القات التي بالصدفةِ أنها خضراء الأصدقاء نعم ندامى الأكياس – أكياس البلاستيك بألوانها المتُغَضنة بانتفاخها القليل وذبولها الأبدي ها … هم ينطلقون عائدين إلى المهد أي شيء كانوا يرفعون إلى شفاههم الكؤوس أم اللحظات الفارغة لا أثر للجرار في كل ما تقع عليه أصابعُهم بانتظار الظمأ كأنما يشربون الأصدقاء الذين بلا عادات هم أنفسهم يتقاسمون الهواء وعبر الدخان يتبادلون اللغو حينما يأتون لا ينسون خلع أحذيتهم الواحد تلو الآخر كانوا هنا يدخلون ليس من باب واحد من منابت الضوء يجيئون ثم يتخطفهم ليل بلا أرصفة أين يضعون أرجلهم القديمة حينما يأوون مُتعبين وربما عُراة يمضون صامتين كأنما يخبئون نساءً في رؤوسهم نساءً حتماً للقراءة ورؤوساً للاطلاع مدينة ما تضطجع السماءُ في إحدى خرائبها يرجمها الأطفال بالحجارة ثم شفاهُ تتمتمُ ثم ليلٌ يفيض عن حاجة الغرف هاهم يغطّون الآن في الظلام ومساءُ أخذ بالذوبان ونساءُ يرقبن المشهد السفلي ينهارون صنعاء يونيو 1999م