مع حبات المطر أقبلت امرأة توشوش: الشوارع كما الغابة: اطلبوا البوليس: اندسّ اللحاف بين جنبي فؤاد: تحلّب ريقه مثل الدفء وطفق يتكوّر: فجأة افترعت النافذة حتى انفرطت حبات المطر سوى واحدة تعلّقت بعينيه حتى تشكلت قطرةً فريدةً: تبسّم لها وغادر السرير مجدداً اليقين: ليس من قطرة ما ء تماثل قطرة: عبر الصالون وهو يتمطُى فاستوقفته شاشة الكومبيوتر: تبسّم لها وهمس: قانون الشعث: خجلت الشاشة وأومأت إلى لوحة المفاتيح التي ركب في كل منها حرف أجنبي على حرف عربي: تبسّمت المفاتيح وهمست: هل تبدأ اليوم بكتابة رواية أم..؟ دفع انقطاع السؤال بفؤاد إلى النافذة: كانت ثمة أيضاً قطرة تبتسم وتهمس: ليس لرواية أن تماثل رواية: التفت إلى شاشة الكومبيوتر فتبسّمت وهمست: ليس لكتابة أن تماثل كتابة: عاد إلى النافذة والعطالة تغرقه حتى أقبلت مع حبات المطر امرأة توشوش: الشوارع كما الغابة: اطلبوا البوليس: حيران وراغباً هفا للأغنية والمرأة والحبّات والشاشة والنافذة والقطرة الفريدة: والتمع البرق فراح يرتّل على عجل: ومن آياته يريكم البرق خوفاً وطمعاً وينزل من السماء ماءٌ فيحيى به الأرض بعد موتها: صدق الله العظيم. تلوّن فضاء الصالون بغبش خلّفه البرق: عشيت عينا فؤاد وأسرعت إليهما أصابعه تفكر: انجلى الغبش فجأة عن فريق من البنات والأولاد يصدحون: الحب في التسعينات هو الجنون: الشوارع كما الغابة: اطلبوا البوليس: نفر بضيق وتشظّت خطواته وأنفاسه: أطلب من؟ شركة النجدة أن شرطة المرور؟ الشرطة العسكرية أم الجنائية؟ المخابرات أم الجمارك؟ ومن أطلب حين يكون الجيش هو البوليس والبوليس هو الشعب والشعب هو ....؟ فجأة يبست الخطى والأنفاس إذ أعلن الصمت الصباحي العميق موت أغنية.