كانت منشغلة بأظافرها الطويلة، واليوم ترتزق الشهرة! يشير التدوين بأن أولى الكتابات المحفوظة على الرقم الطينية كانت من وحي الكاهنة السومرية أنخيدوانا، لكن التاريخ لم يخبرنا إن كانت قد كتبت من أجل الشهرة، أم لأن الكتابة فعل إبداع انساني لايليق به أن يخضع لتقسيم وفق خانات الجندر والتصرف الاجتماعي المناط بجنس دون آخر. نردد ونقسم: المرأة تطبخ، الرجل يأكل. الرجل يفكر، المرأة تنجب الأطفال وتعتني بهم... المرأة العربية لم تكتب كثيراً في القرن المنصرم، لأن أظافرها كانت طويلة، أوعليها أن تنشغل بأظافرها وتجميل صورتها، وتترك الساحة للرجل، مالك القدرات الإبداعية والفكر والمقدرة الحقيقية على الوصول على عقول وقلوب القراء. ويتناهى إلى مسامعنا أنها لم تكتب لأن روحها عاجزة، وحتى وإن كتبت فهي تفتقد المؤهلات الحقيقية، بل وترتزق الشهرة. المرأة في الغرب كحال مثيلاتها في الشرق، خاضت معركة وجودها الإنساني وماتزال، وميدان الكتابة أحد هذه المنابر التي تزايد دخول النساء إليها بتزايد وقوة واختلاف، في نصف القرن المنصرم، إن صح القول. في كتاب بعنوان “اللغة في عينها” تقول الكاتبة الكندية “سوزان كرين” أن أستاذها في الجامعة وفي حقبة الستينات، كان يعطي للطلاب “عناوين للبحث والكتابة” ويخصص بعضها لجنس الذكر، دون الأنثى، وكما تشير الكاتبة إنها تجرأت وكتبت عن رقعة من تاريخ الحرب في العصر الروماني واليوناني، وقالت” أن البروفسور عنفني، و اعترف إنه لم يعطن العلامة المستحقة ذلك أنني وقحة متغطرسة. من المؤكد أن الكاتبة لم تكن تبحث عن شهرة خلبية، بل كتبت لأنها تستطيع أن تعبر عن وجودها ووجهة نظر في أي موضوع تشاء. يكتب الذكر وتكتب الأنثى لأن الكتابة حجتنا وذريعتنا وطريقتنا في عبور الحياة، وفضفضة أسرارها، أفراحها، نكباتها. نكتب كي يقرأنا الآخر كي يعرف من نحن وكي تتجسد صورته في عيوننا. من حق الكاتبة أن تصل إلى أكبر شريحة من القراء. ومن حقها أن تختار بحرية العنوان والرسالة التي تجد نفسها فيهشا. ولكن لايخفى على أحد بأن الوسط الثقافي العربي في بعض حالاته، يصنع صورا وشهرة ومجداً لكاتبة ما، لاعتبارات تقع خارج النص ومفرداته الإبداعية. هذا ويطيب لبعضهن أن يتكئن على غنجهن وأنوثتهن التي تداعب المخيلة الذكورية وتنتصر لها في المضمر. شاعرة وكاتبة سورية مقيمة في كندا.