وقع فيل أبيض صغير يدعى نيلسون في فخ الصيادين في أفريقيا، وبيع في الأسواق لرجل ثري يملك حديقة حيوانات،وبدأ المالك على الفور في إرسال الفيل إلى بيته الجديد في حديقة الحيوان، وعندما وصل مالك الحديقة مع الفيل نيلسون إلى المكان الجديد قام عمال هذا الرجل بربط احدى أرجل نيلسون بسلسلة حديدية قوية، وفي نهاية السلسلة وضعوا كرة كبيرة مصنوعة من الحديد والصلب،ووضعوا نيلسون في مكان بعيد عن الحديقة، شعر نيلسون بالغضب الشديد من جراء هذه المعاملة القاسية وعزم على تحرير نفسه من هذا الأسر،ولكنه كلما حاول أن يتحرك ويشد السلسلة الحديدية كانت تؤلمه قدمه حتى أثرت فيه وزادت أوجاعه، فما كان من بعد عدة محاولات إلا أن يتعب وينام وفي اليوم التالي يستيقظ ويفعل نفس الشيء ويكرر المحاولة ليخلص نفسه لكن دون جدوى فيتألم ويتعب وينام.. ومع كثرة المحاولات والآلام والفشل قرر نيلسون أن يتقبل الواقع ولم يحاول تخليص نفسه مرة أخرى على الرغم أنه يزداد كل يوم قوة ويكبر حجمه لكنه قرر ذلك..وبهذا استطاع المالك الثري أن يروض الفيل نيلسون تماماً وفي احدى الليالي عندما كان نيلسون نائماً ذهب المالك مع عماله وقاموا بتغيير الكرة الحديدية الكبيرة بكرة خشبية صغيرة، وكانت فرصة كبيرة لنيلسون لتخليص نفسه ولكن الذي حدث هو العكس تماماً، فقد تبرمج الفيل على أن محاولاته ستبوء بالفشل وستسبب له الآلام والجراح، وكان مالك الحديقة يعلم تماماً أن الفيل نيلسون قوي للغاية ولكنه قد تبرمج بعدم قدرته وعدم استخدامه قوته الذاتية، وفي يوم من الأيام زار فتى صغير مع والدته الحديقة،وسأل المالك: هل يمكنك ياسيدي أن تخبرني لماذا هذا الفيل الكبير والقوي لايحاول الهرب وتخليص نفسه رغم أنه مربوط على كرة خشبية صغيرة. فرد عليه المالك: أنت تعرف وأنا أعرف وكل من حول هذا الفيل يعرف أنه يستطيع تخليص نفسه وأنه قوي جداً ولكن المهم هو أن الفيل لايعلم ذلك، ولايعرف قدرته الذاتية الهائلة.. أخى أختي: إنها البرمجةالسلبية لبعض الأمور التي تحولت إلى حياة كاملة. إنها الاعتقادات التي تحد من حصولنا على مانستحق بأيدينا، لنحصل في النهاية على تصرفات سلبية على طول حياتنا. إن ماتضعه في ذهنك سواءً كان سلبياً أو ايجابياً ستجنيه في النهاية.