الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    مجلي: مليشيا الحوثي غير مؤهلة للسلام ومشروعنا استعادة الجمهورية وبناء وطن يتسع للجميع    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الثأر..رعب ثلاثي .. فمن يتصدى للمواجهة الحاسمة؟!
«الجمهورية» تتفاعل مع دعوة رئيس الجمهورية لعقد صلح عام..
نشر في الجمهورية يوم 04 - 02 - 2009

ماتزال مشكلة الثأر تؤرق الكثير من أبناء محافظة البيضاء، ولم تجد بعض عقود الصلح والاتفاقيات التي تمت واللجان المشكلة لحل قضايا الثأر في السابق لأنها لم تفعل لعدة أسباب.
كثير من قضايا الثأر لها سنوات بدون حل، بل إن بعضها منذ ما قبل الثورة مازالت مفتوحة ،لم يوضع لها حلول.
وأصبحت ظاهرة الثأر مرضا اجتماعيا استعصى علاجه في بعض المناطق وصارت له الكثير من الآثار السلبية المدمرة.
ثمة جهود تبذلها قيادة السلطة المحلية بالمحافظة هذه الأيام، بدأت بعقد العديد من الاجتماعات واللقاءات بين قيادة المحافظة والمشائخ والشخصيات الاجتماعية والعلماء من أبناء المحافظة برئاسة محافظ المحافظة العميد محمد ناصر العامري بناء على دعوة منه بهدف الوصول إلى توقيع اتفاق صلح جديد باتفاق الجميع نأمل أن توفق تلك الجهود ويكتب لها النجاح.
محافظ المحافظة رئيس المجلس المحلي العميد محمد ناصر العامري كان من ضمن أهم الوعود لأبناء المحافظة في برنامجه الانتخابي القضاء على ظاهرة الثأر المتوارثة في المحافظة كشف عن وجود خطة خاصة لحل مشاكل الثأر في المحافظة وقال:
إن هذه الظاهرة نوليها الاهتمام الكبير وقد تم تنفيذ عدد من الإجراءات بهدف القضاء على الثأر, من أهمها قرار المجلس المحلي بالمحافظة أواخر الشهر الماضي بتشكيل لجنة من الهيئة الإدارية للمجلس المحلي للنزول الميداني إلى جانب أعضاء المجالس المحلية والشخصيات الاجتماعية والمثقفين بعمل الترتيبات والتهيئة لعقد صلح عام بين جميع القبائل والعمل على وضع الحلول اللازمة لإنهاء قضايا الثأر التي تؤثر سلبياً على عملية التنمية وتفكك اللحمة الاجتماعية بين أفراد المجتمع القبلي.
أيضاً ولكون مديريات رداع من أكثر المديريات فيها قضايا ثأر تم عقد اجتماع موسع للمجالس المحلية في جميع مديريات رداع والشخصيات العامة والعلماء وتم حصر عدد قضايا الثأر في مديريات رداع.
خطة خاصة
هذه الإجراءات تمت على ضوء خطة خاصة تم وضعها لحل مشاكل الثأر من قبل قيادة المحافظة يتولى الإشراف على تنفيذها محافظ المحافظة شخصياً وقال العامري: نستمد توجيهاتنا من توجيهات فخامة الرئيس القائد حفظه الله ونحن مصممون وعازمون على إنهاء هذه الظاهرة.
واهم ما في الخطة البدء بتجديد الصلح العام, ثانيا منع حمل الأسلحة في المدن الرئيسية والثانوية, ثالثا حل القضايا التي يمكن حلها وإحالة القضايا التي لا يمكن حلها للقضاء أو تشكيل لجان وفق ظروف ووضع كل قضية.
تراجع مستمر
وحول مدى انتشار الظاهرة قال المحافظ: إنها ليست بالمستوى الذي كانت في السابق خلال السنوات الثلاث الماضية حصلت قضايا ثأر بسبب أشياء بسيطة لاتستدعي الوصول إلى ما وصلت إليه من نتائج, ويمكن القول إنه لا توجد جريمة منظمة في المحافظة وفي حالة حدوث قضايا أو مشاكل فهي حديثة وليدة وقتها عبارة عن خلافات بسيطة لكن العامل النفسي بين الناس جعل نتائجها إلى ما وصلت إليه بالإضافة إلى العادات والتقاليد .
رغبة عامة لإنهاء الظاهرة
كما أكد المحافظ العامري انه عازم على إنهاء ظاهرة الثأر في المحافظة وقال: سوف نعمل جاهدين بإذن الله مااستطعنا للقضاء على هذه الظاهرة خصوصا وانه توجد بوادر رغبة لدى الكثير من أبناء المحافظة الخيرين بمختلف فئاتهم وانتماءاتهم للقضاء على ظاهرة الثأر بالإضافة إلى أن الأجهزة الأمنية بالمحافظة منسجمة ويقظة وتعمل على إيقاف مثل هذه الفتن في مختلف مناطق المحافظة.
قضايا كبيرة عالقة
وكيل المحافظة المساعد لشئون مديريات رداع علي محمد المنصوري والذي يعتبر شبه متخصص بحل مشاكل الثأر بالمحافظة: تكاد القضايا تأتي إليه شبه يومي منها ما يتم حلها بطرق التحكيم القبلي ومنها ما يتم إحالتها إلى أجهزة القضاء في حالة عدم وجود
رغبة بالصلح, يقول المنصوري:
هناك الكثير من قضايا الثأر في مديريات رداع ما تزال عالقة بدون حل وتعتبر أهم وأكثر القضايا في محافظة البيضاء, وهناك قضايا تم حلها عندما أعلن الأخ رئيس الجمهورية حفظه الله الصلح بين الناس فقد وقعت جميع الأطراف على الصلح ومشى الصلح على ما يرام وأثناء فترة الصلح تم حل العديد من القضايا وكان من أهمها قضية المجانح والشراجبة في مديرية الشرية كان فيها ما يقارب 46 قتيلاً وجريحاً وعدد من المواشي والسيارات والحراثات, وهناك قضايا ثأر كانت عالقة نتيجة الصراع السياسي من أيام التشطير من قبل إعادة تحقيق الوحدة المباركة تم حلها وفيها عدد من القتلى والجرحى من أهمها قضية آل سلال وآل شرهان.
ومن بين القضايا التي تم فيها صلح ولم ينفذ قضية في مديرية القرشية كان قد توصل فيها إلى حل وقعت عليه جميع الأطراف ولكن بقيت أشياء ملحقة والمتعلقة بتنفيذ ماحكم لبعض الأشخاص في مبالغ مالية نقدية وعلى هذا الأساس لم تحل القضية وقتل احد الأشخاص بعد توقيع الصلح في سوق عنس وآخر في رداع, ورغم توقيع الصلح ولكن لم تنته القضية من جذورها, هذه القضية فيها ما يقارب 28 قتيلاً نتمن من الإخوة الذين كانوا قد بدأوا بالصلح أن يكملوا هذه القضية بالذات.
حل قضية عمرها 30عاما
ومن القضايا الكبيرة التي تم حلها قضية ثأر عمرها 30 عاماً كانت بين قبيلتي آل العروي وآل الحداد، والتي كبدت القبيلتين خسائر فادحة.
وقد تم أخذ العهود بعدم العودة إلى الثأرات من قبل الجميع وتم ذلك بالتعاون مع المشايخ والشخصيات الاجتماعية وأعضاء السلطة المحلية.
أيضاً هناك قضايا أخرى في مختلف المديريات تم فيها صلح والحمد الله الكثير ملتزم والناس إخوان يجتمعون ويعملون مع بعضهم البعض, بعض القضايا فيها أكثر من ثمانين قتيلاً.
وهناك قضايا قتل فردية كثيرة تم حلها وديا ومنها ما تم إحالة أصحابها إلى القضاء.
أهم مشاكل الثأر
مشاكل الثأر كثيرة ومتنوعة قال الوكيل علي المنصوري: هي في الأساس متوارثة اغلبها بسبب الصراعات السياسية منذ أيام التشطير, بعض قضايا الصراعات أثيرت الآن من جديد, حيث كان الواحد يقتل ويهرب إلى الجنوب أو العكس, وعندما تحققت الوحدة البعض تذكر تلك المشاكل وهكذا.
وهناك قضايا بسبب خلافات على أراض , ومشاكل اجتماعية وشخصية متنوعة, هذه قضايا بحاجة إلى حل, وتوجد بوادر من قبل البعض بتقبل الحل لكنهم بحاجة إلى من يوجههم ويدعوهم إلى الصلح, ووصل الأمر إلى أن بعض الناس تركوا منازلهم بسبب مشاكل الثأر وعدم وجود حلول واقتناعهم بأن مشاكل الثأر لاتولد إلا المزيد من التشتت والفرقة والعداء.
وهناك قضايا ثأر قبلية عالقة هذه تشكل خطراً وتعصبات بين الحين والآخر في مختلف المديريات.
تفاءل بنهاية الثأر
ورغم ذلك تفاءل المنصوري بقرب انتهاء عمر هذه الظاهرة والسبب انتشار الوعي بين أبناء المحافظة وقال هناك وعي جيد يبشر بخير وأفضل مما كانت عليه الظاهرة في السابق, والكثير من الناس وصلوا إلى قناعة بضرورة عمل حلول نهائية لقضايا الثأر, لكنهم بحاجة إلى من يتولى قيادتهم ويلزمهم بالحلول.
وأضاف المنصوري قائلاً :الحلول تتمثل في وجود ضغط قيادي , خاصة وان اغلب القضايا فيها استجابة ويوجد استعداد من أصحاب القضايا للتفويض.
مشاكل خارجة عن الإرادة
الوكيل المنصوري أكد أن نسبة القضايا التي يتم فيها الصلح كثيرة, وإذا حدثت مشاكل فاغلبها خارجة عن إرادة الناس, وبالنسبة للقضايا المحالة إلى القضاء قال: خلال 2008م أحيلت 48 قضية قتل عمد إلى النيابة اغلبها بسبب قضايا اجتماعية, وتم إلقاء القبض على الجناة, وبالنسبة للقضايا التي يصدر فيها أحكام القضاء تنفذ متى ما صدر الحكم.
عد تنازلي
قضايا الثأر وخاصة خلال السنوات الأخيرة هي في عد تنازلي, فالوعي أثر في كثير من الناس, كان في السابق إذا حصلت مشكلة وخرج احد الأشخاص يغير كان أفراد قبيلته يلبون النداء ويقفون إلى جانبه سواء كان على حق أو باطل, أما اليوم الوضع تغير الكثير مقتنعون بأن من يرتكب شيئاً يحاسب وحده, وهذا الأمر حد كثيراً من ظاهرة الثأر, حتى التعصب القبلي الذي كان موجوداً في السابق حاليا لا يوجد إلا بنسبة بسيطة.
السلاح مشكلة
قرار منع حمل السلاح قال علي المنصوري: إنها ظاهرة ايجابية, والناس رحبت به وتوقف الكثير من الناس عن حمل السلاح, ولايمكن أن يوجد شخص يحمل سلاحاً ويدخل فيه المدينة يتمشى به مثلما كان عليه الحال في السابق.
مطلوب قوة أمنية كافية
وتمنى الوكيل المنصوري أن يأتي اليوم الذي تكون فيه رداع خالية من الثأر من السلاح وقال:
بحكم اختلاطي باستمرار بالمجتمع القبلي وجدت كل الناس يتمنون منع حمل السلاح نهائياً وكذلك ظاهرة الثأر, ولتحقيق ذلك مطلوب توفير قوة كافية ودوريات أمنية ونقاط تفتيش وحراسة مستمرة, لمنع حمل السلاح بشكل نهائي, لأن الناس أصبحوا على قناعة أنهم يريدون أن يدخلوا المدينة ويتمشوا بأمان واستقرار في جميع المناطق, فلو حصل منع السلاح فسنجد أن الجميع ملتزم تماما, والدليل على ذلك انه حاليا يأتي الواحد من منطقته إلى المدينة عند النقطة يسلم سلاحه تلقائيا ويدخل المدينة يقضي حاجته ويعود بسلام.
استعداد لحل جميع القضايا
أحياناً توجد قضايا ثأر لاتوجد رغبة أو عدم التزام من قبل بعض الأطراف بالحل, سألنا المنصوري عن كيفية شعوره عندما يجد مثل هذه القضايا فقال:
أنا بالنسبة لي يتحتم على ضميري وواجبي وكوني من منطقة رداع يجب علي أن ابذل كل جهدي لحل جميع القضايا التي تصل إليّ ولم اشعر أنني وصلت إلى مرحلة إحباط نتيجة كثرتها أو لأي سبب آخر, وعندما أتدخل في قضايا لايمكن أن أنحاز إلى طرف ضد آخر في قضية بل أقف موقف الحكم بين الجميع أستمع إلى رأي الطرفين ومن لديه الدليل والحجة أحكم به وإذا كان هناك قبول لصلح نسعى وندعم لتحقيق الصلح والصلح خير. هناك مشاكل تحدث أحيانا تعيقنا كعدم التجاوب من قبل بعض الأطراف, أو انه تحدث مشكلة قتل لاسمح الله لاتوجد الأطقم للذهاب إلى إحضار الجاني, هنا أضطر في كثير من القضايا إلى الذهاب بنفسي لإحضار الجاني, وتكون في بعض القضايا بمثابة مخاطرة أن اذهب بنفسي, ورغم ذلك الأجهزة الأمنية رغم إمكانياتها إلا أنها جيدة تقوم بواجبها بشكل جيد, ولا يمكن أن نقول إن هناك قصوراً من قبل الأجهزة الأمنية.
خطة المحافظ جيدة
وحول خطة قيادة المحافظة بشأن القضاء على الظاهرة قال علي المنصوري: اقترحنا على الأخ المحافظ أن يأتي إلى رداع ونحن بدورنا سوف نحضر القبائل والمشائخ ونناقش القضايا في بداية الأمر على مستوى كل منطقة, بعدها يتم عقد اجتماع عام للجميع و أعتقد أن هذا العمل لوتم سنصل إلى نتيجة جيدة وتحقيق الصلح العام وهذا مانتمناه ويتمناه أبناء رداع.
مشكلة الثأر عامة
حسين الرصاص وكيل المحافظة من جانبه قال :
ظاهرة الثأر موجودة في محافظة البيضاء وفي معظم محافظات الجمهورية وخاصة في المحافظات الشرقية والشمالية , فمشكلة الثأر أرقت أبناء المحافظة كثيراً ينتج عنها مشاكل ومعاناة كثيرة وخاصة في مديريات رداع وبعض المديريات في البيضاء وحاليا نقوم بتشكيل لجان جديدة في المديريات من المشائخ والعلماء من الذين لهم تأثير وقبول في حل مثل هذه المشاكل , وإن شاء الله تتكلل أعمال هذه اللجان بنجاح .
وأشار إلى أن اللجان التي تم تشكيلها في السابق لنفس الهدف ولكنها لم تتمكن من القيام بمهامها وتفعيل دورها على أكمل وجه وتعثرت لعدة أسباب منها الجانب المالي فهناك قضايا تتطلب التنقل وعقد اجتماعات ولقاءات وهذا يحتاج إلى مال وكان غير موجود .
بينما في الوقت الحالي الأخ المحافظ جاد في القضاء على الظاهرة وقد بدأ بعقد عدد من اللقاءات مع عدد من المشائخ والشخصيات الاجتماعية وتم مناقشة وتدارس مشاكل الثأر وقد أبدى الجميع الرغبة في عقد صلح عام وشامل وهذا ما نتمناه جميعاً.
انخفاض في القضايا
وينظر وكيل محافظة البيضاء حسين الرصاص إلى أن ظاهرة الثأر بدأت في الانخفاض خاصة خلال الفترة الأخيرة وقال :
هناك انخفاض كبير في الظاهرة نتيجة الوعي والتعليم بين أبناء المجتمع , وقد لعب التعليم دوراً كبيراً في انخفاض نسبة وقوع مشاكل الثأر .
ظاهرة خطيرة
وبالنسبة لحمل السلاح وانتشاره في المحافظة والذي يعتبر احد أهم أسباب مشاكل الثأر قال :
إن حمل السلاح ظاهرة خطيرة جدا , نأمل أن تكثف الجهود الأمنية على وجه الخصوص للحد منها , وأضاف قائلاً : إن ظاهرة حمل السلاح تؤثر على اقتصاد الوطن، ولا تشجع على الاستثمار، وتعد صورة غير حضارية لمجتمع ديمقراطي ينعم بالأمان.
لذا ندعو كافة شرائح المجتمع –مثقفين وسياسيين وشخصيات اجتماعية- للمشاركة في عملية توعية المجتمع ضد حمل السلاح وتوضيح الخسائر التي يدفع ثمنها المجتمع جراء هذه الظاهرة التي تقف وراء تفشي ظاهرة الثأر.
الحل في نشر الوعي
ويرى أن الحل لإنهاء ظاهرة حمل السلاح يتطلب نشر الوعي بين أوساط المواطنين كي يقتنعوا بأن هذه الظاهرة تشكل خطراً كبيراً على حياة الناس وقال:
نعاني كثيراً من حمل السلاح ولكن خلال الفترة الأخيرة خفت إلى حد ما خاصة في المدن وتقلصت كثير من المشاكل نتيجة منع حمل السلاح , وكما هو معروف أن العادات والتقاليد والأعراف القبلية التي تعيشها المحافظة تدل على انه من الصعب القضاء على مثل هذه الظواهر تماما خاصة وان هناك من يتفاخر بحمل السلاح , الأمر يتطلب نشر الوعي بدرجة أساسية بين أبناء المحافظة ,وإن شاء الله بالوعي والمثابرة سوف ننهي مثل هذه الظواهر السيئة في المستقبل الذي ننظر له بتفاؤل كبير , خاصة وانه يوجد قبول كبير من قبل الكثير من أهل الحل والعقد للحد من هذه الظاهرة وهؤلاء لهم دور كبير ومهم في هذا الجانب.
لا يوجد مايعكر صفو الأمن والاستقرار في محافظة البيضاء سوى بعض إشكالات في قضايا الثأر.
قضية رئيسية
العميد علي محمد الصماط قال:إن ظاهرة الثأر منتشرة في كثير من مديريات محافظة البيضاء,واعتبرها المشكلة الرئيسية التي تواجه رجال الأمن , وخاصة في مديريات رداع أما بقية المديريات فهي نادرة والنادر لاحكم له , ولا توجد لدينا الجريمة المنظمة التي تعاني منها أجهزة الأمن في بقية المحافظات .
تأثير سلبي
كما أشار العميد الصماط إلى أن قضايا الثأر تشكل عبئاً كبيراً أمام رجال الدولة عندما يريدون أن يوصلوا مشاريع التنمية إلى كثير من المديريات تعاني من مشاكل الثأر, فتلقي بتأثيراتها السلبية على عجلة التنمية خاصة على المناطق التي فيها ثأرات, وقال: نحن على ثقة بأن قيادة وزارة الداخلية وقيادتنا السياسية مدركة إدراكاً كاملاً بأن هذه الظاهرة تشكل عائقاً اجتماعياً في معظم محافظات الجمهورية وبالذات في المحافظات الغربية والشرقية .
نتائج اتفاقيات الصلح
وحول نتائج اتفاقيات الصلح التي تمت بين بعض القبائل في المحافظة قال :
اتفاقيات الصلح كان لها فوائد لكن بعض القبائل لم يلتزموا بها , وهناك شخصيات اجتماعية لها دور و مساهمات كبيرة في حل كثير من المشاكل , ومنها حل قضية ثأر كبيرة في محن يزيد بمديرية القرشية بين قبائل آل جرعون وآل صريمة وبتوجيهات الرئيس القائد المشير علي عبدالله صالح تولتها شخصيات رسمية مشهود لها وباعها طويل في حل المشكلة التي كانت تشكل لنا مشكلة عويصة جدا , فالرئيس اصدر توجيهاته للأخ اللواء علي محسن الأحمر واللواء يحيى الشامي المحافظ السابق واللواء علي بن علي الجائفي وحلوا هذه المشكلة وكانت تعتبر أم المشاكل والقضايا في مديرية القرشية .
إزعاج الأمن في رداع
وتعد مديريات رداع من أكثر المديريات تنتشر فيها ظاهرة الثأر العقيد دحان علي الصيادي مدير امن المنطقة تحدث حول الوضع في منطقة رداع فقال:
لاتوجد قضايا أمنية مقلقة كبيرة إنما هناك بعض قضايا الثأر الذي تشكل في بعض الحالات إزعاجاً للأجهزة الأمنية ومع ذلك يتم مواجهتها في حينها وضبط أطرافها ومعظم القضايا الأمنية مضبوطة إما لدى الجهات الأمنية أو في المحاكم والنيابات.
جهود للقضاء على الثأر
أبناء رداع يتميزون بالعمل الجاد وبالتعاون مع أجهزة الأمن كما قال العقيد الصيادي, ولكن ما يعيب منطقة رداع وجود ظاهرة الثأر وخاصة في بعض المناطق.لهذا قال حول مدى انتشار ووجود هذه الظاهرة في رداع:
فيما يخص قضايا الثأر تعتبر مديريات جيفة ومحن يزيد وولدربيع والشرية والقرشية من أكثر المديريات توجد فيها قضايا ثأر, وتوجد أيضاً قضايا أخرى ولكن بشكل اقل في مديريات العرش والرياشية.
وبصفة عامة فإن هذه الظاهرة تتقلص وتتراجع عاما عن عام نتيجة الجهود المتواصلة من قبل أجهزة الدولة المختلفة ممثلة بالسلطة المحلية بقيادة محافظ المحافظة العميد محمد ناصر العامري ومدير امن المحافظة العميد علي محمد الصماط، الجميع يبذلون جهوداً كبيرة في سبيل القضاء على ظاهرة الثأر.
ليست وليدة المرحلة
هذه الظاهرة ليست وليدة المرحلة أو أنها وجدت في هذه الفترة هناك موروث ثقافي وموروث اجتماعي في هذه المناطق نتيجة البنية القبلية المشبعة بالعصبية القبلية, وهناك قضايا كانت قد حصلت قبل سنوات آثارها ما زالت حتى اليوم لم تحل, أيضاً هناك جهود مختلفة من قبل القيادات على مستوى المحافظة والمنطقة من اجل الحد من هذه الظواهر ومعالجتها وشكلت لجان وتم حصر قضايا الثأر على مستوى منطقة رداع ولدينا توجيهات بالنزول الميداني إلى كل مديرية لحصر جميع القضايا ووضع معالجات لحلها نهائياً.
استياء عام
وأضاف مدير امن رداع قائلاً: الشيء الجيد والذي يبشر بخير أن الجميع يدرك انه لا جدوى من الاستمرار بهذه الصراعات الغير مجدية.
وهناك بعض القضايا تحتاج إلى جهد معين خاصة القضايا التي مازال هناك فوارق في الضحايا بين الأطراف هذه تحتاج إلى جهد للتوفيق بين الجهات المتصارعة ووضع ضوابط لعقد صلح عام وفقا لما جاء في برنامج الأخ رئيس الجمهورية من اجل وضع صلح عام ومعالجة كافة قضايا الثأر
والدولة ستتحمل الجزء الأكبر في معالجة هذه القضايا والأمور تسير بصورة جيدة وهناك مواجهة لكل قضية في حينها ومستمرون في جهودنا وندعو جميع الإخوة الموطنين خاصة في المناطق التي فيها ضحايا إلى الكف عن هذا السلوك الغير حضاري والى فتح أبواب السلام والتعايش بين كل الأسر والقبائل الموجودة لأن هذا هو الخيار في نهاية الأمر الخيار الطبيعي الذي لابد أن يتحقق, فهناك الكثير من الضحايا أشخاص مسالمون لا يستحقون العقاب على أفعال ارتكبها آخرون.
قضايا الثأر نعتبرها جنائية
وحول كيفية تعامل رجال الأمن مع مثل هذه القضايا والصعوبات التي يواجهونها قال مدير امن منطقة رداع: نحن كجهات أمنية نتعامل مع كل قضية في حينها على اعتبارها قضية جنائية لا نصنفها على أنها قضية ثأر إلا من حيث الشكل أما من حيث المضمون فجميع الإجراءات المتخذة تكون قانونية وفق القانون, هناك بعض الصعوبات تواجهنا خاصة عندما تكون المشكلة بين قبيلتين وليس أشخاص معينون, ولكننا نبذل جهوداً لإيجاد حلول يتفق عليها الجميع, ومن هذه القضايا على سبيل المثال عندما توجد قضية قتل من قبل قبيلة على قبيلة أخرى يكون هناك تستر أو عدم إفصاح عن الجاني وتصبح القبيلة كلها المعنية في تحمل المسئولية, لكن في كل الحالات نتعامل على أن القضية جنائية, ومن ارتكب فعل سواء عن نفسه أو عن شخص أو قبيلة أخرى فإنه يجب أن يتحاسب وفقا للقانون, أيضاً هناك قضايا بسبب خلافات ومشاكل ماضية استطعنا السيطرة وضبطها ووضع حد لها.
اتفاقيات حبر على ورق
سبق وان تم الاتفاق على اتفاقيات صلح لإنهاء ظاهرة الثأر خاصة في منطقة رداع ولكنها ظلت بعضها حبراً على ورق ولم تنفذ, أيضا سبق وان تم تشكيل لجان لحل قضايا الثأر حول أسباب عدم تنفيذ الاتفاقيات وعدم تفعيل عمل اللجان أشار العقيد دحان الصيادي: بالنسبة للجان التي تم تشكيلها لحل قضايا الثأر كان هناك دعوات وفقا لدعوة فخامة الأخ رئيس الجمهورية بتشكيل لجان على مستوى الجمهورية وعلى ضوئها تشكل لجان فرعية في المحافظات برئاسة محافظ المحافظة وعضوية الجهات القضائية والتنفيذية وبعض الشخصيات الاجتماعية والدينية وأعضاء مجلس النواب, كانت قد قطعت خطوات في منطقة رداع حيث تم حصر القضايا ووضع الحلول لبعض القضايا وتم الرفع بالخطوات التي تمت ولكن هذا الموضوع إلى حد الآن لم يتم البت فيه ولم تفعل عمل اللجان ليس على مستوى محافظة البيضاء بل على مستوى الجمهورية بشكل عام.
وأضاف قائلا: عدم تفعيل هذه القضية ربما لاقتناع القيادات أن هذه القضية لم تعد ذلك البعبع الذي يشكل خطرا على الأمن الاجتماعي, وإنما هي إن وجدت مثل هذه الظاهرة فهي محدودة وفي مناطق نائية بسبب ضعف البنية الاجتماعية والثقافية في هذه المناطق وليست معياراً لتقاس على مستوى الوطن بالكامل.
تراجع من عام إلى آخر
وأكد مدير أمن رداع أن مستقبل ظاهرة الثأر في المحافظة في تراجع كبير من عام إلى آخر, وقال: إن الظاهرة تتراجع باستمرار وهذا أمر طبيعي فكلما حدث تطور ثقافي وتعليمي وتنموي يحصل تطور في وعى الناس وسلوك الناس, لأن هذه الظواهر التي تحصل من ثأرات وارتكاب جرائم هي ناتجة عن الجهل الموجود بسبب الانشداد الزائد للماضي والعصبية الموجودة لكن كلما مرت فترة وحصل تحديث وتطور الوعي عند الناس وتحسنت الحياة الاقتصادية والمعيشية كان ممهداً لمستقبل أفضل أكثر التزاماً وانضباطاً بالنظم والقوانين, فظاهرة الثأر في محافظة البيضاء في تلاش وهي ربما دعائية أكثر مما هي فعلية. فمثلا قضايا الثأر في رداع محدودة، ليست بالشيء المخوف والمبالغ فيه هي محدودة ومتركزة في بعض المناطق وخاصة في المناطق الشرقية من رداع, نتيجة لموروث يمتد بعضه إلى ما قبل الثورة هناك تراكمات وقضايا بعضها مزمنة, نحن كجهات أمنية نبذل جهوداً إلى جانب الكثير من الخيرين في المجتمع من مشائخ وأعضاء مجالس النواب والمجالس المحلية ومسؤولين تنفيذيين الجميع يبذلون جهوداً إلى جانب الجهد الكبير المبذول من قيادة المحافظة للحد من هذه الظاهرة, والتي هي حاليا لاتشكل نسبة مؤثرة في الحياة العامة.
رداع خالية من السلاح
من يزر مدينة رداع اليوم يجدها على غير عادتها في السابق حيث كانت منطقة رداع من المناطق التي ينتشر فيها السلاح باختلاف أنواعه نظرا لطبيعة المنطقة ولكن بعد أن تم تطبيق قرار منع حمل السلاح أو تداوله في المدن اكد العقيد الصيادي انه تم القضاء على هذه الظاهرة تماماً في مدينة رداع وقال:
حمل السلاح حاليا موجود في الريف أما في المدينة لايوجد من النادر أن نجد من يحمل السلاح داخل المدينة والحملات الأمنية مستمرة, والانتشار الأمني ساعد كثيرا في هذا الجانب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.