تمثل ظاهرة الثار إحدى أهم وأكبر المشكلات التي ما زالت تعاني منها محافظة البيضاء وأصبحت أشبه بالمرض الاجتماعي استعصى علاجه في بعض مناطق المحافظة وصارت تشكل الكثير من الآثار السلبية المدمِّرة.. ويؤكد أبناء المحافظة ان هذه الظاهرة تؤرق حياة المجتمع وتتهدد أفراده بمزيد من القتلى والجرحى ذلك أن هذا التقليد الجاهلي الأعمى استباح الحرمات وأوغل في قتل وإزهاق الأنفس البشرية وتفكك وحدته الاجتماعية.. فما هو الحل الأمثل لهذه الظاهرة? وكيف هو واقع هذه الظاهرة اليوم؟وهل سيأتي يوم خال من هذه الظاهرة؟ ولماذا محافظة البيضاء لا يزال الثأر في نمو وتطور يوماً بعد يوم كما يرى البعض؟ومن نحمل ويتحمل مسؤولية هذه القضية؟ وما هي الإجراءات التي تتم بهدف القضاء على هذه الظاهرة؟هذه الأسئلة وغيرها كانت مفتاح هذا الملف تم طرحها على عدد من أبناء ومسئولي المحافظة وخرجنا بالحصيلة التالية: جهود رسمية وشعبية للحد من الظاهرة جهود كثيرة بذلت من قبل قيادة ومسئولي المحافظة والقيادات الاجتماعية ورجال الدين والمثقفين ومختلف الشرائح الواعية في المجتمع تجاه الظاهرة بهدف الحد منها والعمل على إنهائها. لمسات جادة للمحافظ محافظ المحافظة رئيس المجلس المحلي العميد محمد ناصر العامري له دور كبير في حل كثير من قضايا الثار في المحافظة ومنذ أن تولى قيادة المحافظة كانت هناك لمسات جادة لعمل الحلول والحد من هذه الظاهرة، فهو يرى أن أولويات المحافظة في محاربة الثأر تتلخص في تفعيل مواثيق الشرف والأخلاق بين القبائل ومساعدتهم في الخروج من أسباب الظاهرة، والقيام بزيارات إلى المناطق وتوعية المجتمع بخطورة الاستمرار في المشاكل.. وكشف عن وجود خطة خاصة لحل مشاكل الثأر في المحافظة وقال: إن هذه الظاهرة نوليها الاهتمام الكبير وقد تم تنفيذ عدد من الإجراءات بهدف القضاء عليها وأكثر قضايا الثأر متواجدة أكثر ما يكون في المناطق الغربية وهذه بلاشك تعيق عمل السلطة المحلية والمشاريع التنموية والخدمية وإن شاء الله نتغلب عليها من خلال السلطات المحلية في المديريات ومن خلال المواطنين والشخصيات الاجتماعية المتعاونين مع الدولة. وقال محافظ البيضاء تسعى قيادة المحافظة والسلطة المحلية للقضاء على ظاهرة الثأر المتوارثة في المحافظة من خلال دعوة أعضاء المجالس المحلية والشخصيات الاجتماعية باستمرار، وعقد اللقاءات بهم في عدد من المديريات لمناقشة قضايا الثأر ومعرفة أسباب حدوثها، والعمل على وضع الحلول المناسبة لها بتعاون كل أفراد المجتمع، وتفعيل دور الجهات المختصة، وإقناع المتنازعين بتحكيم شرع الله.. كون قضايا الثأر تؤثر سلبياً على عملية التنمية وتفكك اللحمة الاجتماعية بين أفراد المجتمع القبلي.. وأكد ان كثيرا من القبائل أبدت استعدادها لمناقشة الحلول وقطع جذور الثأر، وهذا يمثل عامل تحفيز ايجابيا للسلطة المحلية تجاه الجميع للتعاون وبذل كافة الجهود في سبيل ذلك. إنهاء قضايا الصراع السياسي وأشار إلى انه تم خلال الفترة الماضية إنهاء كثير من قضايا الثأر التي كانت بسبب الصراع السياسي والتي وصل بعضها إلى حدود 80 قتيلاً إضافة إلى مئات الجرحى , وقال الحمدالله كثير من هذه القضايا أنهيناها وعملنا صلحاً لمدة خمس سنوات على مستوى المحافظة بالكامل حصلت خلال الأيام الأخيرة بعض التجاوزات من قبل بعض القوى السياسية والدفع بهذه القضايا لإثارة الفتن داخل المحافظة وغيرها من المحافظات.. وهناك قضايا أخرى تم عقد صلح بتوجيهات من فخامة رئيس الجمهورية، بعضها حدث فيها خروقات وبعضها انتهت، وهناك قضايا نسعى لحلها والنتائج ايجابية، والصعوبة الكبيرة في حل هذه القضايا تتمثل في إقناع البعض باللجوء إلى القضاء، وتظل الجهود الذاتية والضغوط التي تمارسها الشخصيات الاجتماعية هي الأداة الرئيسة التي نعتمد عليها لحل هذه القضايا، وبتعاونهم استطعنا حل الكثير من هذه المشاكل، ويمكن القول إن مشكلة الثأر متركزة في ثلاث مديريات. حل أهم قضية ثأر وكانت آخر اتفاقيات الصلح التي تمت مؤخراً كانت في محافظة مأرب حيث شاركنا مع الأخ محافظ محافظة مارب في حل أهم قضية ثأر كبيرة قديمة كانت بين قبيلتي مراد وجيفة كانت تكاد ان تحصل من جديد ولكن بذلت جهود محلية وحكومية كبيرة جدا لاحتواء الأزمة وكانت بإشراف مباشر من الدكتور رشاد محمد العليمي والأخ الرئيس شخصيا والحمدالله تم حل القضية واتفاق الجميع ولم يبق إلا التنفيذ لما تم الاتفاق عليه في الصلح.. وأكد المحافظ العامري ان اتفاقيات الصلح مستمرة وان الاتفاقيات التي تمت أثمرت كثيرا وهناك بعض المخالفات يتم معالجتها أولا بأول. خطة خاصة الإجراءات التي تمت كانت على ضوء خطة خاصة تم وضعها لحل مشاكل الثأر من قبل قيادة المحافظة يتولى الإشراف على تنفيذها محافظ المحافظة شخصياً الذي قال نستمد توجيهاتنا من توجيهات فخامة الرئيس القائد حفظه الله ونحن مصممون وعازمون على إنهاء هذه الظاهرة.. وأهم ما في الخطة البدء بتجديد الصلح العام, ثانيا منع حمل الأسلحة في المدن الرئيسية والثانوية, ثالثا حل القضايا التي يمكن حلها وإحالة القضايا التي لا يمكن حلها للقضاء أو تشكيل لجان وفق لظروف ووضع كل قضية. تراجع مستمر وحول مدى انتشار الظاهرة في المحافظة قال المحافظ العامري أنها ليست بالمستوى الذي كانت في السابق خلال السنوات الثلاث الماضية حصلت قضايا ثأر بسبب أشياء بسيطة لاتستدعي الوصول إلى ما وصلت إليه من نتائج, ويمكن القول انه لا توجد جريمة منظمة في المحافظة وفي حالة حدوث قضايا أو مشاكل فهي حديثة وليدة وقتها عبارة عن خلافات بسيطة لكن العامل النفسي بين الناس جعل نتائجها إلى ما وصلت إليه بالإضافة إلى العادات والتقاليد . رغبة عامة لإنهاء الظاهرة كما أكد المحافظ العامري انه عازم على انهاء ظاهرة الثأر في المحافظة وقال: سوف نعمل جاهدين بإذن الله ما ستطعنا خصوصاً وانه توجد بوادر رغبة الكثير من أبناء المحافظة الخيرين بمختلف فئاتهم وانتماءاتهم للقضاء على ظاهرة الثأر بالإضافة إلى أن الأجهزة الأمنية بالمحافظة منسجمة ويقضه وتعمل على إيقاف مثل هذه الفتن في مختلف مناطق المحافظة. قرار يمنع حمل السلاح ومن الظواهر السلبية في محافظة البيضاء انتشار السلاح ولهذا يعتبره أبناء المحافظة احد أسباب انتشار وبقاء ظاهرة الثأر يقول المحافظ ان السلاح منتشر في كل مكان وليس في محافظة البيضاء ترافق مع حياة الإنسان من يوم يخلق.. ولهذا نحن في قيادة المحافظة نعمل على الحد من انتشار السلاح وخاصة داخل المدن وفي آخر اجتماع اللجنة الأمنية بالمحافظة الأسبوع الماضي اتخذنا قراراً بمنع دخول الأسلحة إلى المدن الرئيسية وبدأ تنفيذه من الأسبوع الماضي وقد تم تعزيز النقاط بالأفراد لمنع دخول الأسلحة والحد منها. أكثر القضايا في رداع وكيل المحافظة المساعد لشئون مديريات رداع علي محمد المنصوري والذي يعتبر شبه متخصص بحل مشاكل الثأر بالمحافظة, تكاد القضايا تأتي إليه شبه يومي منها ما يتم حلها بطرق التحكيم القبلي ومنها ما يتم إحالتها إلى أجهزة القضاء في حالة عدم وجود رغبة بالصلح, يقول المنصوري: هناك الكثير من قضايا الثأر في مديريات رداع ما تزال عالقة بدون حل وتعتبر أهم وأكثر القضايا في محافظة البيضاء, وهناك قضايا كثيرة تم حلها خاصة بعد إعلان الأخ رئيس الجمهورية حفظه الله الصلح بين الناس حيث وقعت جميع الأطراف على الصلح ومشى الصلح على ما يرام وأثناء فترة الصلح تم حل العديد من القضايا وكان من أهمها قضية المجانح والشراجبة في مديرية الشريه كان فيها ما يقارب 46 قتيلاً وجريحاً وعدد من المواشي والسيارات والحراثات, وهناك قضايا ثأر قديمة جدا كانت عالقة نتيجة الصراع السياسي من أيام التشطير من قبل إعادة تحقيق الوحدة المباركة تم حلها وفيها عدد من القتلى والجرحى من أهمها قضية آل سلال وآل شرهان.. ومن بين القضايا التي تم فيها صلح ولم ينفذ قضية في مديرية القرشية كان قد توصل فيها حل وقعت عليه جميع الأطراف ولكن بقيت أشياء ملحقة والمتعلقة بتنفيذ ما حكم لبعض الأشخاص في مبالغ مالية نقدية وعلى هذا الأساس لم تحل القضية وقتل احد الأشخاص بعد توقيع الصلح في سوق عنس وآخر في رداع, رغم توقيع الصلح ولكن لم تنته القضية من جذورها, هذه القضية فيها ما يقارب 28 قتيلاً نتمنى من الإخوة الذين كانوا قد بدؤوا بالصلح أن يكملوا هذه القضية بالذات. حل قضية عمرها 30عاماً ومن القضايا الكبيرة التي تم حلها قضية ثأر عمرها 30 عاماً كانت بين قبيلتي آل العروي وآل الحداد، والتي كبدت القبيلتين خسائر فادحة.. وقد تم أخذ العهود بعدم العودة إلى الثارات من قبل الجميع وتم ذلك بالتعاون مع المشايخ والشخصيات الاجتماعية وأعضاء السلطة المحلية, أيضاً هناك قضايا أخرى في مختلف المديريات تم فيها صلح والحمد الله الكثير ملتزم والناس إخوان يجتمعون ويعملون مع بعضهم البعض, بعض القضايا فيها أكثر من ثمانين قتيلاً.. وهناك قضايا قتل فردية كثيرة تم حلها وديا ومنها ما تم إحالتهم إلى القضاء. مشاكل الثأر كثيرة ومتنوعة مشاكل الثأر كثيرة ومتنوعة في المحافظة يقول الوكيل علي المنصوري هي في الأساس متوارثة وقديمة جدا اغلبها بسبب الصراعات السياسية منذ أيام التشطير, بعض قضايا الصراعات أثيرت الآن من جديد وقد تم حل الكثير منها , وهناك قضايا بسبب خلافات على أراض, ومشاكل اجتماعية وشخصية متنوعة, هذه قضايا بحاجة إلى حل, وتوجد بوادر من قبل البعض بتقبل الحل لكنهم بحاجة إلى من يوجههم ويدعوهم إلى الصلح, ووصل الأمر إلى أن بعض الناس تركوا منازلهم بسبب مشاكل الثأر وعدم وجود حلول واقتناعهم بأن مشاكل الثأر لاتولد إلا المزيد من التشتت والفرقة والعداء، وهناك قضايا ثأر قبلية عالقة وهذه تشكل خطر وتعصبات بين الحين والآخر في مختلف المديريات. تفاؤل بنهاية الثأر ورغم ذلك تفاءل المنصوري بقرب انتهاء عمر هذه الظاهرة والسبب انتشار الوعي بين أبناء المحافظة وقال: هناك وعي جيد يبشر بخير وأفضل مما كانت عليه الظاهرة في السابق, والكثير من الناس وصلوا إلى قناعة بضرورة عمل حلول نهائية لقضايا الثأر, لكنهم بحاجة إلى من يتولى قيادتهم ويلزمهم بالحلول, وأضاف المنصوري قائلاً الحلول تتمثل في وجود ضغط قيادي أمر, خاصة وان اغلب القضايا فيها استجابة ويوجد استعداد من أصحاب القضايا للتفويض. عد تنازلي الوكيل المنصوري أكد أن نسبة القضايا التي يتم فيها الصلح كثيرة, وقال: قضايا الثأر وخاصة خلال السنوات الأخيرة هي في عد تنازلي, فالوعي اثر في كثير من الناس, حيث كان في السابق إذا حصلت مشكلة وخرج احد الأشخاص يغير كان أفراد قبيلته يلبون النداء ويقفون إلى جانبه سواء كان على حق أو باطل, أما اليوم الوضع تغير الكثير مقتنعين بأن من يرتكب شيئاً يحاسب وحده, وهذا الأمر حد كثيراً من ظاهرة الثأر, حتى التعصب القبلي الذي كان موجوداً في السابق حالياً لا يوجد إلا بنسبة بسيطة. السلاح مشكلة قرار منع حمل السلاح يعتبره علي المنصوري ظاهرة ايجابية, وقال: ان الناس رحبت به وتوقف الكثير من الناس عن حمل السلاح داخل المدن ولكن للأسف هذه الظاهرة تعود بين الحين والآخر والوضع حاليا أفضل مما كان عليه الحال في السابق.. وتمنى أن يأتي اليوم الذي تكون فيه رداع خالية من الثأر ومن السلاح وقال: بحكم اختلاطي باستمرار بالمجتمع القبلي وجدت كل الناس يتمنوا منع حمل السلاح نهائياً وكذلك ظاهرة الثأر, ولتحقيق ذلك مطلوب توفير قوة كافية ودوريات أمنية ونقاط تفتيش وحراسة مستمرة, لمنع حمل السلاح بشكل نهائي, لان الناس أصبحوا على قناعة أنهم يريدون أن يدخلوا المدينة ويتمشوا بأمان واستقرار في جميع المناطق, فلو حصل منع السلاح سنجد أن الجميع ملتزم تماما, والدليل على ذلك انه حاليا يأتي الواحد من منطقته إلى المدينة عند النقطة يسلم سلاحه تلقائيا ويدخل المدينة يقضي حاجته ويعود بسلام. استعداد لحل جميع القضايا أحياناً توجد قضايا ثأر لاتوجد رغبة أو عدم التزام من قبل بعض الأطراف بالحل, سألنا المنصوري عن كيفية شعوره عندما يجد مثل هذه القضايا فقال: أنا بالنسبة لي يتحتم على ضميري وواجبي وكوني من منطقة رداع يجب أن ابذل كل جهدي لحل جميع القضايا التي تصل إلي ولم اشعر أنني وصلت إلى مرحلة إحباط نتيجة كثرتها أو لأي سبب آخر, وعندما أتدخل في قضايا لايمكن أن انحاز إلى طرف ضد آخر في قضية أقف موقف الحكم بين الجميع استمع إلى رأي الطرفين ومن لديه الدليل والحجة أحكم به وإذا كان هناك قبول لصلح نسعى وندعم لتحقيق الصلح والصلح خير. هناك مشاكل تحدث أحيانا تعيقنا كعدم التجاوب من قبل بعض الأطراف, أو انه تحدث مشكلة قتل لاسمح الله لاتوجد الأطقم للذهاب إلى إحضار الجاني, هنا اضطر في كثير من القضايا الذهاب بنفسي لإحضار الجاني, وتكون في بعض القضايا بمثابة مخاطرة أن اذهب بنفسي, ورغم ذلك الأجهزة الأمنية رغم إمكانياتها إلا أنها جيدة تقوم بواجبها بشكل جيد, ولا يمكن أن نقول إن هناك قصوراً من قبل الأجهزة الأمنية. مشكلة الثأر عامة حسين الرصاص وكيل المحافظة من جانبه قال: ظاهرة الثأر موجودة في محافظة البيضاء وفي معظم محافظات الجمهورية وخاصة في المحافظات الشرقية والشمالية, فمشكلة الثأر أرقت أبناء المحافظة كثيراً ينتج عنها مشاكل ومعاناة كثيرة وخاصة في مديريات رداع وبعض المديريات في البيضاء وتعمل قيادة السلطة المحلية في المحافظة والمديريات بالتعاون مع المشائخ والعلماء والشخصيات الاجتماعية والمثقفين من الذين لهم تأثير وقبول على حل مثل هذه المشاكل ..وأشار إلى أن اللجان التي تم تشكيلها للقضاء على ظاهرة الثار لم تتمكن من القيام بمهامها وتفعيل دورها على أكمل وجه وتعثرت لعدة أسباب منها الجانب المالي فهناك قضايا تتطلب التنقل وعقد اجتماعات ولقاءات وهذا يحتاج إلي مال وكان غير موجود.. بينما في الوقت الحالي الأخ المحافظ جاد في القضاء على الظاهرة وقد بدء بعقد عدد من اللقاءات مع عدد من المشائخ والشخصيات الاجتماعية وتم مناقشة وتدارس مشاكل الثأر وقد أبدا الجميع الرغبة في عقد صلح عام وشامل وهذا ما نتمناه جميعاً. انخفاض في القضايا وينظر وكيل محافظة البيضاء حسين الرصاص إلى أن ظاهرة الثأر بدأت في الانخفاض خاصة خلال الفترة الأخيرة وقال: هناك انخفاض كبير في الظاهرة نتيجة الوعي والتعليم بين أبناء المجتمع, وقد لعب التعليم دوراً كبيراً في انخفاض نسبة وقوع مشاكل ثار. ظاهرة خطيرة وبالنسبة لحمل السلاح وانتشاره في المحافظة والذي يعتبر احد أهم أسباب مشاكل الثأر قال: حمل السلاح ظاهرة خطيرة جداً, نأمل أن تكثف الجهود الأمنية على وجه الخصوص للحد منها, وأضاف قائلاً: إن ظاهرة حمل السلاح تؤثر على اقتصاد الوطن، ولا تشجع على الاستثمار، وتعد صورة غير حضارية لمجتمع ديمقراطي ينعم بالأمان.. لذا ندعو كافة شرائح المجتمع من مثقفين وسياسيين وشخصيات اجتماعية للمشاركة في عملية توعية المجتمع ضد حمل السلاح وتوضيح الخسائر التي يدفع ثمنها المجتمع جراء هذه الظاهرة التي تقف وراء تفشي ظاهرة الثأر. الحل في نشر الوعي ويرى أن الحل لإنهاء ظاهرة حمل السلاح يتطلب نشر الوعي بين أوسط المواطنين ويقتنعون بأن هذه الظاهرة تشكل خطراً كبيراً على حياة الناس وقال: نعاني كثيراً من حمل السلاح ولكن خلال الفترة الأخيرة خفت إلى حد ما خاصة في المدن وتقلصت كثير من المشاكل نتيجة منع حمل السلاح, وكما هو معروف أن العادات والتقاليد والأعراف القبلية التي تعيشها المحافظة تدل على انه من الصعب القضاء على مثل هذه الظواهر تماما خاصة وان هناك من يتفاخر بحمل السلاح الأمر يتطلب نشر الوعي بدرجة أساسية بين أبناء المحافظة ,وإن شاء الله بالوعي والمثابرة سوف ننهي مثل هذه الظواهر السيئة في المستقبل الذي ننظر له بتفاؤل كبير , خاصة وانه يوجد قبول كبير من قبل الكثير من أهل الحل والعقد للحد من هذه الظاهرة وهؤلاء لهم دور كبير ومهم في هذا الجانب. مثقفون: غياب الوعي الثقافي عزز انتشار الظاهرة الثأر والسلاح ظواهر بغيضة تحمل في طياتها مآسي ومتاعب لا حصر لها وتعتبر محافظة البيضاء إحدى المحافظات التي مزقها الثأر ذلك الداء الذي ينغص العيش ويفرق الشمل ويشتت الجمع قتل العباد والبلاد, يعتبر الكثير من أبناء المحافظة الثأر بأنه محطم الأحلام ومحطم التنمية والتطور وقالوا انه عطل الكثير من المصالح وشتت شمل الأسر والقبائل والأفراد وأكثر من يدفعون الثمن هم الشباب. نتائج ايجابية من النتائج الايجابية التي توصلنا إليها أثناء اللقاءات التي أجريناها مع عدد من أبناء المحافظة من مختلف الفئات ان ظاهرة الثأر في محافظة البيضاء تتلاشى من عام إلى آخر فعلى سبيل المثال قضايا هذا العام اقل من قضايا العام الماضي ومن أهم الأسباب التي أدت إلى ذلك انتشار نسبة الوعي والتعليم بين أبناء المحافظة وهذا ما يبشر بخير وان هذه الظاهرة سوف تنتهي كونها ظاهرة ممقوتة من المجتمع بدليل أنهم يعتبرونها احد اكبر المؤرقات لشريحة كبيرة من المجتمع اليمني وقالوا ان ظاهرة الثأر كانت ومازالت تعكس الصورة السيئة للمجتمعات القبيلة ظاهرة يتمنى الكثير ان تزول وتتلاشى في القرن ال 21 بعد الميلاد. دعوة لتفعيل الجانب الثقافي مدير عام مكتب الثقافة بالمحافظة خالد احمد محمود يرى بان الوعي والتعليم هو الحل الأمثل والناجح للقضاء على الثأر ودعا إلى ضرورة تفعيل الجانب الثقافي باعتباره الجانب الوضاء المشرق من الحياة وإرسائه كمشروع لمحاربة ظاهرة الثأر وكل الممارسات المعطلة لصيرورة الحياة وقال: هناك الكثير من الدلالات المهمة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم والتي تستدعي التأمل والبدء منها في تحليل فكرة الثقافة ومع أهمية هذه الدلالات إلا انه من النادر ماتم تناولها والكشف عن قيمتها في كتابتنا العربية المعاصرة التي عالجت فكرة الثقافة وعدم الاهتمام بمثل هذه الدلالات والكشف عنها ولعل ذلك يعود إلى تأخر مناهجنا البحثية في مجال بناء فكرة الثقافة أو نظرية الثقافة كمعادل أخلاقي سلوكي فالدلالات التي ورد ذكرها في القرآن الكريم هي دلالات غاية في الأهمية وبحاجة إلى مزيد من القراءة التأملية كي نكسب منها قوة الاستلهام وفيض المعاني الضابط لإيقاع السلوك البشري وتوجيه ذلك الإيقاع نحو السمو الإنساني المفرداني والجمعي. دلالات قرآنية عظيمة وأضاف خالد محمود: هناك دلالات العديدة والعظيمة المتمثلة وردت في القرآن الكريم منها على سبيل المثال في قوله تعالى: {اقرأ باسم ربك الذي خلق} دعوة واضحة لتعميق النظر في المدلول الثقافي لكلمة اقرأ بوجه خاص فالمفردة المذكورة تلفت النظر بقوة لفكرة الثقافة السلوكية الثقافة فالدعوة إلى ممارسة فعل القراءة هي دعوة إلى التثقيف. ظاهرة خبيثة ومؤلمة يوافقه في الرأي مدير عام الإعلام بالمحافظة محمد عبدالقادر القاضي الذي أبدى انزعاجه وتذمره الشديد من استمرار مشاكل الثأر في المحافظة وقال: موضوع الثأر مشكلة خطيرة وآفة تأكل الأخضر واليابس, ونحن في محافظة البيضاء نعاني من هذه الظاهرة الخبيثة والمؤلمة التي تحصد كثيراً من الأرواح وتيتم الأطفال وترمل النساء تعاني منها كثير من المناطق في المحافظة وخاصة في مديريات رداع. وأشاد محمد القاضي بدور محافظ المحافظة في العمل على إيجاد حل نهائي لظاهرة الثأر بالمحافظة وقال : في الحقيقة الأخ المحافظ له دور كبير وبذات هذه الأيام في كل لقاءاته واجتماعاته يحث على ضرورة وضع حد لهذه الظاهرة خاصة من خلال الدعوة إلى جميع الخيرين والعقلاء والوجهاء ومشائخ الضمان وأهل الحل والعقد والعلماء على ضرورة العمل على القضاء على الثأر وعقد العديد من الاجتماعات على مستوى المحافظة والمديريات كون المشاكل تختلف من مديرية إلي أخرى , وكان الهدف من الاجتماعات على مستوى المديريات الخروج باتفاق على مستوى كل مديرية والاتفاق على صلح عام , ومن ثم عقد اجتماع عام وموسع لجميع المديريات وقيادة المحافظة ووضع قاعدة صلح عام بين القبائل التي توجد بينها مشاكل ثأر. صلح لخمس سنوات وأضاف مدير الإعلام قائلاً: في الاجتماع الأخير سيتم وضع قاعدة صلح عام بين القبائل لمدة خمس سنوات , على ان تستغل هذه الخمس السنوات في البحث والحل الجذري لكل المشاكل القديمة والحديثة في جميع المناطق التي توجد فيها مشاكل ثأر , وفي نفس الوقت الاتفاق على قاعدة تهجير مدينة رداع لأن مدينة رداع تختلف عن مدينة البيضاء في حمل السلاح وكثير من المشاكل , تتضمن القاعدة منع حمل السلاح بمدينة رداع ولا يؤخذ ثأر داخل مدينة رداع , على أساس ان الذي يحمل سلاحاً ويأخذ ثأراً أو يطلق ناراً في مدينة رداع يتحمل المسئولية الكاملة , ومن يحدث أي مشكلة تعتبر مشكلة جديدة تحال إلى النيابة لاتخاذ الإجراءات القانونية ويأخذ جزاءه. ثمار جيدة لمنع السلاح ويعتبر محمد القاضي حمل السلاح سبباً رئيسياً يثير الثأر وقال: هذه ظاهرة خطيرة جدا وتنتج عنها وجود ثارت , فمن السهل لمن يحمل السلاح ارتكاب المشاكل والقتل, وقد كان للحملة التي قامت بها وزارة الداخلية لمنع حمل السلاح أو التجول به داخل المدن نتائج وثمار جيدة حدت من نسبة الجريمة حتى على مستوى الجمهورية بشكل عام ومنها محافظة البيضاء وقد نشرت الكثير من الأخبار والتقارير في مختلف وسائل الإعلام المحلية والخارجية تؤكد أن الحملة حققت نتائج كبيرة, وأثمرت في انخفاض الجرائم التي ترتكب بالأسلحة النارية بشكل كبير جدا بما في ذلك جرائم القتل في مختلف المناطق والمحافظات أغلقت الكثير من محلات بيع السلاح , ففي محافظة البيضاء تم إغلاق محلات كثيرة لبيع السلاح وخاصة في منطقة السوادية والطفة هذه المناطق كان يباع وينتشر فيها السلاح بمختلف أنواعه بشكل كبير , ولكن على ما يبدو وكأن الأمر بدأ بالعودة على ما كان ولكنه ليس بنفس ما كان في السابق. عودة جديدة للسلاح في محافظة البيضاء تعتبر مديرية السوادية وتأتي بعدها الطفة هما أكثر واكبر المناطق يباع وينتشر السلاح فيهما بكثرة وهناك محلات للبيع بالعلن لكل أنوع الأسلحة , وكانت قد أغلقت جميع المحلات لكنها مؤخرا بدأت بعضها بالعودة, ولهذا طالب محمد القاضي الدولة بالاستمرار في متابعة إغلاق محلات بيع السلاح إلى جانب متابعة منع حمل السلاح داخل المدن وقال: خلال الأيام الأخيرة هناك من يحمل السلاح داخل المدن صحيح انه ليس كما كان في السابق عند بدء تطبيق حملة منع حمل السلاح وكان الجميع ملتزماً وحملات التفتيش منتشرة في جميع المدن وبعد أن خفت بدأ البعض بالعودة إلى حمل السلاح.. واختتم القاضي حديثه بالقول أتمنى أن تكون محافظة البيضاء خالية من السلاح ومن الثأر وتقديري بمحافظة عدن وتعز وأمانة العاصمة وجميع المدن التي تخلو من حمل السلاح وهذا ما تهدف إليه قيادة المحافظة ويتمناه أبناء المحافظة. جريمة تبحث عن حلول مدير مكتب الثقافة بمدينة رداع علي احمد الحراض يعتبر مشكلة الثأر إحدى اكبر واهم المشكلات التي مازالت تؤرق المجتمع وتنخر كيانه منذ مئات السنين منذ أن كانت المجتمعات أكثر بدائيه ولم تزل حاكمة بعد أن خلفت الكثير من الضحايا والكثير من الأرامل والأيتام. وقال: رغم الجهود الكثيرة التي بذلت سواء رسمية أو شعبية لمواجهة هذه المشكلة ومحاصرتها وإيجاد الحلول لها إلا أنها لاتزال عصية على ذلك لأسباب عدة أهمها وأولها الإنسان ذلك الإنسان الذي يقتل أخاه الإنسان للحقد الذي وقر في الصدر والكراهية التي استولت على الفهم ولم ير إلا الدم حلاً للمشكلة وإلغاء الآخر أفضل الحلول وأسرعها. عائق لمسيرة التقدم وحول الآثار التي خلفتها ظاهرة الثأر في حياة المجتمع قال: إن لها تأثيرات كثيرة وأنها تشكل عائقاً كبيراً لمسيرة التقدم في البلاد ولها اثر سلبي على مختلف مناحي الحياة وأوجدت الفتن والضغائن ونشرت الذعر والخوف والرعب وقبل هذا وذاك هي مخالفة صريحة وواضحة لشرع الله الذي جعل حق الإنسان في الحياة حقاً مقدساً إذ يقول سبحانه وتعالى{ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق...} وقال أيضاً {من اجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل انه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً} صدق الله العظيم.. ومن خلال هذه الآيات نجد أن الله سبحانه وتعالى لم يحرم قتل النفس وحسب بل جعل القاتل وكأنه قتل الناس جمعاً, وهو أمر يبين عظمة هذا الجرم عند الله سبحانه وتعالى. غياب الوازع الديني والعدالة ويرى الحراض أن ظاهرة الثأر من ابرز الظواهر تمارس بشتى أدوات القتل والعنف لها أسباب عديدة لعل أهمها غياب الوازع الديني لدى القاتل, والجهل بعواقب الأمور, ومن الأسباب المهمة أيضا غياب العدالة التي تقتص من الجاني أياً كان مركزه أو وضعه الاجتماعي, وكذا التطويل في إجراءات التقاضي أكثر مما يجب الأمر بسبب انعدام الثقة بين المتقاضين وأجهزة القضاء وحالة من الإحباط واليأس لدى أولياء المجني عليه مما يجعلهم في حالة اضطرار لأخذ الثأر بأيديهم. أيضا حمل السلاح والتجول به من الأسباب التي تؤدي إلى الثأر, وكذا ظاهرة إيواء المحدث أو بالمفهوم القبلي (الرباعة) والتي يلجأ إليها الجاني للاحتماء بها لدى الأفراد أو القبيلة الأمر الذي يوجد الضغائن والأحقاد ويؤدي إلى أعمال الانتقام أو الثأر من الآخرين. حلول ومعالجات ومن اجل الحد من هذه الظاهرة اقترح على الحراض عدد من الحلول أو المعالجات تتمثل في ضرورة تضافر كل الجهود الرسمية والشعبية للعمل على محاصرة هذه الظاهرة بتعاون مع الأجهزة الأمنية, وسرعة إحالة القضايا إلى الجهات القضائية المختصة دون مواربة أو تباطؤ. ونشر الوعي الديني في أوساط المجتمع وخاصة المجتمعات القبلية لتعريفهم بمخاطر ظاهرة الثأر وبما وعد الله عباده من الجزاء.. كذلك من المعالجات الحد من ظاهرة الرباعة لما لها من نتائج سيئة امتثالاً لحديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (لعن الله من أوى محدثاً) وذلك بعقد لقاء موسع وتوقيع قاعدة التزام من جميع القبائل بتعاون وإشراف السلطة المحلية في كل محافظة، وسرعة التقاضي وانجاز الأحكام الشرعية لدى المحاكم الشرعية بدرجاتها المختلفة. ونشر الوعي الاجتماعي وتطبيق كافة القوانين المتعلقة بهذا الشأن, وخاصة ما يتعلق بحمل السلاح والتجول به.. أيضا من المعالجات للحد من ظاهرة الثأر تشكيل لجان أساسية ولجان فرعية في المديريات تسمى (لجنة السلم الاجتماعي) مهمتها عقد صلح بين الأطراف التي لها قضايا ثأر ولمدة معينة يتم خلالها معالجة وإيجاد الحلول لتلك القضايا على أن تساهم الدولة برعاية تلك اللجان وتتحمل الغرامات المادية المترتبة مساهمة منها في تحقيق الأمن والسكينة في حياة الناس وفي الأخير نتمنى ان تنتهي هذه الظاهرة السيئة وينعم الجميع بالأمن والاستقرار والطمأنينة. تنتشر في المجتمعات قليلة الوعي الشاب أحمد العامري احد شباب المحافظة اعتبر ظاهرة الثأر ظاهرة اجتماعية سيئة تنتشر بكثرة في المجتمعات قليلة الوعي، وبذرتها الأولى هي الفتنة، وحصادها القتل، وثمارها تيتيم للأطفال، وترميل النساء.. وارجع أسبابها إلى عدم الوعي التام لمرتكبي هذه الظاهرة بما ورد في القرآن الكريم، والسنة المطهرة، من عقاب لمن قتل نفس بغير حق.. وأشار إلى ان اتِّباع القوانين والأعراف الخاطئة التي تنتشر بين أبناء القبائل مثل قولهم "الطارف غريم"، وغياب دور القضاء والمحاكم في سرعة البت في القضايا التي تصل للجهات المختصة، وتأخير البت في حل القضايا البسيطة والصغيرة بالطرق السلمية المناسبة هذه أيضا تعتبر سبباً في نشوء قضايا ثأر جديدة بالإضافة إلى العصبية القبلية الغاشمة التي لا تفرق بين الحق والباطل ولا تعمل على تحقيق العدل بين الناس، وإنما تتحد وتتعصب لأفرادها دون النظر في الأمر، أحق هو أم باطل؟ حد قوله.. وعن الحلول قال أحمد العامري: يجب القيام بنشر تعاليم الإسلام وقيمه، خاصة التي تجنب المجتمع المشاكل والفتن، والعمل على معالجتها وفقاً لتعاليم الشريعة الإسلامية السمحاء، وتوجيه الخطباء والمرشدين والمثقفين إلى نشر الوعي ونبذ العنصرية الداعية إلى ما نهى عنه الإسلام، وحل القضايا المزمنة والحديثة؛ حتى لا تكون سبباً لقضايا ثأر مستحدثة، وعقد المصالحات بين الأطراف المتنازعة، حتى يتم إيجاد الحلول المناسبة لقضايا الثأر بتنازل وتعاون الجهات المتنازعة، وأفراد المجتمع بكل شرائحه. دخيلة على العادات والتقاليد اليمنية زميله علي العواضي وافقه في الرأي وقال: ظاهرة الثأر من الظواهر السيئة والمنبوذة التي أساءت كثيراً إلى المجتمع اليمني وهي دخيلة على عاداتنا وتقاليدنا وتمثل سلوكاً عدوانياً مشيناً، ونحن ضد هذه الظاهرة وندينها لكونها لم تجلب للمجتمع سوى الخوف والرعب وتأخير عملية التنمية فيه فضلاً عن الآثار السلبية التي لا حصر لها جراء جريمة الثأر، وانطلاقاً من مسئوليتنا فإننا ندعو الجميع إلى التعاون والمبادرة بحل مشاكل الثأر وكذا العمل على إبرام وثيقة صلح وهدنة لمدة خمسة أعوام بين جميع القبائل وعلى أن يتم مناقشة وحل القضايا خلال فترة الصلح والعمل بكل إخلاص وتفان من أجل أمن واستقرار مجتمعاتنا وخير وطننا الغالي. تألم الجميع لاتختلف كثير من أراء الشباب ممن التقينا بهم في أكثر من مكان أثناء زيارتنا للمحافظة الجميع ينبذ هذه الظاهرة ويتمنى القضاء عليها كونها تؤلم الجميع ومعاناتها كبيرة ولقد أصبحت تشكل أشبه بالمرض الاجتماعي استعصى علاجه في بعض المناطق وصارت له الكثير من الآثار السلبية المدمِّرة.. وهذا ما توصلنا إليه مع محمد وخالد وناجي من شباب المحافظة التقينا بهم في ساحة مبنى كلية التربية وأجرينا معهم لقاء جماعياً وكان أشبه بحلقة نقاش حول ظاهرة الثأر وقالوا ان جميع الشباب مع جميع الإجراءات التي تهدف للقضاء على هذه الظاهرة وكل من يسعى ويعمل من اجل الصلح العام, ونتمنى وجود صلح عام ينهي هذه الظاهرة تماماً.. يقول محمد: الثأر من أهم المشاكل التي لا تزال تؤرق المجتمع وتسهم في إضعاف كيانه واستقراره لكون هذه الظاهرة الممقوتة ديناً وخلقاً وعرفاً تستهدف قتل الأنفس البريئة بدون وجه حق وتؤسس للنزعات العصبية والثارات المزمنة.. ولذلك لا بد من اجتثاثها من جذورها وتعمل هذه الظاهرة على عرقلة مسيرة التنمية والبناء في المجتمع وإشاعة الخوف والرعب والقلق والاضطراب وتعمل على نشر ثقافة الكراهية والحقد وحب الانتقام وإقلاق السكينة العامة والأمن والاستقرار، وفي اعتقادي أن اللجوء للثأر أياً كانت الدوافع والأسباب يعد عملاً مشيناً ويسيء إلى العادات والتقاليد والأعراف في المجتمع اليمني. زميله خالد من جانبه قال تعتبر ظاهرة الثأر من أخطر الظواهر السلبية وتمثل في حد ذاتها كارثة عظيمة فلو تمعن الإنسان إلى تلكم الخسائر البشرية والمادية وإلى الأرواح التي تزهق والمصابين الذين يسقطون جراء الثأر لأدرك حقيقة هذه الظاهرة التي لا تقل في خطرها عن الفقر والفساد والقاعدة وذلك لكونها تتهدد المجتمع الإنساني وتنذر بكارثة إذا لم يتم تلافيها. في حين قال ناجي الثار آفة اجتماعية خطيرة لا تعرف سوى لغة النار والرصاص والتشبث بالأعراف الباطلة , ترتفع فيها هامات البنادق وتمضي إلى مصير مجهول وخوف وقلق ورعب وتوجس لا متناهي ومآس ليس لها حدود وأحداث تشيب لها الولدان وخسائر فادحة ولا تلوح في الأفق ثمة حلول سوى المزيد من الدماء الساخنة والإمعان في الجريمة. حلول من وجهة نظر الشباب واقترح ناجي وخالد ومحمد مجموعة من الحلول المجدية التي يرونها مناسبة لمثل هذه القضية تتمثل أبرزها في القيام بدور أكبر في التوعية المكثفة لأبناء المجتمع من خلال وسائل الإعلام والمساجد والمدارس وعمل اللقاءات الموسعة من أجل التوعية بمخاطر هذه الظاهرة.. وكذلك لا بد من تعزيز دور الأجهزة الأمنية ودعمها بالإمكانات المطلوبة لكي تقوم بواجبها وتفعيل الأجهزة القضائية بما يمكنها من الفصل في القضايا وسرعة إجراءات التقاضي فيها وإنجاز وتنفيذ الأحكام وبحيث تكون قضايا الثأر من القضايا المستعجلة وعدم القبول بالأحكام العرفية المخالفة للشرع والقانون ورفض كل ما يترتب عليها من نتائج.. التوعية بمخاطر الثأر ولا بد من السعي بخطى حثيثة نحو التأسيس لمجتمع مسالم خالٍ من الصراعات الثارية التناحرية، ولا بد من العمل على حشد كافة شرائح المجتمع وعمل اللقاءات مع المشائخ والأعيان والأجهزة الأمنية وتعاون الجميع في حل مختلف القضايا وبذل أقصى الجهود والطاقات في سبيل التخلص من هذه الظاهرة السيئة.