صرخة في وجه الطغيان: "آل قطران" ليسوا أرقاماً في سرداب النسيان!    كتاب جديد لعلوان الجيلاني يوثق سيرة أحد أعلام التصوف في اليمن    أبو الغيط يجدد الموقف العربي الملتزم بوحدة اليمن ودعم الحكومة الشرعية    البنك المركزي بصنعاء يحذر من شركة وكيانات وهمية تمارس أنشطة احتيالية    الكويت تؤكد أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لحفظ وحدة وسيادة اليمن    صنعاء.. تشييع جثامين خمسة ضباط برتب عليا قضوا في عمليات «إسناد غزة»    صنعاء توجه بتخصيص باصات للنساء وسط انتقادات ورفض ناشطين    وطن الحزن.. حين يصير الألم هوية    فقيد الوطن و الساحة الفنية الدكتور علوي عبدالله طاهر    حريق يلتهم مستودع طاقة شمسية في المكلا    مصر: نتنياهو يعرقل المرحلة الثانية من اتفاق غزة    إصابة مواطنين ومهاجر إفريقي بقصف متجدد للعدو السعودي على صعدة    حضرموت تكسر ظهر اقتصاد الإعاشة: يصرخ لصوص الوحدة حين يقترب الجنوب من نفطه    تحليل في بيانات الحزب الاشتراكي اليمني في الرياض وعدن    القائم بأعمال وزير الاقتصاد يزور عددا من المصانع العاملة والمتعثرة    البنك المركزي اليمني يحذّر من التعامل مع "كيو نت" والكيانات الوهمية الأخرى    توتر جديد بين مرتزقة العدوان: اشتباكات مستمرة في حضرموت    الرشيد تعز يعتلي صدارة المجموعة الرابعة بعد فوزه على السد مأرب في دوري الدرجة الثانية    صنعاء.. تشييع جثمان الشهيد يحيى صوفان في مديرية الطيال    لحج.. تخرج الدفعة الأولى من معلمي المعهد العالي للمعلمين بلبعوس.    هيئة التأمينات تعلن صرف نصف معاش للمتقاعدين المدنيين    مدرسة الإمام علي تحرز المركز الأول في مسابقة القرآن الكريم لطلاب الصف الأول الأساسي    صنعاء تحتفل بتوطين زراعة القوقعة لأول مرة في اليمن    المحرّمي يؤكد أهمية الشراكة مع القطاع الخاص لتعزيز الاقتصاد وضمان استقرار الأسواق    تعز أبية رغم الإرهاب    3923 خريجاً يؤدون امتحان مزاولة المهنة بصنعاء للعام 2025    صدور كتاب جديد يكشف تحولات اليمن الإقليمية بين التكامل والتبعية    بالفيديو .. وزارة الداخلية تعلن دعمها الكامل لتحركات المجلس الانتقالي وتطالب الرئيس الزبيدي بإعلان دولة الجنوب العربي    ميسي يتربّع على قمة رياضيي القرن ال21    استثمار سعودي - أوروبي لتطوير حلول طويلة الأمد لتخزين الطاقة    الأميّة المرورية.. خطر صامت يفتك بالطرق وأرواح الناس    باكستان تبرم صفقة أسلحة ب 4.6 مليار دولار مع قوات حفتر في ليبيا    أرسنال يهزم كريستال بالاس بعد 16 ركلة ترجيح ويتأهل إلى نصف نهائي كأس الرابطة    تركيا تدق ناقوس الخطر.. 15 مليون مدمن    ذا كريدل": اليمن ساحة "حرب باردة" بين الرياض وأبو ظبي    نيجيريا.. قتلى وجرحى بانفجار "عبوة ناسفة" استهدفت جامع    سلامة قلبك يا حاشد    المدير التنفيذي للجمعية اليمنية للإعلام الرياضي بشير سنان يكرم الزملاء المصوّرين الصحفيين الذين شاركوا في تغطية بطولات كبرى أُقيمت في دولة قطر عام 2025    الصحفي المتخصص بالإعلام الاقتصادي نجيب إسماعيل نجيب العدوفي ..    الجزائر تفتتح مشوارها بأمم إفريقيا بفوز ساحق على السودان"    تعود لاكثر من 300 عام : اكتشاف قبور اثرية وتحديد هويتها في ذمار    ضبط محطات غير قانونية لتكرير المشتقات النفطية في الخشعة بحضرموت    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل في مشروع سد حسان بمحافظة أبين    الحديدة تدشن فعاليات جمعة رجب بلقاء موسع يجمع العلماء والقيادات    هيئة الزكاة تدشن برامج صحية واجتماعية جديدة في صعدة    "أهازيج البراعم".. إصدار شعري جديد للأطفال يصدر في صنعاء    دور الهيئة النسائية في ترسيخ قيم "جمعة رجب" وحماية المجتمع من طمس الهوية    تحذير طبي برودة القدمين المستمرة تنذر بأمراض خطيرة    تضامن حضرموت يواجه مساء اليوم النهضة العماني في كأس الخليج للأندية    الفواكه المجففة تمنح الطاقة والدفء في الشتاء    تكريم الفائزات ببطولة الرماية المفتوحة في صنعاء    هيئة المواصفات والمقاييس تحذر من منتج حليب أطفال ملوث ببكتيريا خطرة    تحذيرات طبية من خطورة تجمعات مياه المجاري في عدد من الأحياء بمدينة إب    مرض الفشل الكلوي (33)    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    تحرير حضرموت: اللطمة التي أفقدت قوى الاحتلال صوابها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ينغصان العيش ويفرقان الشمل ويشتتان الجمع
الثأر والسلاح في محافظة البيضاء
نشر في الجمهورية يوم 21 - 03 - 2011

تمثل ظاهرة الثار إحدى أهم وأكبر المشكلات التي ما زالت تعاني منها محافظة البيضاء وأصبحت أشبه بالمرض الاجتماعي استعصى علاجه في بعض مناطق المحافظة وصارت تشكل الكثير من الآثار السلبية المدمِّرة.. ويؤكد أبناء المحافظة ان هذه الظاهرة تؤرق حياة المجتمع وتتهدد أفراده بمزيد من القتلى والجرحى ذلك أن هذا التقليد الجاهلي الأعمى استباح الحرمات وأوغل في قتل وإزهاق الأنفس البشرية وتفكك وحدته الاجتماعية.. فما هو الحل الأمثل لهذه الظاهرة? وكيف هو واقع هذه الظاهرة اليوم؟وهل سيأتي يوم خال من هذه الظاهرة؟ ولماذا محافظة البيضاء لا يزال الثأر في نمو وتطور يوماً بعد يوم كما يرى البعض؟ومن نحمل ويتحمل مسؤولية هذه القضية؟ وما هي الإجراءات التي تتم بهدف القضاء على هذه الظاهرة؟هذه الأسئلة وغيرها كانت مفتاح هذا الملف تم طرحها على عدد من أبناء ومسئولي المحافظة وخرجنا بالحصيلة التالية:
جهود رسمية وشعبية للحد من الظاهرة
جهود كثيرة بذلت من قبل قيادة ومسئولي المحافظة والقيادات الاجتماعية ورجال الدين والمثقفين ومختلف الشرائح الواعية في المجتمع تجاه الظاهرة بهدف الحد منها والعمل على إنهائها.
لمسات جادة للمحافظ
محافظ المحافظة رئيس المجلس المحلي العميد محمد ناصر العامري له دور كبير في حل كثير من قضايا الثار في المحافظة ومنذ أن تولى قيادة المحافظة كانت هناك لمسات جادة لعمل الحلول والحد من هذه الظاهرة، فهو يرى أن أولويات المحافظة في محاربة الثأر تتلخص في تفعيل مواثيق الشرف والأخلاق بين القبائل ومساعدتهم في الخروج من أسباب الظاهرة، والقيام بزيارات إلى المناطق وتوعية المجتمع بخطورة الاستمرار في المشاكل.. وكشف عن وجود خطة خاصة لحل مشاكل الثأر في المحافظة وقال: إن هذه الظاهرة نوليها الاهتمام الكبير وقد تم تنفيذ عدد من الإجراءات بهدف القضاء عليها وأكثر قضايا الثأر متواجدة أكثر ما يكون في المناطق الغربية وهذه بلاشك تعيق عمل السلطة المحلية والمشاريع التنموية والخدمية وإن شاء الله نتغلب عليها من خلال السلطات المحلية في المديريات ومن خلال المواطنين والشخصيات الاجتماعية المتعاونين مع الدولة.
وقال محافظ البيضاء تسعى قيادة المحافظة والسلطة المحلية للقضاء على ظاهرة الثأر المتوارثة في المحافظة من خلال دعوة أعضاء المجالس المحلية والشخصيات الاجتماعية باستمرار، وعقد اللقاءات بهم في عدد من المديريات لمناقشة قضايا الثأر ومعرفة أسباب حدوثها، والعمل على وضع الحلول المناسبة لها بتعاون كل أفراد المجتمع، وتفعيل دور الجهات المختصة، وإقناع المتنازعين بتحكيم شرع الله.. كون قضايا الثأر تؤثر سلبياً على عملية التنمية وتفكك اللحمة الاجتماعية بين أفراد المجتمع القبلي.. وأكد ان كثيرا من القبائل أبدت استعدادها لمناقشة الحلول وقطع جذور الثأر، وهذا يمثل عامل تحفيز ايجابيا للسلطة المحلية تجاه الجميع للتعاون وبذل كافة الجهود في سبيل ذلك.
إنهاء قضايا الصراع السياسي
وأشار إلى انه تم خلال الفترة الماضية إنهاء كثير من قضايا الثأر التي كانت بسبب الصراع السياسي والتي وصل بعضها إلى حدود 80 قتيلاً إضافة إلى مئات الجرحى , وقال الحمدالله كثير من هذه القضايا أنهيناها وعملنا صلحاً لمدة خمس سنوات على مستوى المحافظة بالكامل حصلت خلال الأيام الأخيرة بعض التجاوزات من قبل بعض القوى السياسية والدفع بهذه القضايا لإثارة الفتن داخل المحافظة وغيرها من المحافظات.. وهناك قضايا أخرى تم عقد صلح بتوجيهات من فخامة رئيس الجمهورية، بعضها حدث فيها خروقات وبعضها انتهت، وهناك قضايا نسعى لحلها والنتائج ايجابية، والصعوبة الكبيرة في حل هذه القضايا تتمثل في إقناع البعض باللجوء إلى القضاء، وتظل الجهود الذاتية والضغوط التي تمارسها الشخصيات الاجتماعية هي الأداة الرئيسة التي نعتمد عليها لحل هذه القضايا، وبتعاونهم استطعنا حل الكثير من هذه المشاكل، ويمكن القول إن مشكلة الثأر متركزة في ثلاث مديريات.
حل أهم قضية ثأر
وكانت آخر اتفاقيات الصلح التي تمت مؤخراً كانت في محافظة مأرب حيث شاركنا مع الأخ محافظ محافظة مارب في حل أهم قضية ثأر كبيرة قديمة كانت بين قبيلتي مراد وجيفة كانت تكاد ان تحصل من جديد ولكن بذلت جهود محلية وحكومية كبيرة جدا لاحتواء الأزمة وكانت بإشراف مباشر من الدكتور رشاد محمد العليمي والأخ الرئيس شخصيا والحمدالله تم حل القضية واتفاق الجميع ولم يبق إلا التنفيذ لما تم الاتفاق عليه في الصلح.. وأكد المحافظ العامري ان اتفاقيات الصلح مستمرة وان الاتفاقيات التي تمت أثمرت كثيرا وهناك بعض المخالفات يتم معالجتها أولا بأول.
خطة خاصة
الإجراءات التي تمت كانت على ضوء خطة خاصة تم وضعها لحل مشاكل الثأر من قبل قيادة المحافظة يتولى الإشراف على تنفيذها محافظ المحافظة شخصياً الذي قال نستمد توجيهاتنا من توجيهات فخامة الرئيس القائد حفظه الله ونحن مصممون وعازمون على إنهاء هذه الظاهرة.. وأهم ما في الخطة البدء بتجديد الصلح العام, ثانيا منع حمل الأسلحة في المدن الرئيسية والثانوية, ثالثا حل القضايا التي يمكن حلها وإحالة القضايا التي لا يمكن حلها للقضاء أو تشكيل لجان وفق لظروف ووضع كل قضية.
تراجع مستمر
وحول مدى انتشار الظاهرة في المحافظة قال المحافظ العامري أنها ليست بالمستوى الذي كانت في السابق خلال السنوات الثلاث الماضية حصلت قضايا ثأر بسبب أشياء بسيطة لاتستدعي الوصول إلى ما وصلت إليه من نتائج, ويمكن القول انه لا توجد جريمة منظمة في المحافظة وفي حالة حدوث قضايا أو مشاكل فهي حديثة وليدة وقتها عبارة عن خلافات بسيطة لكن العامل النفسي بين الناس جعل نتائجها إلى ما وصلت إليه بالإضافة إلى العادات والتقاليد .
رغبة عامة لإنهاء الظاهرة
كما أكد المحافظ العامري انه عازم على انهاء ظاهرة الثأر في المحافظة وقال: سوف نعمل جاهدين بإذن الله ما ستطعنا خصوصاً وانه توجد بوادر رغبة الكثير من أبناء المحافظة الخيرين بمختلف فئاتهم وانتماءاتهم للقضاء على ظاهرة الثأر بالإضافة إلى أن الأجهزة الأمنية بالمحافظة منسجمة ويقضه وتعمل على إيقاف مثل هذه الفتن في مختلف مناطق المحافظة.
قرار يمنع حمل السلاح
ومن الظواهر السلبية في محافظة البيضاء انتشار السلاح ولهذا يعتبره أبناء المحافظة احد أسباب انتشار وبقاء ظاهرة الثأر يقول المحافظ ان السلاح منتشر في كل مكان وليس في محافظة البيضاء ترافق مع حياة الإنسان من يوم يخلق.. ولهذا نحن في قيادة المحافظة نعمل على الحد من انتشار السلاح وخاصة داخل المدن وفي آخر اجتماع اللجنة الأمنية بالمحافظة الأسبوع الماضي اتخذنا قراراً بمنع دخول الأسلحة إلى المدن الرئيسية وبدأ تنفيذه من الأسبوع الماضي وقد تم تعزيز النقاط بالأفراد لمنع دخول الأسلحة والحد منها.
أكثر القضايا في رداع
وكيل المحافظة المساعد لشئون مديريات رداع علي محمد المنصوري والذي يعتبر شبه متخصص بحل مشاكل الثأر بالمحافظة, تكاد القضايا تأتي إليه شبه يومي منها ما يتم حلها بطرق التحكيم القبلي ومنها ما يتم إحالتها إلى أجهزة القضاء في حالة عدم وجود رغبة بالصلح, يقول المنصوري:
هناك الكثير من قضايا الثأر في مديريات رداع ما تزال عالقة بدون حل وتعتبر أهم وأكثر القضايا في محافظة البيضاء, وهناك قضايا كثيرة تم حلها خاصة بعد إعلان الأخ رئيس الجمهورية حفظه الله الصلح بين الناس حيث وقعت جميع الأطراف على الصلح ومشى الصلح على ما يرام وأثناء فترة الصلح تم حل العديد من القضايا وكان من أهمها قضية المجانح والشراجبة في مديرية الشريه كان فيها ما يقارب 46 قتيلاً وجريحاً وعدد من المواشي والسيارات والحراثات, وهناك قضايا ثأر قديمة جدا كانت عالقة نتيجة الصراع السياسي من أيام التشطير من قبل إعادة تحقيق الوحدة المباركة تم حلها وفيها عدد من القتلى والجرحى من أهمها قضية آل سلال وآل شرهان.. ومن بين القضايا التي تم فيها صلح ولم ينفذ قضية في مديرية القرشية كان قد توصل فيها حل وقعت عليه جميع الأطراف ولكن بقيت أشياء ملحقة والمتعلقة بتنفيذ ما حكم لبعض الأشخاص في مبالغ مالية نقدية وعلى هذا الأساس لم تحل القضية وقتل احد الأشخاص بعد توقيع الصلح في سوق عنس وآخر في رداع, رغم توقيع الصلح ولكن لم تنته القضية من جذورها, هذه القضية فيها ما يقارب 28 قتيلاً نتمنى من الإخوة الذين كانوا قد بدؤوا بالصلح أن يكملوا هذه القضية بالذات.
حل قضية عمرها 30عاماً
ومن القضايا الكبيرة التي تم حلها قضية ثأر عمرها 30 عاماً كانت بين قبيلتي آل العروي وآل الحداد، والتي كبدت القبيلتين خسائر فادحة.. وقد تم أخذ العهود بعدم العودة إلى الثارات من قبل الجميع وتم ذلك بالتعاون مع المشايخ والشخصيات الاجتماعية وأعضاء السلطة المحلية, أيضاً هناك قضايا أخرى في مختلف المديريات تم فيها صلح والحمد الله الكثير ملتزم والناس إخوان يجتمعون ويعملون مع بعضهم البعض, بعض القضايا فيها أكثر من ثمانين قتيلاً.. وهناك قضايا قتل فردية كثيرة تم حلها وديا ومنها ما تم إحالتهم إلى القضاء.
مشاكل الثأر كثيرة ومتنوعة
مشاكل الثأر كثيرة ومتنوعة في المحافظة يقول الوكيل علي المنصوري هي في الأساس متوارثة وقديمة جدا اغلبها بسبب الصراعات السياسية منذ أيام التشطير, بعض قضايا الصراعات أثيرت الآن من جديد وقد تم حل الكثير منها , وهناك قضايا بسبب خلافات على أراض, ومشاكل اجتماعية وشخصية متنوعة, هذه قضايا بحاجة إلى حل, وتوجد بوادر من قبل البعض بتقبل الحل لكنهم بحاجة إلى من يوجههم ويدعوهم إلى الصلح, ووصل الأمر إلى أن بعض الناس تركوا منازلهم بسبب مشاكل الثأر وعدم وجود حلول واقتناعهم بأن مشاكل الثأر لاتولد إلا المزيد من التشتت والفرقة والعداء، وهناك قضايا ثأر قبلية عالقة وهذه تشكل خطر وتعصبات بين الحين والآخر في مختلف المديريات.
تفاؤل بنهاية الثأر
ورغم ذلك تفاءل المنصوري بقرب انتهاء عمر هذه الظاهرة والسبب انتشار الوعي بين أبناء المحافظة وقال: هناك وعي جيد يبشر بخير وأفضل مما كانت عليه الظاهرة في السابق, والكثير من الناس وصلوا إلى قناعة بضرورة عمل حلول نهائية لقضايا الثأر, لكنهم بحاجة إلى من يتولى قيادتهم ويلزمهم بالحلول, وأضاف المنصوري قائلاً الحلول تتمثل في وجود ضغط قيادي أمر, خاصة وان اغلب القضايا فيها استجابة ويوجد استعداد من أصحاب القضايا للتفويض.
عد تنازلي
الوكيل المنصوري أكد أن نسبة القضايا التي يتم فيها الصلح كثيرة, وقال: قضايا الثأر وخاصة خلال السنوات الأخيرة هي في عد تنازلي, فالوعي اثر في كثير من الناس, حيث كان في السابق إذا حصلت مشكلة وخرج احد الأشخاص يغير كان أفراد قبيلته يلبون النداء ويقفون إلى جانبه سواء كان على حق أو باطل, أما اليوم الوضع تغير الكثير مقتنعين بأن من يرتكب شيئاً يحاسب وحده, وهذا الأمر حد كثيراً من ظاهرة الثأر, حتى التعصب القبلي الذي كان موجوداً في السابق حالياً لا يوجد إلا بنسبة بسيطة.
السلاح مشكلة
قرار منع حمل السلاح يعتبره علي المنصوري ظاهرة ايجابية, وقال: ان الناس رحبت به وتوقف الكثير من الناس عن حمل السلاح داخل المدن ولكن للأسف هذه الظاهرة تعود بين الحين والآخر والوضع حاليا أفضل مما كان عليه الحال في السابق.. وتمنى أن يأتي اليوم الذي تكون فيه رداع خالية من الثأر ومن السلاح وقال: بحكم اختلاطي باستمرار بالمجتمع القبلي وجدت كل الناس يتمنوا منع حمل السلاح نهائياً وكذلك ظاهرة الثأر, ولتحقيق ذلك مطلوب توفير قوة كافية ودوريات أمنية ونقاط تفتيش وحراسة مستمرة, لمنع حمل السلاح بشكل نهائي, لان الناس أصبحوا على قناعة أنهم يريدون أن يدخلوا المدينة ويتمشوا بأمان واستقرار في جميع المناطق, فلو حصل منع السلاح سنجد أن الجميع ملتزم تماما, والدليل على ذلك انه حاليا يأتي الواحد من منطقته إلى المدينة عند النقطة يسلم سلاحه تلقائيا ويدخل المدينة يقضي حاجته ويعود بسلام.
استعداد لحل جميع القضايا
أحياناً توجد قضايا ثأر لاتوجد رغبة أو عدم التزام من قبل بعض الأطراف بالحل, سألنا المنصوري عن كيفية شعوره عندما يجد مثل هذه القضايا فقال: أنا بالنسبة لي يتحتم على ضميري وواجبي وكوني من منطقة رداع يجب أن ابذل كل جهدي لحل جميع القضايا التي تصل إلي ولم اشعر أنني وصلت إلى مرحلة إحباط نتيجة كثرتها أو لأي سبب آخر, وعندما أتدخل في قضايا لايمكن أن انحاز إلى طرف ضد آخر في قضية أقف موقف الحكم بين الجميع استمع إلى رأي الطرفين ومن لديه الدليل والحجة أحكم به وإذا كان هناك قبول لصلح نسعى وندعم لتحقيق الصلح والصلح خير. هناك مشاكل تحدث أحيانا تعيقنا كعدم التجاوب من قبل بعض الأطراف, أو انه تحدث مشكلة قتل لاسمح الله لاتوجد الأطقم للذهاب إلى إحضار الجاني, هنا اضطر في كثير من القضايا الذهاب بنفسي لإحضار الجاني, وتكون في بعض القضايا بمثابة مخاطرة أن اذهب بنفسي, ورغم ذلك الأجهزة الأمنية رغم إمكانياتها إلا أنها جيدة تقوم بواجبها بشكل جيد, ولا يمكن أن نقول إن هناك قصوراً من قبل الأجهزة الأمنية.
مشكلة الثأر عامة
حسين الرصاص وكيل المحافظة من جانبه قال: ظاهرة الثأر موجودة في محافظة البيضاء وفي معظم محافظات الجمهورية وخاصة في المحافظات الشرقية والشمالية, فمشكلة الثأر أرقت أبناء المحافظة كثيراً ينتج عنها مشاكل ومعاناة كثيرة وخاصة في مديريات رداع وبعض المديريات في البيضاء وتعمل قيادة السلطة المحلية في المحافظة والمديريات بالتعاون مع المشائخ والعلماء والشخصيات الاجتماعية والمثقفين من الذين لهم تأثير وقبول على حل مثل هذه المشاكل ..وأشار إلى أن اللجان التي تم تشكيلها للقضاء على ظاهرة الثار لم تتمكن من القيام بمهامها وتفعيل دورها على أكمل وجه وتعثرت لعدة أسباب منها الجانب المالي فهناك قضايا تتطلب التنقل وعقد اجتماعات ولقاءات وهذا يحتاج إلي مال وكان غير موجود.. بينما في الوقت الحالي الأخ المحافظ جاد في القضاء على الظاهرة وقد بدء بعقد عدد من اللقاءات مع عدد من المشائخ والشخصيات الاجتماعية وتم مناقشة وتدارس مشاكل الثأر وقد أبدا الجميع الرغبة في عقد صلح عام وشامل وهذا ما نتمناه جميعاً.
انخفاض في القضايا
وينظر وكيل محافظة البيضاء حسين الرصاص إلى أن ظاهرة الثأر بدأت في الانخفاض خاصة خلال الفترة الأخيرة وقال: هناك انخفاض كبير في الظاهرة نتيجة الوعي والتعليم بين أبناء المجتمع, وقد لعب التعليم دوراً كبيراً في انخفاض نسبة وقوع مشاكل ثار.
ظاهرة خطيرة
وبالنسبة لحمل السلاح وانتشاره في المحافظة والذي يعتبر احد أهم أسباب مشاكل الثأر قال: حمل السلاح ظاهرة خطيرة جداً, نأمل أن تكثف الجهود الأمنية على وجه الخصوص للحد منها, وأضاف قائلاً: إن ظاهرة حمل السلاح تؤثر على اقتصاد الوطن، ولا تشجع على الاستثمار، وتعد صورة غير حضارية لمجتمع ديمقراطي ينعم بالأمان.. لذا ندعو كافة شرائح المجتمع من مثقفين وسياسيين وشخصيات اجتماعية للمشاركة في عملية توعية المجتمع ضد حمل السلاح وتوضيح الخسائر التي يدفع ثمنها المجتمع جراء هذه الظاهرة التي تقف وراء تفشي ظاهرة الثأر.
الحل في نشر الوعي
ويرى أن الحل لإنهاء ظاهرة حمل السلاح يتطلب نشر الوعي بين أوسط المواطنين ويقتنعون بأن هذه الظاهرة تشكل خطراً كبيراً على حياة الناس وقال: نعاني كثيراً من حمل السلاح ولكن خلال الفترة الأخيرة خفت إلى حد ما خاصة في المدن وتقلصت كثير من المشاكل نتيجة منع حمل السلاح, وكما هو معروف أن العادات والتقاليد والأعراف القبلية التي تعيشها المحافظة تدل على انه من الصعب القضاء على مثل هذه الظواهر تماما خاصة وان هناك من يتفاخر بحمل السلاح الأمر يتطلب نشر الوعي بدرجة أساسية بين أبناء المحافظة ,وإن شاء الله بالوعي والمثابرة سوف ننهي مثل هذه الظواهر السيئة في المستقبل الذي ننظر له بتفاؤل كبير , خاصة وانه يوجد قبول كبير من قبل الكثير من أهل الحل والعقد للحد من هذه الظاهرة وهؤلاء لهم دور كبير ومهم في هذا الجانب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.