قال العلماء إن السحر في اللغة عبارة عن كل مالطف وخفي سببه..بحيث يكون له تأثير خفي لايطلع عليه الناس وهو بهذا المعنى يشمل التنجيم والكهانة بل إنه يشمل التأثير بالبيان والفصاحة وأما السحر اصطلاحاً فقد عرفه البعض بأنه عزائم ورقي وعقد تؤثر في القلوب والعقول والأبدان وتسلب العقول وتوجد الحب والبغض وتفرق بين المرء وزوجه وتمرض البدن وتسلب تفكيره، لذا فإن تعلم السحر محرم بل هو كفرد إذا كانت وسيلته الإشراك بالشياطين واستعماله أيضاً يعتبر ظلماً وعدواناً على الخلق. وأما الكهانة فهي فعالة مأخوذة من التكهن وهو التخرص والتماس الحقيقة بأمور لا أساس لها وكانت في الجاهلية صنعة الأقوام تتصل بهم الشياطين وتسترق السمع من السماء وتحدثهم به ثم يأخذون الكلمة التي نقلت إليهم من السماء بواسطة هؤلاء الشياطين ويضيفون إليها مايضيفون من القول ثم يحدثون بها الناس فإذا وقع الشيء مطابقاً لما قالوا اغتر بهم الناس واتخذوهم مرجعاً في الحكم بينهم في استنتاج مايكون في المستقبل..ولقد حدد العلماء أحوال من يأتي إلى الكهنة وهي ثلاثة فالأولى أن يأتي فيسأله دون أن يصدقه ودون أن يقصد بيان حاله فهذا محرم، وعقوبة فاعلة أن لاتقبل له صلاة أربعين ليلة..والثانية أن يسأله فيصدقه وهذا كفر بالله عزوجل وعلى الإنسان أن يتوب منه وإلا مات على الكفر وأما الثالثة أن يأتيه فيسأله ليمتحنه ويبين حاله للناس فهذا لابأس به. ومايحزنني في هذا الموضوع أن ظاهرة الشعوذة والكهانة لازالت حتى الآن تمارس وتتخذ كمهنة يترزق من ورائها الدجالون بل إن دائرتها الشيطانية تزداد توسعاً وانتشاراً في مجتمعاتنا العربية المسلمة والغريب أن هذه الظاهرة تلقى قبولاً وتوافداً كبيراً من قبل الناس بقصد الشفاء من السحر وإيذاء غيرهم ومعرفة ماسيحدث لهم في المستقبل وبرغم أن معظمهم يعلمون بموقف الدين الإسلامي منها وطبيعة أحوال القاصدين إليها.. وطبعاً هناك جملة من الأسباب التي ساهمت في انتشار ظاهرة الشعوذة والكهانة..أهمها قلة الحملات الأمنية الخاصة بمكافحة هذا النوع من الظواهر السلبية والخطيرة وموسمية قيام وسائل الإعلام وعلى وجه الخصوص المرئية والمسموعة بإنتاج برامج دينية واجتماعية ذات نهج إرشادي وتوعوي ويتم من خلالها مناقشة ظاهرة الشعوذة وأسباب بروزها ومدى خطورتها على المجتمع والسبل الكفيلة للحد من انتشارها وصولاً إلى القضاء عليها نهائياً.