توحيد الأرقام .. يملك مشروعاً علمياً فريداً من نوعه ، قد ينطوي على قدر من التسلية والامتاع ، إلا أنه يعتبرمتميزاً في مكنونه .. هو عبارة عن شخصية شابة .. خريج جامعة .. يمكننا وصفه بأنه صاحب هدف وغاية يرنو إليها بفكره ، ويسعى دون كلل إلى تحويلها إلى واقع مشاهد وملموس. سعى في سبيل إظهار مشروعه إلى النور في مختلف جهات البلاد، فلم يكتف باستشارة أساتذته في جامعة تعز ، والتنقيح المستمر والتطوير الذي تعرض له مشروعه ، بل اتجه إلى عدن وناقش أساتذتها وأكاديمييها ، كما توجه إلى جامعة صنعاء ، وكان قاب قوسين أو أدنى من مناقشة رئيسها فيما يملك من أفكار ، تذكرنا بابداعات السلف الفلكية والعلمية والطبية والرياضية الممزوجة بكثير من اللغزية والاحجيات الممتعة. إنه الشاب وضاح هائل الأغبري ، خريج من الجامعة الوطنية كلية العلوم الإدارية العام 2005م .. فإلى المشروع أو بالأحرى البحث العلمي الفريد.. تعريف البحث مشروع وضاح كما يعرفه بنفسه هو عبارة عن عمليات حسابية جديدة في فكرتها ، هدفها توحيد الأرقام ، ومعرفة حقيقة أن أصل الأرقام جميعاً هو الصفر بالإضافة إلى أن أصل كل رقم ينبع من بقية الأرقام ، وهو المقصود ب(توحيد الأرقام) .. كما يهدف المشروع إلى تكوين جداول الجمع وتطبيق العمليات الحسابية بطريقة فريدة لا تخرج عن توحيد الأرقام عبر نظام الكمبيوتر ، وهذا النظام الذي يتحدث عنه وضاح هو نظام خاص لم يسبق إليه أحد حد قوله . أهداف البحث وبحسب الشاب الأغبري فإن البحث يهدف إلى إثبات عمليات حسابية جديدة وفق نظام توحيد الأرقام ، وايجاد طرق جديدة في اجراء العمليات الحسابية ، وتطوير الحسابات الفلكية من خلال الأرقام واكتشاف حقيقة علمية جديدة تتواجد في ثنايا الأرقام ذاتها. كما يهدف المشروع أو بالأحرى البحث للإسهام في مساعدة الطلاب في دراسة الرياضيات بشكل متطور وممتع ، بالإضافة إلى تدريب الطلاب على حل المسائل الرياضية بطريقة جديدة. ما يحتاجه البحث يصف الشاب وضاح بحثه العلمي بأنه مكلف ، وهو البحث بحاجة إلى امكانات كبيرة للاستمرار في اكتشاف الجديد فيه ، وتطويره ،. كما يحتاج إلى موارد معينة لاظهاره إلى حيز الوجود ونشره بطريقة تضمن حقوق الملكية العلمية والترويج له. وبطريقة أوضح يضيف صاحب البحث: أن الاحتياجات المالية ، والاهتمام والدعم الكافي من قبل الجهات المختصة بالبحث العلمي من الجانب الحكومي والقطاع الخاص بالإضافة إلى الدعم المعنوي. ويقول: منذ عشر سنوات والمشروع لم يلق أي دعم حكومي أو خاص لتطويره ، واكتشاف النظريات الجديدة تم بشكل فردي من قبلي بسبب اهتمامي بهذا المجال ، بالرغم من عرضه على أكثر من جهة حكومية وخاصة. ويواصل: الوضع محبط جداً ولا يساعد على الإبداع ، ولولا تعلقي بالبحث وإيماني بقدراتي باكتشاف المزيد لأهملت الاستمرار في طريق التطوير والصقل لمحتوى البحث ، لانتهى من زمن ، إلا أن تشجيع المقربين ورعايتهم المعنوية لي ولمجهوداتي جعلتني استمر فيما أنا فيه ، وعلى رأس هؤلاء الصحفي المتميز فكري قاسم الذي قدم الدعم المعنوي للبحث واهتم به في أكثر من جانب ، بالإضافة إلى المهندس أحمد الأسودي مدير مركز القرن الحادي والعشرين الذي أبدى اهتمامه هو أيضاً ، واساتذة جامعة عدن الذين تفاعلوا كثيراًً مع فكرة البحث. ومن هنا أدعو الجهات الحكومية المختصة بالابحاث إلى تقديم الدعم والاهتمام ليس لي فحسب ، بل لكل المبدعين في كافة المجالات خدمة لهذا الوطن .. كما أدعو رجال الأعمال إلى تبني المبدعين ودعمهم. كما نذكر هنا أن الشاب وضاح سعى إلى أكثر من جهة حكومية طالباً منها الدعم أو مجرد الاهتمام بما قدمه خاصة وأنه يمتلك شهادات من خبراء وأكاديميين جامعيين تشيد بما توصل إليه من أفكار وتحث الجهات المعنية بتبني المشروع ورعايته ومن تلك الشهادات رسالة للدكتور شكيب محمد حسن باجرش استاذ مناهج وطرائق تدريس الرياضيات المساعد بقسم الرياضيات ، كلية التربية جامعة عدن الذي كانت شهادته على النحو التالي : البحث بشكل عام جيد فيما قدمه من ناحيتين هما : ٭ هناك أفكار عرضت وهي جيدة جداً ، قد يكون مقدمها عرضها بجهد مبتكر منه ، وهذا يتطلب توثيقها ، وهو ما يتطلب من المعني الاطلاع والتعمق في كثير من المراجع ، وخاصة التاريخية منها. (ولعل تركيز الدكتور باجرش على الجانب التاريخي يهدف إلى معرفة امكانية الوصول إلى ذات النتائج والأفكار التي وصل إليها الشاب وضاح أم لا). ٭ هناك أفكار أطلع عليها لأول مرة والحديث للدكتور بجرش - قد تكون مبتكرة ولكنها تحتاج إلى إعادة صياغة وعرض لتأخذ حقها العلمي. ويضيف: إن الموضوع المقدم جيد ويستحق الإشادة به وتقديم الدعم له ، وتحفز الباحث مقدمه على استكمال الموضوع بما يظهره في ثوب علمي جيد ، متمنين له كل التوفيق والنجاح. (بالإضافة إلى إشارة الدكتور شكيب باجرش بالبحث ، ذكر عدداً من الملاحظات التي وجهها للباحث بغرض تنقيح البحث وزيادة قوته العلمية والبحثية ، وشهادة الدكتور شكيب واحدة من إشادات الاكاديميين والمتخصصين بنظريات وأبحاث الباحث). وضع متكرر وضع المبدعين في واقعنا ومحتمعنا يدعو لارسال صرخة باسم الموهوبين والمبتكرين الذين يعملون عقولهم في الاكتشافات والاختراعات ، فيما يتعرضون في الوقت نفسه للاهمال وعدم الالتفات من الجهات ذات الاختصاص ، وما أكثر أولئك الذين يضطرون غير آسفين إلى هجرة مجتمع لا يقدر ابداعاتهم ، بينما كانوا قادرين على خدمته وتحقيق رفاهيته في مختلف المجالات ، وما وضع الشاب وضاح إلا كوضع غيره من المبتكرين والمبدعين الذي يبدو أنه سيتكرر على المدى البعيد للأسف. البريد الالكتروني لوضاح الأغبري [email protected]