قال الشيخ أحمد فايز حرارة، عضو مؤسسة القدس الدولية : إن فلسطين احتلت جراء تخلي العرب المسلمين عن قداسة الأرض الفلسطينية نتيجة الضعف الإيماني بل وغيابه عند أهل الأرض الحقيقيين، بينما كان ذات السبب «القداسة» حافزاً ودافعاً لليهودية والمسيحية حتى يمهدوا الطريق أمام الصهيونية العالمية لاحتلالها. ووصف المحاضر في محاضرته التي ألقاها أمس بمنتدى السعيد الثقافي بعنوان «غزة.. الطريق إلى القدس» الاحتلال الصهيوني لفلسطين بأنه احتلال إحلالي يختلف عما سبقه من أنواع الاحتلال الأخرى، فقد جاء ليزيل كل ماهو عربي وإسلامي ويصبغه بالطابع اليهودي الصهيوني. وأضاف: إن الكيان الغاصب في فلسطين ماهو الا عبارة عن مجموعة قوميات مشتتة في بقاع الأرض جمعتهم فكرة عقائدية محرفة بناءً على وعد بلفور البريطاني الشهير، معتمدين على مقولات أسطورية مختلفة أشهرها أن فلسطين أرض بلا شعب وأنهم شعب بلا أرض. وأشار حرارة إلى الاعتقاد الجازم عند اليهود المتمثل في أن من ملك القدس فقد ملك العالم، وهو الاعتقاد نفسه الذي يؤمن به المسلمون. والشاهد على ذلك من الواقع السياسي اليوم الذي يسيره حفنة قليلة من ذوي الأفكار الصهيونية احتلوا فلسطين«القدس تحديداً» وهاهم يحكمون العالم ويتحكمون فيه. وتطرق المحاضر إلى النصرالمعجزة - حد وصفه - الذي حققه الفلسطينيون في غزة والذي أنهى الفكرة المتجذرة ان الجيش الصهيوني جيش لا يقهر. حيث قال : إن النصر في غزة له ارتباط وثيق بقضية القدس السليبة حيث ما انفصل أبداً في مسيرة النضال ضد الاحتلال الصهيوني حتى في التاريخ الإنساني ككل، فالقدس آية الله المسطورة في القرآن، ونصر غزة آية منظورة شاهدة في واقع اليوم الذي اثبت ان المعركة القادمة للفلسطينيين لابد وان تكون على أسوار القدس لتحريرها من مغتصبيها. وكان مدير عام مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة فيصل سعيد فارع قد تحدث في بداية المحاضرة، مشيراً إلى أنها ضمن احتفاء المؤسسة بإعلان القدس عاصمة للثقافة العربية للعام 2009م. وأثريت المحاضرة بالعديد من الاستفسارات والمداخلات من الحضور.