تتنوع طقوس الأعراس التي تقام في المجتمع اليمني بمختلف فئاته من حيث اختلاف المناطق المرتفعة منها والساحلية، الريفية والمدنية ضمن عادات وتقاليد سائدة متعارف عليها في طقوس الزواج والأغاني الشعبية وإن اختلفت فهذا نابع من العادات والتقاليد السائدة في المنطقة. تتكون من خلال ممارسة تقاليد في المناسبات فمثلا طقوس الزواج الذي يعتبر الرباط الاجتماعي المقدس والأسري المتين والذي لابد من الفرحة به وإقامة الحفلات المتعددة حسب العادات المتبعة ولكن الاختلافات التي طرأت عليها استطاعت أن تنتشر بشكل عادات تختلف نوعا ما عما كانت عليه وقد يرجع ذلك لأسباب متعلقة بتطور المجتمعات وتقدمها مما سهل تداخل وانتقال الثقافات فيما بينها فمثلا الملابس التي كانت لها التعبير الخاص لثقافة وموروث أصيل حيث كان الانتماء الثقافي الخاص بكل منطقة معينة بحد ذاتها وأساليب وطقوس تحمل معاني الفرحة الغامرة بأساليب في غاية الروعة. ولتسليط الضوء على هذا الموضوع استطلعنا ...آراء متنوعة حول أسباب تداخل الثقافات وتشكل عادات وطقوس بعيدة عن الموروث الثقافي في مثل هذه المناسبات. انفتاح العالم تقول إيمان موظفة-في عادات الخطبة والزواج - لم تعد كما كانت عليه لانفتاح العالم واستيراد الثقافات المختلفة والدخيلة عبر الوسائل الإعلامية المختلفة والتجارية وانتشار السلع الخارجية والمستوردة في العالم بسرعة كبيرة واقتنائها ومتابعة كل جديد للحصول عليه وتجاوب الناس مع كل جديد في عصر السرعة أساليب استطاعت أن تحل محل تراثنا بكل بساطة. وأشارت إلى أن الجانب الاقتصادي والغلاء يلعب الدور الأساسي لإضافة أو تغيير تقاليد المناسبات المنتشرة هذه الأيام والتي أصبحت تحتاج إلى ميزانية خاصة لها خلافا عن المهر أو الشرط وقاعات الأعراس خاصة في المدن والتي انتشرت بشكل كبير وأصبح التباهي بأكبر وأفخم القاعات وبطائق الدعوات الفاخرة والفرق الغنائية وشراء الذهب ومستلزمات أخرى ما بين الصغيرة والكبيرة وكما أصبح الآن من الضروريات شراء المأكولات من احدث وأفخم المطاعم والتي استطاعت حتى تغيير التوقيت للعرس الذي أصبح ليلا “ سهرة “ فلابد من طلب وجبة عشاء لجميع الحضور .. الخ وغيرها من الطلبات الي نكتشفها يوما بعد يوم وهكذا صار التباهي والمطالب في تزايد هذا من جهة حفل العروس... ناهيك عن ما يتطلبه حفل العريس.. تفاوت في المهور ويتفق معها سعيد - موظف - حيث يقول: غلاء المهور أصبح من المشاكل التي يعاني منها المجتمع في بعض المناطق ولاسيما المدن ويشكل عائقا أمام الشباب ولا شك في ذلك ومع هذا فإنك تجد هذه المشكلة تتفاوت من محافظة إلى أخرى ففي المهرة مثلا نجد الغلاء الفاحش فقد يصل إلى مليونين أو ثلاثة ملايين ريال في حين يقل في مناطق أخرى مثل الأرياف وغالبا في المناطق الشمالية ويصل إلى 200 ألف ريال فقط. ولا شك أن الوضع الاقتصادي الحاصل هو الذي يسبب العراقيل الكبرى ومع هذا تجد طلبات وشروط الناس في تزايد يعجز البعض عن تلبيتها وخاصة في صنعاء حيث يزيد المهر عن منطقة تعز و لا يقل عن 450 ألفاً ويختلف من فئة إلى فئة إلى أخرى بحيث هناك من يدفع 500 ألف وآخرون 800 ألف ريال ومنهم من تصل إلى مليون وأكثر وهكذا لكن ما نلاحظ في محافظات أخرى مثل تعز مثلا تنخفض المبالغ نوعا ما وكما انه يزيد في المدن والمناطق القبلية خاصة وهذا لا يعني انها معدومة ولكن عند البعض وبخاصة الميسورون. مطالب لا داعي لها ويضيف: في الطلبات والشروط الجديدة لا يوجد أي طلبات جديدة تضاف بالكاد تلبي الضروريات في ظل الأوضاع والتي لا تسمح بطلبات إضافة كما يضيف بأن هناك مطالب لا داعي لها تضاف أحيانا إلى قائمة الشروط، تؤدي إلى عدم الزواج كأن يطلب منه اذا كانت ظروفه لا تسمح بيت مستقل ومؤثث من كل شيء أو يطلب من آخر ان تكمل الفتاه التعليم أو تتوظف وهذا ما يرفضه البعض الذين مازالوا متأثرين بتقاليد قديمة من جانبه تشير ه .م موظفة إلى أسباب اختفاء طقوس كثيرة وتقاليد كانت تمارس في المناسبات ككل وخاصة في الزواج حيث تقول إن الوقت غير الوقت فالتحضر والتقدم التكنولوجي سهل عملية التواصل والانتقال مما أدى إلى التقليد والاقتباس لثقافات مختلفة وذلك لمواكبة التحضر خاصة في المجتمعات المتقدمة أو عن طريق الهجرات والاغتراب. الموبايل والسفر إلى الخارج في المجتمع اليمني اصبحت القاعات والصالات من الأشياء الأساسية التي يجب التفكير فيها قبل كل شيء يليها الفنان أو الفنانة التي ستحيي الحفل والمأكولات والتي أصبحت تفرض نفسها على ميسوري الحال وحتى الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف هذه المناسبات كما هو معروف رغم غلاء المعيشة إلا أن الناس أصبحوا مجبرين على توفيرها ومسايرة المجتمع الذي يفرض أشياء خاصة في المدن إضافة إلى انه أصبح لا بد من السفر حيث تعتبر من متطلبات هذه المناسبة وهي وجوب سفر العروسين أو حجز في فندق وإن كانت الظروف لا تسمح فلابد من الخروج لتغيير الجو مثلا إلى عدن أو الحديدة بدلا من السفر إلى الخارج وتشير إلى طلبات بعض الأسر لما يسمى الموبايل أو التلفون النقال تقول انتشر هذا الجهاز بشكل مريب والذي اكتسح كل الفئات وخاصة البنات حيث أصبح من المستلزمات الخاصة والتي لا تشترطه الأسرة أو الخاطب وإنما أصبح من الأشياء التي يفضل أن يوفرها الخاطب لخطيبته بطلب منها أو بغير طلب للتواصل معا هذا إذا كانت تسكن بعيدة مثل ان تكون في القرية وهو في المدينة أو أن يكون في الخارج ولا نستبعد ان تصبح عادة وتصل إلى أن يكون شرطاً في وطلباً ملزماً لمن لا تملك هذا الجهاز في المستقبل القريب وما لاحظناه إن طلب الموبايل يقل في المناطق القبلية وبين الأسر في المناطق القبلية أو التي مازالت متحفظة وتمنع المخطوبة من التواصل بخطيبها بأي وسيلة.. الفضائيات وتكنولوجيا المعلومات والانترنت من منظور اجتماعي يعرف ان التغير قانون اجتماعي دون شك فلا يمكن الاستمرارية بنفس النمط فلا بد من التغيير حتى الإنسان نفسه خاضع لعملية التغير ولكن تختلف سرعة هذا التغير لكل مجتمع يعتبر الدكتور عادل الشرجبي أستاذ في علم الاجتماع - جامعة صنعاء التراجع في التقاليد التغير قانون اجتماعي لابد منه وقد يحدث بسبب التفاوت في الدخل خاصة عند الفئات المقتدرة والغنية والتي تتطلع لتقليد الغرب والسعي وراء الموضة كما أوضح ان التقاليد والعادات تعكس التضامن الاجتماعي ففي القديم كانت المناسبات بأنواعها تتخذ فرصة للتضامن الاجتماعي للناس خاصة الفقراء بعكس الآن تماما حيث أصبح التباهي والتفاخر أهم من التضامن الاجتماعي فنرى بالمناسبات على سبيل المثال مثلا العرس يتباهى الناس بدعوة ذوي المكانات الرفيعة وكبار الناس أصبح غير مهتم بالناس والفقراء مثل السابق ولكن من هم المعازيم الذي حضروا هذا العرس حتى يقال عنه. منوها إلى أن الفضائيات وتنكولوجيا المعلومات والانترنت تلعب دوراً مهماً في تداخل الثقافات بسهولة من حيث التواصل بين المجتمعات بطرق سهلة وسريعة.