إن أكثر ما يتعرض له الشباب من مشاكل نفسية، كفقدان الثقة أو اهتزازها، أو الاكتئاب، والتوتر، والعزلة أو الانطواء..فكل هذه المشاكل جميعها نتيجة ما عاشه الشاب في سنوات عمره الأولى، كما ظلت تؤكد كثير من الدراسات والأبحاث الطبية..مؤخراً كشفت دراسة نفسية واجتماعية النقاب عن أن العنف الجسدي الذي قد يتعرض له بعض الأطفال خلال مرحلة الطفولة يعرضهم للوقوع فريسة لمرض الاكتئاب في مرحلة الشباب. يرى الباحثون أن الحقائق التي تم التوصل إليها في هذه الدراسة تشكل نقطة تحول مهمة في تتبع أسباب الإصابة بنوبات الاكتئاب التي قد تعود إلى الطفولة.. وتشير كثير من الإحصائيات إلى أن الأطفال الذين يتعرضون للعنف الجسدي تتضاعف لديهم بنسبة 59 في المائة احتمالات الإصابة بنوبات اكتئاب وذلك بالمقارنة بالأطفال الذين لا يتعرضون لمثل هذا العنف خلال مرحلة الطفولة. وقد اعتمدت الدراسة على عقد مقارنة بين 680 طفلاً ممن تعرضوا للعنف الجسدي والإهمال قبل بلوغ الحادية عشرة من عمرهم وذلك بنحو 520 ممن لم يتعرضوا لهذه الحوادث خلال نفس المرحلة العمرية.. وأشارت النتائج إلى ارتفاع نسبة الإصابة بالاكتئاب بين أطفال المجموعة الأولى إلى 75 في المائة عند بلوغهم مرحلة الشباب بالمقارنة ب 29 في المائة من الأطفال . الإساءة للأطفال في ذات الإطار اعتبر رئيس قسم العلوم النفسية بجامعة عمران الدكتور صلاح الدين الجماعي ظاهرة الإساءة للأطفال بأنها واحدة من أخطر الظواهر التي تقف في وجه تقدم المجتمع, و تهدد تماسكه كونها تنشئة اجتماعية غير صحية وخاطئة.. وأوضح الجماعي خلال محاضرة له حول آثار وأعراض ومؤشرات الاعتداءات الجسدية و الجنسية على الأطفال عقدت يوم الأحد الماضي في دار التوجيه الاجتماعي بالحديدة, أن أصناف الإساءة للأطفال تتمثل في الإساءة البدنية و العاطفية و الجنسية و الإهمال، و أسباب العنف الموجه ضدهم و العوامل الديموغرافية و الكامنة التي تزيد من احتمالية العنف. وأشار الجماعي إلى المؤشرات النفسية و السلوكية و الجسدية للطفل المعتدى عليه, مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة اكتشاف السبب المؤدي للتغير السلوكي لدى الطفل إذ إن الأعراض الجسدية الظاهرة على الطفل قد لا تكون ناتجة عن اعتداء جسمي أو جنسي ، و إنما تشير إلى مشكلة أخرى .