تبدأ بالعاصمة صنعاء اليوم السبت اجتماعات اللجنة العليا اليمنية - اللبنانية المشتركة برئاسة رئيس الوزراء الدكتور علي محمد مجور ونظيره اللبناني فؤاد السنيورة. وعلمت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أنه سيتم في ختام اجتماعات اللجنة التي ستستمر يومين التوقيع على عشر اتفاقيات للتعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين تشمل مجالات القضاء والسياحة والأسماك والتجارة والتعليم والاستثمار والتوثيق والتبادل التجاري، وغيرها من المجالات. ومن المقرر أن يعقد رئيسا وزراء البلدين مؤتمراً صحفياً مشتركاً في ختام الاجتماعات. وتمثل اجتماعات اللجنة العليا اليمنية - اللبنانية المشتركة نقلة نوعية في مسار علاقات التعاون الثنائي بين اليمنولبنان وتجسيداً للارادة السياسية المشتركة الهادفة الى الدفع بأطر العلاقات اليمنية - اللبنانية صوب آفاق أكثر رحابة يتجاوز بها مرحلة من التدني والانحسار فرضتها الظروف السياسية والأمنية غير المستقرة التي اتسمت بها خارطة الاوضاع في لبنان في الفترة الماضية. ودشنت الجمهورية اليمنيةولبنان التعاون الثنائي بينهما في مارس من العام 1997م بالتوقيع على اتفاقية التعاون السياحي بين البلدين قبل ان تسهم توجيهات القيادتين السياسيتين في كلا البلدين في خلق إطار قانوني منظم لتعزيز العلاقات الثنائية من خلال الاتفاق على إنشاء اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والفني برئاسة وزيري خارجية البلدين. وتوجت اليمنولبنان مساعيهما الجادة لتطوير وتعزيز أطر التعاون الثنائي بينهما بانعقاد اجتماعات الدورة الأولى للجنة اليمنية -اللبنانية المشتركة في بيروت خلال الفترة من "23-25" نوفمبر من العام 1999م والتي خلصت الى توقيع البلدين على خمس اتفاقيات شملت مجالات التعاون الاقتصادي والفني والعلمي والتبادل التجاري وتشجيع وحماية الاستثمار والتشاور والتنسيق بين وزارتي الخارجية في البلدين الى جانب التوقيع على اتفاقية انشاء اللجنة العليا المشتركة . وشهد العام 2002م منعطفاً نوعياً في مسار علاقات التعاون بين اليمنولبنان من خلال انعقاد قمتين رئاسيتين بين قيادتي البلدين في كل من صنعاءوبيروت في شهري سبتمبر وديسمبر من العام 2002م اثمرتا توقيع تسع اتفاقيات للتعاون الثنائي شملت مجالات الضرائب والتسهيلات الجمركية والنقل والخدمات الجوية والتعاون الثقافي والتربوي والعلمي والتعليم الفني والتدريب المهني والمواصفات والمقاييس والتعاون السياحي والشئون الاجتماعية . آواخر العام 2004م شهد اضافة نوعية لمسار التعاون الثنائي بين اليمنولبنان من خلال زيارة رسمية هي الأولى من نوعها قام بها الى صنعاء رئيس الوزراء اللبناني الراحل الشهيد رفيق الحريري ليتوج البلدان جهودهما في الدفع بأطر التعاون المشترك بالتوقيع على تسع اتفاقيات شملت مجالات النقل البحري والبري للأشخاص والبضائع والتعاون الصحي والسياحي والضريبي والجمركي والمالي الى جانب التعاون في مجالات تنمية الصادرات والزراعة والري والتعاون بين جمعيتي الصناعيين في كلا البلدين كما وقع البلدان على اتفاقية بإنشاء مجلس رجال الأعمال اليمني - اللبناني . ووقعت اليمنولبنان في منتصف ديسمبر من العام 2005م على هامش اعمال مؤتمر التعليم العالي الذي استضافته العاصمة صنعاء على أربع برامج تنفيذية لتعزيز التعاون في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي والتعليم الفني والمهني والتعليم التربوي والتعليمي الى جانب التوقيع على محضر تبادل وثائق المصادقة الخاصة باتفاقية التعاون الثقافي . وأبدت اليمن على مدى العقود الثلاثة الماضية مواقف سياسية وإنسانية مساندة لوحدة الصف ولاستقرار الداخل اللبناني .. حيث أسهمت القيادة السياسية اليمنية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح في حشد الدعم العربي والدولي لدعم مساعي المصالحة الوطنية اللبنانية ولتعزيز صمود لبنان في وجه الاعتداءات الهمجية للكيان الصهيوني والتي كان آخرها الحرب التي شنتها قوات العدو الصهيوني على لبنان في حزيران من العام 2006م واستمرت " 33" يوماً والتي قوبلت بإدانة واستنكار عربي ودولي وتصدر خلالها الخطاب السياسي اليمني قائمة الأصوات العربية المطالبة بموقف دولي مناهض للإرهاب الصهيوني وانعقاد قمة عربية طارئة لتقديم كافة أوجه الدعم السياسي والإنساني والمادي للبنان.