في غمرة من الأحداث الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تمر في مجتمعنا والتي ربما أنها جعلت من الشباب اليمني لا يستطيع العيش والبقاء في بلده بل انه بات يفكر بالرحيل والغربة إلي أي بلدٍ كان عربياً أو أجنبياً المهم أن يجد نفسه بين عشية وضحاها خارج ارض الوطن كي يتمكن من العيش ويستطيع أن يحقق بعض من أحلامه التي ربما أنها صارت أمامه حجر عثرة والتي بات يحلم بها منذ نعومة أظفاره. فالبعض من الشباب يحلم بأن يكن لديه سيارة فارهة وآخر يحلم بان يمتلك بيتاً مؤثثاً بأفضل الأثاث وآخر أيضا يحلم بان يكن رجل أعمال، كل هذه الأحلام وغيرها هي من الضروري علي الشباب أن يحلم بها كي يعيش بأمن واستقرار ، لكن ثمة أشياء يجب علي الشاب أن يحققها من اجل الوصول إلى مأربه وربما أن تلك الأشياء التي يجب على الشاب أن يحققها ليست مجرد أحلام خيالية أو أحلام يقظة بل إنها أمور أساسية ولازمة من لوازم تحقيق الأحلام وبها يستطيع أن يصل إلى ما يحلم به ، والتي ربما صارت هذه الأشياء وهذه الأمور مغيبة عند بعض الشباب وصارت غير متوفرة لدى الكثير من الشباب وللأسف. هناك الكثير من الشباب لا أقل بأنهم لم يعلموا بل يتجاهلوا عن تلك الأشياء وهي تبدو في غاية الأهمية وهذه الأشياء الأساسية هو أن يكون الشاب مؤهل تأهيلاً علمياً ونفسياً وثقافياً واجتماعياً واقتصادياً ووو الخ ، وربما أن هذا التأهيل هو الحاجة الملحة للشباب من اجل أن يستطيع النهوض إلى ما يحلم به وان يحقق ولو الجزء البسيط من أحلامه إن لم يكن بأكمله ، لكن هناك الكثير من الشباب صار يفتقر لمثل هكذا تأهيل ومسميات ولكن بات من المعروف أن ما يفكر ويحلم به الشباب في زمننا هذا هي مجرد أحلام وردية وأحلام خيالية لاتسمن ولا تغني من جوع وسرعان ما تتلاشى. فكل ما في الأمر هو أن الشباب بات يفكر كل يوم بان يغادر إلى خارج ارض الوطن ولو كان حتى على حساب مستقبله ، فالكثير من الشباب وللأسف لم يتمكنوا من إكمال تعليمهم ليس ذلك بسبب ظروفهم الاقتصادية أو الاجتماعية ، لكن يبدو أن الأمر غير ذلك وهذه أصبحت ظاهرة تؤرق شبابنا الذي لم يجد التوعية الحقيقة والتي من خلالها تجعله بان يختر حياته ومستقبله بنفسه وان يعمل علي اختيار الطريقة المثلي وان يعمل علي مواصلة تعليمه مهما كانت الظروف حتى وان بذل جهداً ووقتاً وعمراً لكن اجزم بأنه لم يذهب تعبه سُدى بل انه سيجد الحياة قد تغيرت في وجهه سيتذوق طعم الحياة ولذة العيش وطيب الاستقرار النفسي والاجتماعي والمادي ، لأنه لا فائدة للحياة بدون تعب ، هناك الكثير من الشباب الذين هم من الطبقة الأدنى ويعيشون بحياة مريرة ومتعبة لكنهم لم يتخلوا عن مواصلة تعليمهم وصاروا في النهاية أبطالاً لمسلسل هذه الحياة وحققوا ما لم يحققه أباؤهم ولا أجدادهم وصار منهم الطبيب والمهندس والقاضي والإعلامي ، أما أن الشاب يريد أن يصبح في عشية وضحاها مليونيراً أو رجل أعمال وهو لم يكمل تعليمة ولم يؤهل نفسه فهذا مستحيل ولم يتحقق حتى ولو بالأحلام ، أن ما يؤسفنا نحن كشباب هو ان نرى زملاءنا من الشباب يترك تعليمه ويترك مستقبله ويصبح تائهاً ولم يعرف ما الذي ينتظره في هذه الحياة، علينا نحن الشباب أن نجعل حياتنا كلها سعادة وان نتطلع دائماً إلى ما يسعدنا في مشوار حياتنا لان مرحلة الشباب هي المرحلة الحقيقة هي المرحلة التي تجعلك أن تصنع منك رجلاً قادراً علي إدارة نفسك ووقتك وعملك بطريقة مثلى ، علينا أن نستغل شبابنا فيما يرضي الله ويرضي أنفسنا وان نخطط لمستقبلنا بأنفسنا لا بغيرنا. شاب يمني مغترب في الرياض [email protected]