حافظ الشيرازي..يا وردة! أما أجاز لك غرور جمالك أن تسائلي هذا العندليب الغارق في حبكِ؟ اللطف يوقع بمدمني النظر وتعجز الشباك عن اصطياد الطائر الحذرِ فإن عاشرت الحبيب وشربت نخبه فلا تنسى عشاقا يحبون احتساء النبيذ لستُ أدري لم تفقد الصداقة لونها عند باسقات القد، سوداوات العيون وذات وجوه كالبدر أعجز أن أذكر عيباً في جمالك لكن، لا لطف ولا وفاء لمن له وجه حسن ولا عجب إن أرقصت المسيحَ زهرةٌ ترنمت في السماء بأقوال حافظ أين مأوى الحبيب يا نسمة السحر أين منزل القمر الذي يفتك بعشاقه؟ ليل دجى والوادي الأيمن، يتعين اجتيازه فأين نار الطور من ميقات الوصال؟ كل من وفد إلى العالم، حمل طابعا خربا فمن هو اليقظ في الخرابات؟ جدير بالبشارة من يعي الإشارة ثمة فيض من الأسرار، لكن أين سادنها؟ لكل شعرة في رأسي ألف صلة بك ليته كفّ عنا هذا اللائم اللاهي فتش في طيات الشعر وسائلها عن موضع القلب الحزين المبتلى الجنون غلب العقل، السلسلة السوداء، أين؟ لقد قاطعنا القلبُ، فأين حاجب الحبيب ثمة الساقي والمطرب والخمرة ولكن لا يهنأ العيش دون الحبيب لا تتألم يا حافظ إن عصفت رياح الخريف بخميلة الدهر وقل لي أين يكون ورد بلا شوك