كثر الحديث مؤخراً عن ضرورة أن النجاح والفوز لا بد ن يسبقه فشل !! ، حتى تأصل لدينا أن الفشل أصبح من واجب أن نعرج عليه وكأن القاعدة والأصل لمسيرة النجاح لا تمر إلا به ، ونزعت وتلاشت من طموحاتنا ضرورة إحساسنا بأن نتجنب الفشل ويجب أن ننجح لأننا يجب أن ننجح فقط بدون أن نفشل أو نخفق . وتعتبر هذه من الرسائل والموجات السوداوية في مسيرة أي شخص ناجح وتعتبررسائل سلبية للتواقين للنجاح من جهتين .. الأولى القول بضرورة الفشل لننجح والثانية من طبيعة كلمة الفشل بحد ذاتها . لقد أرست هذه الأفكار رسائل سلبية في عقولنا بشأن الفشل لأنها من الرسائل المحبطة التي تغلغلت في عقلنا الباطن عن مفهوم الفشل ، فبحد ذاتها كلمة الفشل تعتبر كلمة مأساوية تصنع لدينا واقعاً تشاؤمياً ومحبط !! ، لذلك دعونا نستبدل هذه الكلمة وهذا المصطلح بمفهوم أكثر تفاؤلا وإيجابية وهو مفهوم التجارب والخبرات بدلاً عن الفشل والإخفاقات لنقول لقد جربنا لقد خبرنا شيئاً جديداً لقد استفدنا من محاولاتنا وأكتسبنا خبرات جديدة .. برأيي أن ذلك أفضل ، لسبب بسيط أن التجارب يتبعها دوما إنجاز والخبرات يتبعها تفوق وتميز وهي جزء من معادلة النجاح . فصاحب الهدف السامي الباحث عن النجاح يحمل في ذاته شجاعة وطموح لا محدود للسير في طريق تحقيق هدفه ، والرسائل الايجابية المزروعة في مخيلته من أنه حاول ، وجرب ، وأكتسب خبرات من محاولاته السابقة تزرع في نفسه أمل كبير لمواصلة المسير وتتلاشى من ذاته المعاناة والألم من محاولاته وتجاربه السابقة ، فهذا أديسون قد اكتسب مئات الخبرات من محاولاته وتجاربه السابقة غير الناجحة ولكنه بالأخير أستطاع أن يضيء العالم لوجود رسالة إيجابية بأنه أكتسب خبرات في طريقة نحو النجاح . وهناك سبب آخر وهو زرع التحفيز الذاتي لدينا وللآخرين نحو النجاح ، فكم من اناس حاولوا أن يحققوا النجاح وعند أول تجربة اصطدموا بمفهوم الفشل والإخفاق فتوقفوا وصدقوا مثل هذه الرسائل السلبية وحرمونا كثيراً من إنجازاتهم وإبداعاتهم . لذلك نحن إن لم ننجح ولم نحقق أهدافنا فلا ننسى أننا حاولنا وجربنا وأيضاً بأننا اكتسبنا خبرات كثيرة ومتراكمة فعلينا المحاولة مرة ثانية وثالثة ومع توظيفنا للقيم المعرفية والسلوكية والوجدانية من خبراتنا السابقة توظيفاً فاعلاً عندها سنصل ولا ريب.