نظمت مؤسسة بيت الشعر اليمني بالتعاون مع وزارة الثقافة أمس على رواق بيت الثقافة بصنعاء احتفائية خاصة باليوم العالمي للشعر تحت شعار “ يوم الشعر العالمي يوم القدس عاصمة للثقافة العربية2009م باتجاه ثقافة مفتوحة. وفي الحفل القى رئيس مؤسسة بيت الشعر اليمني دكتور عبد السلام الكبسي كلمة أكد فيها أن بيت الشعر اليمني يحاول بهذه الإحتفائية تأسيس ثقافة مفتوحة من خلال الانفتاح اللامشروط على العالم، وفي إطار الثوابت، حرصاً على التعايش والتسامح والحريات.. مشيراً الى الأهمية والخصوصية التي تكتسبها احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية 2009م ، مؤكداً بأن دعوتنا ألى ثقافة مفتوحة تستدعي مجتمعاً مفتوحاً ضمن إطار ثقافي مفتوح غير قابل للانغلاق كثقافة مضادة لثقافة العدو المحتل بإعتبار الصهيونية إطاراً مغلقاً. كما اشار الكبسي إلى أهمية الاحتفال بالشعر اليمني في يومه العالمي وبالطريقة اليمنية باعتبار الشعر منذ دمون أمرئ القيس، بل منذ النقش الحميري ترنيمة الشمس بداية مبكرة للفعل الإبداعي العربي بالذات.. ملفتاً الى أهمية الإحتفاء بالجيل الشعري الألفيني باعتباره امتداداً لكل الأجيال السابقة عليه وانعكاساً للثقافة الكونية، واهمية ادراج الفن الغنائي كلحن وشعر وأداء في اطار ثقافي إذ لم يعد المطرب مجرد مطرب فحسب بل مثقفاً ضمن نسق مواز ومتقاطع مع الأنساق الإبداعية الثقافية الأخرى والمتعددة. من جهته اعتبر القائم بأعمال السفارة الفلسطينية فائز عبدالجواد أن تفاعل العواصم العربية وإحيائها لفعاليات القدس عاصمة للثقافة العربية في كل أنحاء الوطن العربي ترسيخا لعروبة القدس وتأكيدا على رفض كل السياسات الإسرائيلية الساعية لضم القدس وطمس هويتها العربية ومكانتها وباعتبارها جزءاً لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. وقال: بالأمس القريب في الحادي والعشرين من آذار أكدت أزقة وجدران وحارات القدس هويتها، وتكللت باكليل تاريخها عاصمة للثقافة العربية 2009 وتعانقت مع مدينة السلام مدينة بيت لحم لتؤكد للعالم أن القدس قلب فلسطين وعاصمتها،وأن شوارع القدس العتيقة وجدران منازلها وكنائسها ومساجدها ومكتباتها ومخطوطاتها وزي أهلها وإبداعات كل شعبنا تسجل تاريخ وثقافة وحضارة شعب يكافح من اجل النهوض والحياة. وأضاف عبدالجواد: للقدس من احتفاليتها أن تمثل النزاع وتوجزه وهي تقابل بعينيها مخرز الاحتلال فكان المنع الإسرائيلي للاحتفاء فلسطينيابالمدينة كعاصمة للثقافة العربية تبويباً معهوداً لما دأب عليه الاحتلال نافيا عن المدينة عروبتها وإسلامها في قرصنة ثقافية ترتكن الى قوة بربرية غاشمة لا يكاد احد يفهم دوافعها الا من عرف ان المدينة هي جوهر الصراع وعنوان المصير الفلسطيني القادم. واكد ان احداً لا يستطيع ان يفصل القدس عن فلسطين وتاريخها وابداعات شعبها وجذوره الضاربة في عمق التاريخ وحضاراته.. واردف قائلاً: وطالما ان هذه الفعالية بمناسبة يوم الشعر العالمي فلابد لي ان اعرج هنا على ذكرى ميلاد شاعرنا العظيم محمود درويش الذي وان غاب عنا جسداً فهو باق فينا متجدداً بأشعاره وكلماته الجميلة.. محمود درويش حامي ثقافتنا الوطنية والانسانية.. وأوصى بيت الشعر اليمني في بيان قرأه الدكتور محمد النقيب بأهمية تعميم الورقة النقدية الثقافية التي تقدم بها الدكتور محمد بنيس من المغرب والمتعلقة بمشروع تطوير الدعم الثقافي للثورة الفلسطينية” باعتبار الثورة الفلسطينية من الثورات المتميزة في عصرنا بتعدد اطرها الثقافية وعلو مستواها. واشار الى ان هذه الخاصية تلازم الدور الذي لعبته الثقافة الفلسطينية وفي مقدمتها الشعر لربط الصلة بالقاعدة الفلسطينية والجماهير العربية العريضة، والتي لا تقل اهمية عن دور الحركات السياسية. وقال البيان ان من اكبر مبررات هذا المشروع هو طبيعة الاستعمار الإسرائيلي التي ارتبطت بإنكار وجود شعب فلسطين والذي يعني انكار وإلغاء التاريخ والثقافة معاً.. ولفت البيان في توصياته الى ما يستوجب القيام به لمواجهة فلسطينية عربية للرأي العالمي، تستنطق آثار جهد الشهيد بأبعادها التاريخية والفنية والفكرية وصدى هذه الآثار فلسطينياً وعربياً وانسانياً، مؤكداً على اهمية الورقة كونها تتضمن برنامجاً ثقافياً قابلاً عملياً للتطبيق. على الصعيد ذاته دشن بيت الشعر اليمني في إطار الإحتفالية التي حضرها نائب وزير الثقافة الدكتور أحمد سالم القاضي ووكلاء الوزارة وعضو مجلس الشورى الدكتور عبد الوهاب الروحاني، دورة الشاعر أحمد ضيف الله العواضي(ابريل– يونيو2009م) تحت شعار” التجديد سمة الشاعر الكبير” واختتام دورة الشاعر محمد عبدالسلام منصور( يناير–مارس2009م. وطالبت توصيات بيت الشعر التي تلتها الشاعرتان مليحة الأسعدي، وليلى الهان بطباعة الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر محمد عبدالسلام منصور،لأهمية تجربته الشعرية على صعيد التحديث في القصيدة اليمنية والعربية المعاصرة. كما اوصت بتشجيع الباحثين على تناول تجربة الشاعر ضمن الدرس الاكاديمي بحثاً ودراسة لتعدد وتنوع وجودة مضامينها وتميز شاعرها بإيقاعه الشخصي كشاعر كبير في الخطاب والاسلوب معاً. واعلن من خلالها تدشين دورة الشاعر احمد العواضي ابريل - يونيو 2009 لما يمثله شعره من أهمية على صعيد المشهد الشعري اليمني كشاعر ثمانيني فيما يتعلق بالرمز والمكان والمضمون الصوفي تحت عنوان التجديد سمة الشاعر الكبير بامتياز..وقرأت ابتسام القاسمي سيرة الشاعر احمد العواضي.. بعد ذلك تم تكريم عشرين شخصية من الاسماء المبدعة والبارزة في المجال الثقافي وهم “الشاعر الكبير محمد عبدالسلام منصور، أمة الرحيم مطهر،أمة الرزاق جحاف، سميرة الخياري، عبدالرحمن الأخفش، عبد الرحمن الغابري، عبد السلام الوجيه، عبد العزيز الجنداري، علي حداد حسن، الفنان الأمريكي قرق بولار، والشاعر الهندي شالندرا كومار، محمد ابوعلي، محمد سعد عقبات، محمد الحاضري، مقبل نصر غالب، نبيلة الكبسي، نجلاء حسن،و يحيي ناصر الدرة. تلى ذلك بيان مؤسسة بيت الشعر في تكريم المثقفين والتي قرأها الدكتور منصور القاضي. تخلل الإحتفال فقرات غنائية قدمها الفنان عبد الرحمن الاخفش مدشنا توزيع البومه الجديد “خبر عاجل “، إضافة إلى فقرات غنائية ووصلات موسيقية اخرى منوعة قدمها الفنان الأمريكي قرق بولار، وقصائد شعرية أخرى قرأها الشاعر احمد العواضي، وقصيدة للطفل الغرباني.