في الوقت الذي سبقت اليمن كثير من العواصم العربية في تدشين برنامجها ضمن الاحتفالية العربية بالقدس عاصمة للثقافة العربية 2009م تناقلت وسائل الإعلام امس خبر مفاده إعلان اللجنة الوطنية الفلسطينية العليا للاحتفاء بالقدس عاصمة للثقافة العربية للعام 2009،" تأجيل انطلاقة الاحتفال من 22 الشهر الجاري إلى آخر آذار (مارس) المقبل، استنكاراً منها للحرب الشرسة التي تخوضها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزة ". و جاء في البيان وفق ما ورد في يومية الحياة اللندنية امس: "في الوقت الذي كانت اللجنة الوطنية العليا للاحتفاء بالقدس عاصمة للثقافة العربية للعام 2009، تقوم بالاستعداد والتحضير لانطلاقة نشاطاتها الثقافية احتفاء بهذا الحدث، وتجسيداً لقرار مؤتمر وزراء الثقافة العرب القاضي باعتماد القدس عاصمة للثقافة العربية للعام 2009، ومن أجل الحفاظ على مكانة القدس في الوجدان العربي والإنساني، وتجذيراً لهويتها الثقافة العربية وتعزيزاً للشعور بالانتماء الوطني والعربي لأبناء الشعب الفلسطيني تجاه هوية ثقافية عربية موحدة، وتكريس البعد السياسي لمدينة القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة، وتحدياً لممارسات الاحتلال الإسرائيلي التي تهدف الى طمس الهوية الثقافية العربية للمدينة، وتدمير المؤسسات الثقافية في مدينة القدس الشريف، في هذا الوقت شنت قوات الاحتلال الاسرائيلي هجوماً واسعاً ضد أبناء شعبنا في قطاع غزة، وأدى هذا الهجوم الوحشي الى قتل مئات الأطفال والنساء والشيوخ وجرح الآلاف، وتدمير المدارس والجامعات والكليات والمراكز الثقافية، واستهداف البنية التحتية للمؤسسات المدنية الحكومية وغير الحكومية، ومؤسسات المجتمع المدني، مستخدماً الطائرات وكل أنواع الأسلحة الفتاكة. واضاف البيان : إن اللجنة الوطنية العليا للاحتفاء بالقدس عاصمة للثقافة العربية و أمام استمرار هذا العدوان الغاشم وأمام هذه المجازر الدموية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد شعبنا الفلسطيني الأعزل، وبناء على تعليمات الرئيس محمود عباس، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، تعلن عن تأجيل انطلاقة الاحتفال بالقدس، التي كانت مقررة في الثاني والعشرين من الشهر الجاري إلى تاريخ 21/3/2009، ونعلن لجماهير شعبنا الفلسطينية وأمتنا العربية عن تأجيل تنفيذ البرامج والنشاطات الثقافية الخاصة بالمناسبة على المستوى الفلسطيني والعربي إلى ما بعد هذا التاريخ.. و أعرب مراقبون عن استغرابهم جراء صدور هذا القرار بالتأخير معتبرة الأسباب التي ساقها القرار كان يفترض ان تكون دافعا للتعجيل بانطلاق هذه الاحتفالية لتكون جزءاً مع أدوات المواجهة مع العدو الصهيوني الذي يستهدف عدوانه كل مقدرات الأمة والثقافة في مقدمتها بينما تبقى القدس هي جوهرها علاوة على ان هذا العدوان لن يتوقف بل سيستمر بأشكال شتى بل انه لم يتوقف من بداية القرن الفائت فلماذا نحن من يتوقف ويتأخر !... هكذا علق احدهم مستغربا .. اليمن بدورها كانت قد سبقت هذا القرار الفلسطيني بتدشين برنامج احتفاليتها بالقدس عاصمة للثقافة العربية ومن المؤكد لن يؤثر هذا القرار على تواصل فعاليات البرنامج بل يفترض ان تعيد اللجنة الشعبية اليمنية العليا لاحتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية النظر في البرنامج وفق المستجدات الراهنة في غزة وتعمل على تعزيزه باعتبار اللحظات الراهنة وما آل اليه الوضع الفلسطيني في غزة ي يستدعي مضاعفة جهود الاحتفال لأن الحرب على غزة هي حرب على القدس والهوية الفلسطينية وحرب على التراث والثقافة العربية الاسلامية في فلسطين وبالتالي فالاحتفال لابد ان يكون مختلفا ومضاعفا في كل عواصمنا العربية بما فيها صنعاء حسب بعض الآراء التي ترى في البرنامج اليمني دون مستوى خصوصية الموقف اليمني الشعبي والرسمي تجاه القدسوفلسطين وقضية الشعب الفلسطيني الصامد ببطولة منقطعة النظير أمام آلة الدمار الصهيونية. و يؤكد مراقبون على اهمية اعادة النظر في البرنامج وفق مقتضيات اللحظة الراهنة التي تستدعي مراجعة شاملة لتفاصيل المواجهة العربية الاسرائيلية التي تمتد لتجعل من الثقافة هي اهم ادواتها.. وشهدت الساحة الثقافية اليمنية قبل بضعة أيام انطلاق فعاليات الاحتفالية اليمنية ل"القدس عاصمة الثقافة العربية 2009م" حيث تم الاعلان عن برنامج فعاليات وانشطة ، ثقافية فنية و أدبية وخطابية وغيرها في مختلف المجالات من أجل "القدس"، و تضامناً مع صمود الشعب الفلسطيني و نصرة لقضيته العادلة وتعريفا بالخصوصية العربية والإسلامية لعاصمته القدس الشريف. وشكلت لهذه الاحتفالية اليمنية لجنة شعبية عليا باسم اللجنة الشعبية العليا للحملة الأهلية اليمنية لاحتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية 2009 برئاسة وزير الثقافة الدكتور محمد أبو بكر المفلحي وتشترك في تنظيم برنامج الاحتفالية على مدار العام شبكة منظمات المجتمع المدني لدعم فلسطين (شمل) بالتعاون مع وزارة الثقافة. رئيس اللجنة العليا للاحتفالية اليمنيةبالقدس عاصمة للثقافة العربية الدكتور المفلحي اعتبر تصعيد الحرب العدوانية الصهيونية على الشعب الفلسطيني في غزة و تواصل انهمار شلال الدم الفلسطيني وتواصل سقوط هذه الضحايا والخسائر في ظل هذا الخذلان العربي و الدولي سيمثل دافعا جديدا للجان العربية للاحتفالية بالقدس لمضاعفة جهودها وتعزيز وتوسيع برامجها لتكون كل العواصم العربية شعلة احتفالية واحدة متوهجة بنور الصمود الفلسطيني في غزة معمدة بفرحة الانتصار على هذا العدوان ومرتكزة على ذخيرة لا تنفد من البرامج الثقافية التي تصب في روح القدس لتذكيها في الوجدان العربي والإسلامي والعالمي عاصمة فلسطين. و أشار إلى ان البرنامج اليمني للاحتفالية لن يبقى كما وضع في الأوراق حيث من المؤكد انه سيتضاعف وسيتشعب بما يتوافق مع حجم الموقف اليمني الرسمي والشعبي المناصر لقضية الشعب الفلسطيني وحقه في الاستقلال و إعلان دولته المستقلة على ترابه الوطني و عاصمتها القدس الشريف وهو ما ستؤكد عليه هذه الاحتفالية مؤكدة الهوية العربية الإسلامية للقدس والتآزر العربي الإسلامي في الحفاظ عليها باعتبارها تحتل مركزا هاما في وجدانهم وتمثل جزءا هاما من تاريخهم الحضاري ولن يسمحوا لاي كان بتشويهها وطمس هويتها.. مؤكدا ان أحداث غزة قد أوقدت نارا أخرى في الهمة العربية للخروج باحتفالية القدس على قدر المسؤولية التاريخية تجاه القضية. ويحفل البرنامج على تواضعه بالعديد من الأنشطة الثقافية المتنوعة تغطي المجالات ( الفنية والأدبية والفكرية من"شعر، نثر، مقال، أعمال صحفية، رواية وقصة قصيرة ،أغنية، الإنشاد، الرسم، وحرف يدوية، ومسرح، عروض أفلام وثائقية وتسجيلية وإصدارات أكاديمية ومشروعات كبرى للتثقيف بالقدس وشئونها"). و أوضح المفلحي في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن الاحتفالية تهدف إلى إبراز الهوية الثقافية لمدينة القدسفلسطينياً وعربياً وإسلامياً وإنسانياً ، والتعريف بها وبهويتها وبمقدساتها وتراثها من خلال استعراض ونشر المخزون الثقافي الديني والحضاري لمدينة القدس المغيبة في ليل الاحتلال ، و كذا تكريس رمزية هذه المدينة وترجمتها إلى واقع يضعها في صدارة الوعي والثقافة والفكر في العالم العربي والإسلامي من خلال إطلاق حركة ثقافية فكرية لخدمة المدينة في كل مناحي الثقافة والفكر والمعرفة. كما تهدف الاحتفالية إلى التعريف بما تعانيه هذه المدينة و أهلها في ظل الاحتلال الصهيوني العنصري،وبواقع صمودها وصمود أهلها الذين جعلوا مدينتهم عصية على الإقلاع،وتعميق روح التحدي للاحتلال لدى جماهير الأمة وتحريك الجماهير العربية والإسلامية نحو القدس وأهلها لدعم وإسناد صمودهم بكل الوسائل الممكنة ، وخاصة ما يتعرض له إخواننا في غزة من قتل الأبرياء وتشريد آلاف المواطنين وهدم البيوت وإحراق المساجد والكنائس والوقوف ودعم المقاومة من اجل تحرير الأرض المحتلة. و نوه وزير الثقافة بأهمية الاحتفالية في تكريس مفهوم الشراكة والتكامل بين مختلف مكونات الأمة من أجل نصرة القدس ، وتعزيز دورها كقضية جامعة موحدة ، وإطلاق حركة ثقافية فكرية لخدمة المدينة في مختلف المجالات.فضلاً عن تسليط الضوء في معاناة المدينة وأهلها في ظل الاحتلال الصهيوني العنصري وواقع صمود أهلها الأبطال، وتعميق روح التحدي للاحتلال لدى الأمة، والتصدي للمحاولات الإسرائيلية المتواصلة لطمس تاريخها وحضاراتها وتغيير معالمها.. وأشار الدكتور المفلحي إلى أن احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية 2009م ستنفذ في جميع الأقطار العربية انطلاقاً من قرار مجلس وزراء الثقافة العرب الذي اقرها في الدورة ال15 التي انعقدت بالعاصمة العمانية مسقط عام 2006 . وبين أن الحملة الأهلية اليمنية تجمع في طياتها مؤسسات مجتمع مدني وتطوعي وتضم نخبة من رجال الفكر والثقافة والفن والأدب، يمثلون ألوان الطيف اليمني ، للاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية، وذلك من اجل رفع راية القدس عالياً في سماء العواصم العربية وتأسيس حراك ثقافي عربي يجعل القدس واسترجاعها ، حلم ونصب أعيننا وفي فكر وروح قلوبنا جميعاً. من جانبه أشار عضو اللجنة العليا للحملة اليمنية الأهلية للاحتفالية طلال جامل إلى خصوصية البرنامج اليمني للاحتفالية موضحا أن اللجنة العليا أقرت برنامجاً أولياً بأبرز فعاليات ومهرجانات وأنشطة ثقافية خاصة بالقدس لهذا العام ستشهدها العاصمة صنعاء ومحافظات يمنية أخرى منها إقامة مهرجان الطفل الفلسطيني التاسع تقيمه مؤسسة تكافل ولجنة نساء فلسطين ويتضمن فعاليات فنية ومسرحية يقدمها أطفال من أبناء فلسطينواليمن مطلع مارس القادم،وإحياء الذكرى ال30 من يوم الأرض والتراث الفلسطيني ينظمه مركز التراث الفلسطيني في بيت الثقافة وتعرض خلاله أعمال تراثية فلسطينية وصور فوتوغرافية وندوات ومحاضرات تتناول مخاطر سرقة التراث الفلسطيني ووسائل وطرق الحفاظ عليه. ووفق برنامج فعاليات الاحتفائية فمن أهم الفعاليات أسبوع لنصرة الأسير الفلسطيني تقيمه المؤسسة اليمنية لنصرة الأسير الفلسطيني "مناصرة" في يومي الأسير الفلسطيني والأسير العربي منتصف إبريل القادم، ويتضمن فعاليات ثقافية وفنية وندوات فكرية وحقوقية للدفاع عن الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني وخاصة أسرى القدس،بالإضافة إلى إحياء ذكرى النكبة ال(61) مايو القادم بفعاليات متعددة أبرزها عرض مسرحية "طرحة شمس" تقدمها فرقة روابي الأردنية تنظمها شبكة منظمات المجتمع المدني لدعم فلسطين (شمل) بالتعاون مع وزارة الثقافة في كل من المركز الثقافي حديقة السبعين. وكذا إقامة مهرجان ذكرى سقوط القدس"النكسة"، وذكرى إحراق المسجد الأقصى،في يونيو وأغسطس القادم،وملتقى القدس الشبابي الأول الذي تقيمه رابطة شباب لأجل القدس ويشارك فيه نحو مائتي شاب يمني من مختلف مؤسسات العمل الشبابي في اليمن، ويتضمن محاضرات وندوات وورش عمل وفقرات كشفية،ومهرجاني القدس الغنائي والإنشادي تنظم الأول نقابة الفنانين اليمنيين والأخر جمعية المنشدين اليمنيين. إلى جانب فعاليات أخرى هامة مثل مسابقة القدس للإبداع الذي تنظمه مؤسسة السعيد الثقافية ويشمل(الفن، الأدب، الثقافة)،و إطلاق معهد الشيخ عبد الله الأحمر للدراسات والمعارف المقدسة، وإطلاق مشروع برج القدس الأهلي في صنعاء، وهو مشروع عقاري يعود ريعه لصالح القدس .. والعمل على إطلاق روابط القدس ككيانات تعمل من واقع عملها لأجل القدس منها" معلمون لأجل القدس، وحقوقيون لأجل القدس وإعلاميون لأجل القدس، ونساء لأجل القدس ورجال أعمال لأجل القدس". و ضمن الفعاليات المتواصلة للاحتفائية يقام منتدى القدس الأسبوعي وهو منتدى يعالج قضايا القدس المختلفة وتشرف عليه مؤسسة القدس الدولية فرع اليمن، وكذا إقامة مسرح عرائس يقدم عروض مسرحية للأطفال حول القدس طيلة ايام العام في المدارس والأندية وتشرف عليه مؤسسة تكافل، وإحياء أسبوع التضامن الرابع مع الشعب الفلسطيني نهاية العام الجاري، إقامة معرضين كاريكاتوري وتشكيلي عن بيت المقدس تنظمه مؤسسة العفيف وإتحاد الأدباء والكتاب اليمنيينبصنعاء، وإحياء أمسيات وصباحيات شعرية في عموم محافظات الجمهوري، وإصدارها في ديوان القدس لشعراء اليمن بالتعاون مع وزارة الثقافة. و حسب البرنامج فستستضيف اللجنة العليا للاحتفائية مجموعة من الرموز والشخصيات الثقافية على مدار العام الثقافي للقدس عاصمة الثقافة العربية من أبرزهم" خطيب المسجد الأقصى، ولداعية الدكتور عائض القرني، والداعية عمر خالد و غيرهم... كما سيتم تنظيم تظاهرات أنشطة رياضية ترعاها وزارة الشباب والرياضة منها دوري كأس القدس لكرة القدم، وإقامة ماراثون القدس، وبطولة القدس التنشيطية لكرة السلة وغيرها.. علاوة عن مشاريع مركزية ومحلية أخرى كمشروع إقامة مجسم قبة الصخرة في أحد ميادين العاصمة صنعاء، ومشروعي كاسيت القدس الفني والإنشادي، وجائزة القدس الدولية، ومشروع المخطوطات والوثائق المقدسة، ومعرض بيت المقدس المتنقل، وغيرها.. ولفت إلى حاجة القدس لمشروع ثقافي فكري يجابه هذا الظلم والزور ويحفظ لها وجهها العربي وطابعها الإسلامي والمسيحي المنقوش في كل زواياها الطاهرة، ويساند صمودها أمام ثقافة الظلم والتزوير ويزرعها في عقل وقلب من تشتاق إليهم ويشتاقون إليها فتبقى عصية على الاقتلاع والطمس والتشويه. و أعتبر جامل أن إعلان القدس عاصمة الثقافة العربية ستشكل فرصة ذهبية إن أحسن ستغلالها، وفرصة لبدء تحرك يساند صمود المدينة في معركة الوعي الثقافي ومعركة البقاء والتصدي،حتى يحين وقت عودتها إلى حضن أمتها. ختاما: يعول كثير من المراقبين ان تعيد اللجنة العليا للاحتفالية النظر في برنامج فعالياتها ليتواكب مع جدية القضية ومستوى التفاعل اليمني معها وقبل هذا وذاك لتتوازى مع اهمية وحجم الدور العربي والاسلامي في مؤازرة ونصرة قضية فلسطينوالقدس في ظل ما باتت تواجهة هذه القضية اليوم من محاولات مستميتة لتصفيتها نهائيا وليس العدوان الصهيوني الوحشي على غزة مؤخرا سوى دليل قاطع على التآمر الواضح على تصفية القضية.