شق طريقه بين الأكتاف ، نحو مكان لقائها ، كان الوقت قبل الخامسة بقليل ، من بعيد لمحها ، قادمة نحوه كان في كامل أناقته ، ترتدي معطفا رمادي اللون ، وتلف رأسها بمنديل أبيض، وضعت يدها في يده ، تبتسم بصمت خجول ، احتواهما الزحام ، ضاعا بين الوجوه ، كانت ترصد كل حركة وترى كل شيء ، عبر عينين خبيرتين مختفيتين وراء نظارة سوداء .تنظر الى الوجوه نظرة المريب ، لا يلاحظها الآخرون ، تبدو كأنها تبحث عن شيء ضاع منها .منذ أن التقاها ليلة أمس ، والمرأة على حالها ، عيناها لا تكفان عن البحث والتحديق يهيمن عليها قلق واضح ، ترتبك في مشيتها ، يدها غير مستقرة في يده .. - ماذا بك ؟.. - لا شيء.. - أحقا لا تملكين مأوى ..أو ... - ألم تصدق ، أخبرتك البارحة .. - نعم أخبرتني ..لكني ... - صار الأمر اعتياديا ، المهم ، أن تستمر الحياة.. هكذا لا مأوى ، ولا رفيق ..فجأة سحبت يدها من يده بهدوء وأسرعت في الاتجاه المعاكس ، نادى عليها حاول اللحاق بها ، لكن توقف قرب المكان الذي التقيا فيه راح ينظر في الاتجاه الذي اختفت فيه ..أين ذهبت ؟ ماذا حدث ؟ لقد تكلمت عن نفسها أخبرته بالكثير مما يخصها ، لكن شيء لم تخبره به .. كيف يراها ؟....