لا ينبغي أن نعتمد على الآخرين للضغط على إسرائيل وإقناعها بالخضوع للسلام السودان يواجه مؤامرة تستهدف وحدته وأمنه واستقراره تستوجب الوقوف بجانبه أكد فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - أن اليمن تقدمت برؤية متكاملة لتفعيل العمل العربي المشترك على أساس مشروع الاتحاد العربي الهادف إلى توحيد الجهود والطاقات العربية وتحقيق التكامل على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية والعسكرية. وأوضح فخامة رئيس الجمهورية في الكلمة التي ألقاها مساء أمس في الجلسة المغلقة للقمة العربية الحادية والعشرين التي اختتمت أعمالها أمس في العاصمة القطريةالدوحة أن الظروف التي تمر بها الأمة تفرض على الجميع الوقوف بمسئولية إزاء السبل الكفيلة بالخروج من الوضع العربي الراهن ومجابهة التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي وتكفل تطوير آليات العمل العربي المشترك . وفيما يلي النص الكامل لكلمة فخامة رئيس الجمهورية في القمة العربية بالدوحة : الأخ العزيز سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر رئيس القمة الأخ بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية رئيس القمة السابقة سمو الشيخ صباح الأحمد جابر الصباح أمير دولة الكويت رئيس القمة الاقتصادية . الأخ عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية . الإخوة القادة الحاضرون جميعاً السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في البداية نشكر دولة قطر أميراً وحكومةً وشعباً على حسن الاستقبال وكرم الضيافة ونتمنى لهذه القمة التوفيق والنجاح . الإخوة القادة .. لقد بُذلت جهود خيرة أثناء انعقاد قمة الكويت من أجل رأب الصدع بين الأشقاء ونحن نأمل أن تشكل هذه القمة استكمالاً لتلك المسيرة من أجل تعزيز وحدة الصف العربي وتصحيح مسار العلاقات العربية العربية والخروج بموقف عربي موحد إزاء كافة القضايا التي تهم أمتنا والأمن القومي العربي الذي يتعرض اليوم لتهديدات خطيرة وبخاصة في ظل هذه الظروف الصعبة . لقد دعونا في الجمهورية اليمنية مراراً وتكراراً إلى الصراحة قبل المصالحة ووضع كافة القضايا الخلافية على بساط البحث من أجل معالجتها بروح أخوية صادقة وعلى أساس الاحترام المتبادل بين الدول العربية ومشاركة الجميع في صنع القرار العربي فالتحديات كبيرة وينبغي أن يواجهها الجميع برؤية مشتركة وموقف موحد . وانطلاقاً من ذلك فإن اليمن قد تقدمت برؤية متكاملة لتفعيل العمل العربي المشترك وعلى أساس مشروع الاتحاد العربي الذي أقر البرلمان العربي رفعه إلى القمة لوضعه على جدول الأعمال وهو موزع عليكم من أجل توحيد الجهود والطاقات العربية وتحقيق التكامل العربي على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية والعسكرية وغيرها. ما من شك إن الظروف التي تمر بها الأمة تفرض علينا جميعاً الوقوف بمسؤولية إزاء السبل الكفيلة بالخروج من الوضع العربي الراهن ومجابهة التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي وتكفل تطوير آليات العمل العربي المشترك وصنع مستقبل أفضل للأمة . الإخوة الأعزاء .. إن رأب الصدع في الصف الفلسطيني وإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني تحتل أهمية كبيرة في جهود توحيد الموقف العربي ، وإننا إذ نثمن كافة الجهود المبذولة في هذا المجال وفي مقدمتها الجهود التي تبذلها جمهورية مصر العربية لرعاية الحوار بين جميع الفصائل الفلسطينية فإننا ندعو الأشقاء الفلسطينيين إلى تحمل مسؤوليتهم والعمل من أجل نجاح هذه الجهود ،لأن عدم اتفاقهم واستمرار الخلافات فيما بينهم لايخدم سوى إسرائيل ومخططاتها وسياستها الرافضة للسلام . إننا نؤكد على أهمية تحقيق تضامن عربي حقيقي ما لم فإن الوضع العربي سيظل على ماهو عليه من الضعف والشتات ولاينبغي أن نعتمد على الآخرين للضغط على اسرائيل وإقناعها بالخضوع للسلام والتسليم بالحقوق العربية المغتصبة فإذا كانت هناك قوة سياسية اقتصادية عسكرية ثقافية تمتلكها الأمة العربية لمواجهة هذا التحدي ستأتي اسرائيل حينها مرغمة، ومن أجل خلق فرص عمل وتحقيق تنمية اقتصادية في الوطن العربي تعلن الجمهورية اليمنية عن مساهمتها بمبلغ خمسة ملايين دولار وذلك لصندوق دعم تمويل مشاريع القطاع الخاص الصغيرة والمتوسطة . الإخوة القادة .. يواجه السودان الشقيق مؤامرة تستهدف وحدته وأمنه واستقراره ويفرض علينا الواجب الوقوف جميعاً إلى جانب هذا البلد الشقيق والتضامن معه خاصة إزاء القرار غير العادل لمحكمة الجنايات الدولية بحق فخامة الرئيس عمر البشير ونحن نأسف لاستمرار مجلس الأمن في التعامل بمعايير مزدوجة ونطالب بإحالة الجرائم والانتهاكات الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني وآخرها ماجرى في غزة إلى محكمة الجنايات الدولية . الإخوة القادة .. إننا نود هنا أن نذكر بما شهده الصومال الشقيق من تطورات ايجابية بانتخاب رئيس جديد الأخ شريف شيخ احمد وتشكيل حكومة وحدة وطنية وهو اليوم أحوج مايكون إلى دعم ومساندة أشقائه مادياً ومعنوياً من اجل تعزيز جهود احلال السلام في الصومال وإعادة بناء مؤسسات الدولة الصومالية واعمار مادمرته الحرب .إن انعدام الأمن والاستقرار في الصومال وتفكك الدولة الصومالية قد خلق مشكلات كثيرة في منطقتنا وفي مقدمتها مشكلة القرصنة البحرية التي تهدد اليوم امن وسلامة الملاحة الدولية ومصالح الجميع ، فنحن في اليمن نتحمل اكثر من مليون لاجئ صومالي يشكلون علينا أعباء اقتصادية وأمنية واجتماعية . وفيما يتعلق بالعراق الشقيق فإننا ندعم اي جهود تبذل من اجل امن واستقرار العراق ووحدته الوطنية وبما يكفل مشاركة الجميع من ابناء الشعب العراقي في بناء عراق حر ديمقراطي مستقل . الإخوة القادة .. إن الأعمال الإرهابية التي تتعرض لها الأمة ومنها بلادنا وكان آخرها الحادثان الإرهابيان اللذان استهدفا الكوريين الجنوبيين يتطلب منا مضاعفة الجهود لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه وتطوير آليات التنسيق والعمل الأمني والاستخباري وتبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية في بلداننا من اجل مواجهة العناصر الإرهابية والقضاء على الإرهاب الذي يهدد الأمن والاستقرار ويسيء إلى قيم الإسلام الحنيف دين المحبة والتسامح والسلام واحترام النفس البشرية . ختاماً أتوجه بالشكر للأشقاء في دولة قطر متمنياً لقمتنا الخروج بقرارات ترقى إلى مستوى التحديات وآمال وتطلعات شعوب أمتنا وتساعد على تعزيز وحدة الصف والتضامن والعمل العربي المشترك . هذا وعلمت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - وبعيد القائه الكلمة انسحب من الجلستين المغلقة والختامية احتجاجاً على عدم اتاحة الفرصة لقراءة الرؤية اليمنية حول تفعيل آليات العمل العربي المشترك وإقامة اتحاد عربي والتي سبق للبرلمان العربي أن أقر رفعها إلى القمة العربية لوضعها على جدول أعمالها .