أيها المرتحل، عليك أن تشرع في السير فجراً. وامسح قدميك ببلل الأرض الذي يماثل أنف الكلب. دع شروق الشمس يخمد قناديلك. وراقب شويكات الفرشاة الباهتة للأرجل القطنية في نور السماء، تحطم دودة الأرض فوق العزَّاقة. الآن تمتد الظلال مع سريان النسغ لا مع موت الغروب والسجود المنهك الحزين. هذا الاضطرام الناعم، والتقهقر الليِّن ينجب ابتهاجات جامحة ومشاعر ترقب مقلق لنهار سافر. أعباء ثقيلة هائلة تضمحل منحنية إلى كتلة ضباب ازدحام لا ملامح له. لتوقظ الأسواق الصامتة- وخطىً سريعة خطافة خفيضة الوقع على أزقة رمادية اللون... على هذا اللحاف، كان هناك- شتاء مباغت عند موت العازف المنفرد لبوق الفجر. شلالات من ندف ريشيٍ أبيض... لكنها كشفت عن شعيرة تافهة عقيمة. بصرامةٍ، حثَّ الاستعطاف الخطى، من قبل. القدم اليمنى ميممة للفرح، واليسرى، وجلة والأم ابتهلت، يا صغيري أتضرع ألا تسير أبداً عندما تكون الطريق تنتظر ويعتصرها الجوع. أيها المرتحل، فلتشرع سيرك في الفجر. أبشر ببشائر الساعة المباركة مع رفرفات جناحي الديك الأبيض مُسَيٍّجَةً الأشرار- مثل الذي يتجرأ على درب أجنحة تقدُّم الإنسان الغضبى... لكن ذلك شبح آخر! يا أخي، إذ يبكني العناق المرعب لاختراعك- هل هذه التكشيرة الساخرة الزائفة، هل الالتواء المنغلق- أنا؟